هدوء ما بعد العاصفة...مواجهة علنية بين مشروعي الدولة والدويلة
المعارضة بخطاب موحّد وخطي امام لودريان...الكتائب: لا مكان للتسويات
الوفد الايراني عند نصرالله...بعد تقرير الفاريز: محاسبة نيابية ودعوة لتحرك القضاء
المركزية- عاد الهدوء يخيم على المشهد الداخلي بعد الصخب العنيف الذي ساد في بحر الاسبوع بفعل الحوادث الامنية التي تنقلت بين عين ابل والكحالة مخلّفة عددا من الضحايا والشهداء وعاصفة من المواقف التصعيدية ضد حزب الله وسطوة سلاحه التي تهدد امن اللبنانيين، فيما نجحت الاتصالات المتسارعة المتقاطعة بين الامن والسياسة في وأد الفتنة وانزلاق الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه. عنوان المرحلة المقبلة، بحسب ما افرزت المعطيات الامنية عودة الانقسام العمودي الحاد بين فريقي مؤيدي الحزب ومناهضيه المستشرسين في سبيل اعادة بناء دولة منزوعة السلاح وحصره بيد القوى العسكرية والامنية.
مواجهة علنية: اليوم، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط، أن “المواجهة مع حزب الله أصبحت علنية، وسنقوم بكل ما يلزم لمنع وصول رئيس للجمهورية من محور الممانعة”. وأضاف الحواط في حديث تلفزيوني “على حزب الله أن يفهم أن سلاحه أصبح بلا بيئة حاضنة له، كما أن الحزب لا يمكنه أن يفرض السيطرة والهيمنة بقوة السلاح”.
خطة موحدة: من جهته، أشار عضو كتلة "تجدد" النائب أديب عبد المسيح الى "أننا كمعارضة بتنا ندرك طريقة التحضير للخطوات الرئاسية، وطريقة المعارضة المقبلة ستكون بخطاب موّحد وخطي من موضوع الحوار أو لقاء جان ايف لودريان خلال الأسابيع المقبلة".
الحزب ضعيف: واعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ أن "حزب الله بات ضعيفاً ولا قضية له بعد فضيحة ترسيم الحدود البحرية وتهريبه لاتفاقية الغاز والنفط، واعترافه بدولة إسرائيل، ولشدّ العصب يقومون بعراضات وتجميع أوراق".ولفت الى ان "على قوى المعارضة ان تدرك جيدا انها تواجه حزب الله بكل أبعاده الثقافية؛ وبالتالي لا مكان للتذاكي عليه والبحث عن تسويات"وختم الصايغ مؤكداً "نواجه حزب الله بقوة وعلى الجميع ان يدرك انها مواجهة يقوم بها الأبطال، وعلى الجميع الارتقاء الى هذا المستوى".
لا دولة في ظل هيمنة السلاح: بدورها، إجتمعت الأحزاب والمجموعات التالية: "الكتلة الوطنيّة"، "تقدّم"، "خط أحمر"، "لقاء الشمال 3"، "تيّار التغيير في الجنوب"، "إئتلاف انتفض للسيادة للعدالة" (طرابلس) و"عكار تنتفض"، وأصدرت بيانًا جاء فيه: "تشكّل حادثة الكحالة مع ما سبقها من أحداث أمنيّة متفرّقة تطوّرًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا يجعل من كل منطقة وقرية في لبنان، هدفًا للاستباحة ودرعًا بشريًا يتلطّى خلفه سلاح "حزب الله" وكل سلاح خارج سلطة الدولة والمتنقّل بين البيوت والمدن والمرافئ. وعلى الرغم من تقاعس القضاء ومعه الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة عن القيام بواجباتهم، إلا أننا لا نزال نتمسّك بخيار الدولة ومؤسّساتها في وجه نقيضها المتمثّل بدويلة "حزب لله" وسلاحها؛ وعليه، فإننا نطالب القضاء وكلّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة بتحمّل مسؤولياتها عبر فتح تحقيق جدّي في ملابسات الجريمة لكشف مصدر هذا السلاح ووُجهته وأهداف استعماله وصولاً إلى توقيف المعتدين والمتورّطين كافة وسوقهم إلى العدالة".وتابعت: "إنّ جلاء الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات المتكرّرة على الناس على امتداد مساحة الوطن يسبقان قيام أيّ حوار، على أن يبدأ بالاعتراف بأنّ لا إمكانيّة للمساكنة بين الدولة والدويلة".وقالت: "إنّ منطق الفرض والقوّة الذي يمارسه حزب الله بحق جميع اللبنانيّين يشكّل تهديدًا لمشروع بناء الدولة ومنع قيامها، حيث إنّه عبر حروبه المتنقلة في لبنان والخارج، يُطيح بالأمن والسيادة والسّلم الأهلي، وهو يزيد من خطر الانزلاق إلى مزيد من الفتن وتعميق الانقسام الداخلي، الأمر الذي يُحيي هواجس الحرب الأهليّة ويسمح بالاستثمار فيها".وختمت الاحزاب: "إنّ استمرار تعطيل انتخاب رئيس الجمهوريّة المتمادي، وكذلك الأحداث الأمنيّة في الأسابيع الأخيرة، تؤكّد أنّ مواجهة سعي حزب الله لتكريس الهيمنة هي قضيّة تعني المجتمع اللبناني ككل وليس فئة منه، ولا يمكن أن تواجَه إلا بمقاربة تُغلِّب المصلحة الوطنيّة العليا مقابل دفاع الحزب عن مصالح محوره الإقليمي والتي تنطلق من أولويّة استعادة الدولة وتحقيق السيادة وضمان العدالة والحرّية لجميع اللبنانيّات واللبنانيّين".
العبث بأمن البلاد: في المقابل أشار "تكتل بعلبك الهرمل" النيابي، بعد اجتماعه الدوري، في بيان تلاه النائب حسين الحاج حسن إلى أن "التكتل يدين الإعتداء الميليشياوي الذي طاول شاحنة عند أحد منعطفات بلدة الكحالة وتعرض أفرادها لهجوم مسلح من قبل ميليشيات لطالما دأبت على تهديد الإستقرار والسلم الاهلي، ويعتبره جريمة موصوفة كان الهدف منها العبث بأمن البلاد".واعتبر ان "هذا الفعل الميليشياوي عمل مدان ومرفوض من كل الشرفاء في هذا الوطن، لأنه يشكل تهديدا وسلوكا عدوانيا يخدم مشاريع الفتنة، ويحتم على الأجهزة الأمنية والقضائية القيام بمسؤولياتها لكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة. ويتوجه تكتل بعلبك الهرمل النيابي بالتعازي لذوي الشهيد المغدور المجاهد أحمد علي قصاص، مباركا لهم هذه الشهادة، وراجيا من الله علو الدرجات في جنات النعيم، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان".وأردف: "إذ يثمن تكتل بعلبك الهرمل النيابي الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، يؤكد أن مصلحة الجميع في الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يقود العملية الإنقاذية في لبنان، ويحفظ الوحدة الوطنية وعناصر قوة لبنان والإنجازات التي تحققت".
نصرالله ووفد ايراني: على الخط نفسه، استقبل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفد لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الاسلامي في إيران، برئاسة مسؤول اللجنة جلال زاده وعدد من النواب الأعضاء في هذه اللجنة، في حضور سفير ايران مجتبى أماني، حيث تم استعراض المستجدات والأوضاع في لبنان وفلسطين والمنطقة.
التدقيق الجنائي تابع: على خط التدقيق الجنائي وبعد توزيع ونشر تقرير الفاريز اند مارشال، كتب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عبر حسابه على منصة "اكس": "تقرير التدقيق الجنائي بعد الانهيار والذي أقرت قانونه معدلاً لجنة المال والموازنة ليصبح قائماً لحين الانتهاء من أعمال التدقيق وليس لفترة سنة كما كان مقترحاً، أثبت جزءاً مما قمنا به وعملنا عليه ووثقناه في لجنة تقصي الحقائق ولجنة المال والموازنة منذ الـ٢٠١٠ أي ٩ سنوات قبل الانهيار و ١٣ سنة قبل التدقيق الجنائي عن عدم صحة حسابات الدولة وماليتها العامة بكل مكوناتها ومرافقها واقرّ به بعد فوات الأوان الجميع اليوم بالرغم من محاولة البعض طمس هذه الحقيقة وتشويهها لمصالح واجندات باتت معروفة".وأضاف: "سنتابع المسار المؤسساتي الرقابي لهذا الملف المرتبط بحقوق الدولة واللبنانيين ومن بينهم المودعين وستكون للجنة المال جلسة قريبة كما على القضاء القيام بواجباته…وصولاً للمحاسبة وتكريس حقوق المودعين المسلوبة بدل اعتبارها "خسائر" وهي التزامات بذمة الدولة ومصرف لبنان والمصارف وفضح - كما فعلنا - لعبة الاختلاف على تحديدها بين الحكومات ومصرف لبنان الذين تهربوا بالتكافل والتضامن حتى الساعة ومنذ أربع سنوات من اجراء المسح الشامل على موجودات المصارف ومصرف لبنان والدولة كما اقرار الصندوق الائتماني الغائب من خطط الحكومة للإجهاز على حقوق اللبنانيين الاساسية والمشروعة".
تعليق الاضراب؟ الى ذلك، عقد في مبنى تلفزيون لبنان اجتماع بين نقابة مستخدمي "تلفزيون لبنان" ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي اعلن على الاثر تعليق إضراب الموظفين وذلك بانتظار الحل المالي، مؤكدا ان تلفزيون لبنان يجب أن يعود الى سابق عهده.
هل تفتح امانات السجل العقاري؟ في مجال آحر، أعلنت وزارة المالية أن "وبعد الإقفال القسري الخارج عن إرادتها لعدد من أمانات السجل العقاري في أكثر من منطقة، ستبدأ بمعاودة العمل في الأيام المقبلة، وذلك بعد جهود بذلتها مع المعنيين، إضافة الى إجراءات وظيفية قامت بها بما يتلاءم مع تسيير العمل تباعاً وبشكل منتظم".وأوضحت في بيان، أن "بدايات العمل ستتركز على إنجاز المعاملات المتراكمة ما قبل فترة الإقفال لتعاود بعدها استقبال المراجعات الجديدة في مرحلة تالية". وأضافت: "إن وزارة المالية إذ تتفهم التذمر الذي صدر عن أكثر من جهة، جراء التعطيل الذي اصاب واحداً من المرافق الحيوية في الدولة، فهي بدورها تعتبر نفسها من المتضررين نظراً للخسائر التي تتكبدها خزينة المالية العامة إزاء هذا الإقفال، وبالتالي فهي تعوّل على جهود موظفيها وأدائهم ومناقبيتهم الذين يحظيان من الوزارة بثقة وتقدير عاليين، من أجل إعادة تسيير هذا المرفق الحيوي، واسترجاع دوره الذي تراجع لأكثر من سبب".
هجرة غير شرعية: على خط آخر، في إطار مكافحتها لتهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية من خلال البحر، وبالتعاون مع القوات البحرية في الجيش اللبناني، أوقفت دورية من مخابرات الجيش المدعو “ش.م.س.” الملقب بال “حزوري” بعد مداهمة منزله المتواجد فيه في قرية الشيخ زناد في عكار.تزامنا، أحبطت القوات البحرية عملية تهريب لأكثر من 400 شخص من الجنسية اللبنانية والسورية والفلسطينية، في المنطقة نفسها.
الجالية بخير: أكد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، على "متابعة الهيئة اوضاع اللبنانيين في النيجر، والتنسيق يتم مع جميع أعضاء الخلية اللبنانية المعنية بالازمة هناك، وعلى رأسهم القائم بالأعمال في سفارة النيجر، ماجدة كركي".وأشار خير، الى أن "الهيئة وجهت دعوات لأبناء الجالية غير القادرين على العودة الى لبنان للتواصل مع خلية الأزمة لمساعدتهم على العودة"، كاشفاً أن "عدد أفراد الجالية اللبنانية في النيجر يبلغ 250".ولفت إلى أن "اللبنانيين يتواجدون بكثرة في معظم بلدان غرب أفريقيا وساحل العاج وخصوصا في السنغال، بينما لا يزيد عددهم في النيجر عن 250 شخصا، ومعظمهم يمضون إجازة الصيف في لبنان حاليا"، مشدداً على أن "الهيئة على أتم الجهوزية لمساعدتهم وتعمل على رفع معنويات كل مغترب حتى عودته الى الوطن سالما".