Jul 27, 2023 4:44 PM
تحليل سياسي

لودريان يسوّق مبادرته "المؤجلة" عند الحزب والارمن والتغييريين والحوت
بري يلتقيه ثانية ويكرر: فتح كوة في الملف الرئاسي...اجتماع تقييمي للمعارضة
مجلس الوزراء لم ينعقد...ميقاتي: لم انجح في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة

المركزية- بمثل الضبابية التي تغلف مصير مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الرئاسية المتواصلة فصولا في بيروت والاسباب التي يستند اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في تفاؤله وتكرار موقفه حول ان كوة قد فُتحت في الملف الرئاسي، يقبع ملف حاكمية مصرف لبنان قبل اربعة ايام على انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة. وقد أقر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اليوم انه لم ينجح بعد في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة خلافا لقول  وزير المال يوسف خليل امس ان "الجو يميل حتى الآن الى عدم الاستقالة"، فيما اخفق مجلس الوزراء في التمام شمله لبحث الملفين المالي والنقدي وتعيين حاكم  لتعذّر تأمين النصاب. 7 وزراء فقط حضروا الى السراي وغاب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة و الحزب الديمقراطي اللبناني. وتعويضا،. عقد اجتماع تشاوري في مكتب الرئيس ميقاتي على ان تعقد جلسة يوم الاثنين المقبل للموازنة.

وبين الاستقالة وعدمها " ضاعت الطاسة" ومعها المواطن اللبناني القلق على المصير وبالأخص على ليرته المنهارة خشية ان تزداد انهيارا  مقابل تحليق العملة الخضراء في فضاء مئات الالاف كما يحذر خبراء المال.لكنّ ميقاتي الذي لا ينفك يكرر دعوة النواب لانتخاب رئيس فتحل المشاكل، طمأن الى ان الوضع مقبول، وهو لا يخشى قفزات كبيرة للدولار فالكتلة النقدية يمكن امتصاصها سريعا.

ميقاتي يأسف: بعد عدم انعقاد الجلسة، صدر عن ميقاتي بيان جاء فيه: إن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان ودقة الوضعين المالي والنقدي تتطلب من السادة الوزراء ومختلف القيادات السياسية المعنية اداء استثنائيا لتلافي المزيد من التوترات وتبديد القلق العارم عند جميع اللبنانيين ومعالجة الاوضاع الملحة، والاهم الترفع عن المزايدات والتباهي بالتعطيل الذي لا يخدم أحدا من اللبنانيين الى اي فئة انتموا، ويزيد من الشلل والتعطيل في المؤسسات. إن الحكومة غير مسؤولة عن الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، ولا عن التداعيات المترتبة عن ذلك، بل تجهد في مرحلة تصريف الاعمال لتسيير الشؤون العامة، والحفاظ على سير عمل المؤسسات الرسمية وتلبية مطالب المواطنين. والمطلوب أن يبادر السادة النواب الى تحمل مسؤوليتهم في انتخاب رئيس جديد للبلاد، في اسرع وقت، لكي ينتظم مجددا عمل المؤسسات الدستورية واستكمال الخطوات الاصلاحية التي بدأتها حكومتنا. كانت أمامنا اليوم فرصة لمعالجة موقتة لملف مرتبط بالوضعين المالي والنقدي، وآسف ان الحسابات السياسية للاطراف المعنية داخل الحكومة لها الاولوية على ما عداها، فليتحمل كل طرف المسؤولية عن قراره. سأستمر في القيام بواجبي الدستوري والوطني والعمل الجاد لسير عمل المؤسسات العامة وخصوصاً مصرف لبنان، من دون كلل. حمى الله لبنان".

تمويل موقت: وفي دردشة مع الصحافييين، أكد ميقاتي ان الوضع مقبول لأن كل شيء في الحياة نسبيّ وحاكم المركزي رياض سلامة قال كلاماً واقعياً ومن حقّه الدفاع عن نفسه.
وقال "بالنسبة إلى الجلسة التشريعية، نعوّل على وعي الجميع لمساعدة النواب الأربعة للحاكم وإيجاد طريقة لتمويل موقّت أو سلفة موقّتة إلى حين ضبط الأمور". وشدد ميقاتي على اننا أمام فرصة لحثّ حقيقي للقوى السياسية لانتخاب رئيس ويجب أن يُعاد انتظام العمل المالي النقدي في لبنان بطريقة طبيعية. أضاف " لم انجح بعد في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة ونحن نناقش فرصة اعطاء تمويل ووقت لضبط الامور ولا اخشى قفزات كبيرة للدولار والكتلة النقدية يمكن امتصاصها سريعا".

لودريان عند الحزب: على الصعيد السياسي، وفيما تعقد المعارضة عصرا اجتماعا تقييما لطرح لودريان ، واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جولاته على القيادات في يومه الثالث والاخير في بيروت. وقد التقى اليوم يرافقه وفد من السفارة، رئيسَ كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي في مقر الكتلة في حارة حريك.  كذلك، التقى لودريان الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان. وتمت خلال اللقاء مناقشة الأوضاع العامة ولا سيما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية. كما اعلن النائب عماد الحوت في بيان انه  "التقى باسم اللقاء النيابي المستقل الموفد الفرنسي ايف لودريان واستمع للطرح الجديد بعقد جلسات عمل في لبنان حول مهام  الرئيس المقبل ومواصفاته يتبعها جلسات انتخاب"، وقال:"أكدنا تفضيل الآلية الدستورية للانتخاب، وأنه لا مانع لدينا من نقاش محصور بمهام الرئيس ومواصفاته ضمن مدى زمني قصير".

بري مرة ثانية: وللمرة الثانية خلال زيارته هذه، التقى لودريان قرابة الثانية عشرة والنصف، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور غريو. وقالت مصادر الرئيس بري انه بعد لقائه الثاني مع لودريان جدد التأكيد على ان كوة قد فُتحت في الملف الرئاسي.

الفرصة الاخيرة: وبحسب المعلومات، قال لودريان ان "المشاورات التي ستحصل في ايلول حول مواصفات الرئيس ومهامه، هي الفرصة الأخيرة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، واذا لم تنجح جلسة المباحثات فستسحب الدول الخمس يدها من الملف اللبناني ومن سيعرقل الانتخابات سيتم فرض عقوبات عليه". وفي المعلومات أيضاً "لن يكون هناك لقاء يجمع لودريان والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لأنه سيجتمع مع غريو لوضعه في صورة الجولات التي قام بها لودريان".

جواب معارض موحد: ليس بعيدا، أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أننا لم نُعطِ جوابًا نهائيًا للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بانتظار التشاور بين أفرقاء المعارضة والذي سيحصل بين اليوم والغد وسيكون لدينا جواب موحد إن شاء الله. الجميّل وفي حديث تلفزيوني قال "إن كان لدى حزب الله النية لملاقاة الفريق الآخر إلى منتصف الطريق فيجب أن يسحب مرشحه ويُلاقينا على الحوار عندها ولا مشكلة لدينا". وشدد الجميّل على أن ما يهمنا هو ألا يتحوّل الحوار الى آلية لفرض إرادة حزب الله على باقي اللبنانيين.

على مسافة واحدة: في الاثناء، اكد السفير السعودي وليد بخاري خلال تكريمه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان امس  في دارته في حضور 18 نائبا سنيا من اصل 27 لغياب 3 بداعي السفر واجتماع النائب وضاح الصادق مع الموفد الفرنسي وتغيّب 3 نواب في جبهة حزب الله اضافة الى النائب اسامة سعد، اكد ان "موقف المملكة العربية السعودية  ثابت في دعمها للبنان الدولة والمؤسسات ومساعدة اللبنانيين وحرصها عليهم، وهي تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في اللجنة الخماسية وتقدم كل الأفكار والطروحات التي  تساهم في إنقاذ لبنان، وليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، وهذا خيار للسادة  النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط، وأشار الى ان السعودية تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وبتنفيذ اتفاق الطائف الذي حمى اللبنانيين ويحميهم، وتؤيد أي لقاء فيه خير للبنانيين وتتمنى ان يجري انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.

لقواسم مشتركة: بدوره، قال المفتي دريان: الفشل ممنوع والحذر والتأني مقبول، وتمسكنا بالثوابت الوطنية هو من إيماننا المطلق بأن لبنان لا يمكن إلا أن يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي على أسس العيش المشترك التي ضمنها الدستور في المساواة والمواطنة بين كل اللبنانيين، ولا ينبغي ان ينكفئ احد عن دوره بل مشاركة الجميع هي الأساس لضمان الحقوق والطمأنينة، وهذا ما تسعى له دار الفتوى في توحيد الرؤية الوطنية والرؤى مع كافة الأطياف السياسية والمرجعيات الدينية، وما قامت به بجمع نواب المسلمين السنة في اللقاء الوطني الذي عقد منذ عام في الدار كان في هذا الاطار، وصدر عنه توصيات وطنية بامتياز حدد فيها مواصفات رئيس لكل اللبنانيين الذي ينبغي للنواب أن ينتخبوا على أساسها، فانطلاقا من ذلك نعاهد اللبنانيين باننا لن نوفر جهدا في التعاون مع كل المعنيين في عملية انتخاب الرئيس للوصول الى حلول او قواسم مشتركة نستطيع من خلالها إيجاد مخرج بالتعاون مع عمقنا العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين وبقية الأشقاء العرب، مع الإشارة الى أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للنهوض بالوطن، ودار الفتوى واللبنانيون أوفياء لمملكة الخير ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان في كل مراحل أزماته، وأوصي نوابنا ان يكونوا كعهدنا بهم أقوياء في كلمة الحق موحدين لخدمة لبنان، يكثفون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبلورة موقف واحد جامع،  وان يسارعوا الى انتخاب رئيس يتمتع بمناقبية عالية وصفات حميدة جامعا للبنانيين وأمينا على قسمه وحفظ اتفاق الطائف وتنفيذه".

 

الحل ليس سريعا: في المواقف ايضا، رأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في الليلة التاسعة من عاشوراء، في بيروت، ان "تعقيدات انتخابات الرئيس ما زالت موجودة، ويبدو أنها ستأخذ وقتا إضافيا قبل أن تجد طريقا للحل، ولا يبدو أن الحل سريع لأن بعض الأطراف يتمسكون بقناعاتهم التي لا تنسجم مع مصلحة لبنان ولا مع تعجيل انتخاب الرئيس، ولكن رغم الصعوبات سنستمر في العمل وإجراء الاتصالات وبذل أقصى الجهد، والاستماع إلى المقترحات والتواصل مع الجهات الأخرى في المجلس النيابي للوصول إلى انتخاب الرئيس، أي لن نكلّ ولن نملّ حتى يتحقق هذا الاستحقاق".  وتابع "سنكون إيجابيين ومنفتحين على نقاش أي أفكار مطروحة بروحية أن نصل إلى نتيجة، وبالتالي لا نقفل الباب على النقاش. وهنا نحن لا نعمل لتحدي أحد، ومنطقنا من البداية كان اختيار رئيس وطني جامع للجميع، لم نفكّر يوما ولم نتحرك يوما من أجل اختيار رئيس للتحدي، ولا نريد الرئاسة إلى جانبنا لمغادرة الآخرين وللسيطرة على البلد أو التأثير على القرارات المستقبلية بما يخدمنا ولا يخدم وطننا. نحن نريد أن تنتظم الدولة وأن ينتخب الرئيس وأن تتشكّل المؤسسات المختلفة، وأن تنطلق حكومة جديدة وأن يكون هناك خطة انقاذية مالية اقتصادية اجتماعية في إطار رؤية سياسية لا تجعل لبنان تبعا للآخرين، ولا تجعله محطة لاستثمار الكيان الإسرائيلي". 

تنقيب: على صعيد آخر، استقبل الرئيس ميقاتي وفدا  من شركة "هاليبرتون" ضم زينون كلينك وساد وايت .  وعرض الوفد للرئيس ميقاتي ما ستقوم به شركة "هاليبرتون" المتعهدة لدى شركة "توتال" والمكلفة بالحفر في البلوك الرقم 9. كما وضع الوفد رئيس الحكومة في أجواء التحضيرات للاستكشاف في البلوك رقم 9 وبالتحديات اللوجستية لأعمال الحفر. .. كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وبحث معه شؤون وزارته. واجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام للامن  العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، ثم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. 

ذكرى 4 آب: من جهة ثانية، عقد أهالي شهداء وضحايا وجرحى تفجير مرفأ بيروت مؤتمراً صحافياً، في نادي الصحافة، اعلنوا خلاله عن برنامج تحركهم يوم الجمعة في ٤ آب. وأكّد الأهالي أن الضحايا ليسوا أرقاماً، لذلك الرابع من آب ليس يوم عطلة انما يوم حداد وطني. وأشار وليام نون شقيق شهيد فوج الإطفاء جو نون، خلال المؤتمر، الى أن  يوم 4 آب هو للمطالبة بالعدالة، وقال: "حققنا تقدماً دولياً في هذا الملف واتّكالنا على الجميع لمساندتنا من أجل الوصول الى الحقيقة الكاملة ومحاسبة المتورطين". وقال الاهالي " ونحن اليوم سنعلن عن تحركنا وعن المسيرة التي ستنطلق من امام فوج الاطفاء تحت شعار "من أجل العدالة والمحاسبة….. مستمرون" حيث سيتجمع أهالي الضحايا والجرحى والمتضررون هناك ومن بعدها سنواصل المسير لنصل الى تمثال المغترب مقابل الاهراءات". اما بالنسبة للزمان، فالتجمع سيكون في حدود الساعة الرابعة، وانطلاق المسيرة سيكون عند الساعة الخامسة والربع لنصل في حدود الساعة السادسة الى مرفأ بيروت قرب تمثال المغترب. اما من لا يستطيع السير لوقت طويل، يستطيع الانتظار عند المنصة المتواجدة قرب تمثال المغترب مقابل الاهراءات حوالي الساعة ٥ ونص.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o