Jul 14, 2023 6:44 AM
صحف

الحوار المستجد بين حزب الله و"التيار" ينطلق من مسلّمتين.. وتعويلٌ على مرشّح ثالث!

أشارت مصادر سياسية عبر "اللواء" الى ان اعادة فتح الحوار بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب الله، بانه كان متوقعا، ولم يفاجىء احدا، لان كلا الطرفين يحاول الإستفادة منه، بالرغم من الندوب التي تسببت بها انتقادات باسيل الحادة ضد قياديي الحزب وقالت: ان باسيل لم يستطع أن يجد مكانا له في صفوف المعارضة، لانعدام الثقة به بالمطلق، وبقي يغرد وحيدا، ولو انه تلاقى على تأييد مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور في جلسة الانتخابات الرئاسية الاخيرة، في حين يبدو أن فتح الحوار مجددا مع الحزب، مشروط باعتذار عن الانتقادات التي وجهها مباشرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وكشفه لفحوى لقاءاته به، ولوقف حملاته على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واعتباره من ضمن المرشحين الرئاسيين الذين يتم التداول بأسمائهم في اي لقاء حواري او تشاوري حول اختيار رئيس توافقي مقبول بالمرحلة المقبلة.

وفي المقابل تعتبر المصادر ان هناك مصلحة للحزب باعادة العلاقات مع باسيل، من زاوية ابعاده عن المعارضة وتحديدا عن القوات اللبنانية، لاضعاف موقفها وخلخلة الاجماع المسيحي ضد ترشيح فرنجية او اي مرشح اخر، في الانتخابات الرئاسية والاستمرار في إبقاء التيارالوطني الحر كطرف مسيحي يدعم توجهات الحزب وسياساته.

اما بالنسبة لزيارة باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي، اشارت المصادر إلى ان باسيل اطلع البطريرك على توجهه اعادة فتح الحوار مع حزب الله، وتأثيره في تحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ومبينا الاسباب التي دفعته لاعادة موقفه من الحوار، باعتباره يتركز على ملف الانتخابات الرئاسية ولايتناول اي مسائل وقضايا اخرى لها علاقة بالنظام السياسي اوتعديل الدستور.

ولئن بدا ان الاستعصاء الرئاسي يجعل من فكرة الحوار التي يسعى الى بلورتها الدبلوماسي الفرنسي السابق، بلا آلية عملية، مع انتصاب متاريس رفض الحوار بين الكتل، سواء في مجلس النواب او قصر الصنوبر، فإن ثمة متابعة للحوار المستجد بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي ينطلق من مسلّمتين:

1 - لا احد بإمكانه فرض مرشحه.

2 - عدم التخلي المسبق عن النتائج التي آلت اليها جلسة 14 حزيران، ولم تؤدِ الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد بروز «معادلة التوازن» السلبي بين الاصوات التي نالها المرشحان سليمان فرنجية (51 صوتاً) وجهاز ازعور (59 صوتاً).

وحسب المعلومات، فإن حزب الله يحاور التيار من زاوية عدم التفريط «بالصداقة» معه، وعدم اسقاط مرشحه فرنجية، بل هو من ضمن الاسماء المطروحة، ضمن مسلًّمة الحزب للرئاسة الاولى، لرئيس بشخصه لا يطعن المقاومة في الظهر.

وحسب مسؤول مقرَّب من قيادة الحزب، فإن عودة باسيل الى الحوار هي طبيعية، ومكانه تحت راية «تفاهم مار مخايل».

وحسب المسؤول المقرَّب، «مخطىء من يعتقد ان اي منهما غير موقفه او تنازل عن قناعاته الرئاسية.. كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تمسكه بفرنجية كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر هو القاعدة التي سينطلق منها التفاوض مع باسيل من اجل «ايجاد الظروف المناسبة والارضية المشتركة لاقناعه بفرنجية»...

مرشح ثالث: وفي حديث لـ"الشرق الاوسط"، يذكّر النائب سيزار أبي خليل بالاختلافات التي سجّلت بين الطرفين في مواضيع عدة، أبرزها الخلاف الكبير حول عمل الحكومة الذي يؤيده الحزب فيما يعتبر «التيار» جلساتها «غير دستورية وفاقدة للشرعية»، إضافة إلى الخلاف في مقاربة ملف الرئاسة، ورفض باسيل دعم فرنجية، لكنّه يثني على موقف «الحزب» في رفضه التعيينات التي كانت الحكومة تعدّ لإنجازها. ويقول: «الاتصالات لم تنقطع مع كل الأطراف وإن بوتيرة مختلفة في ما بينها، أما بالنسبة إلى الرئاسة فموقفنا معروف، واستئناف الحوار مع الحزب يأتي من دون شروط مسبقة، وليس على شخص معيّن، إنما على برنامج وعلى شخصية غير استفزازية لأي طرف»، مضيفا «نتائج جلسة الانتخاب الأخيرة أظهرت أن التوازنات واضحة ولا قدرة لأي فريق أن يوصل مرشحّه، وبالتالي لا بد من الاتفاق بين الجميع على شخصية قادرة على إنقاذ البلد وحمايته».

ويعد أبي خليل أن الخروج من أزمة الرئاسة يكون بحلّين، الأول فتح جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية وليفز من يحصل على الأكثرية، رغم أن هذا الأمر قد يكون له تداعيات ميثاقية ومحاذير مرتبطة بمقاطعة فريق لرئاسة الجمهورية، أما الحل الثاني فهو الحوار بين كل الأفرقاء، والقبول بالحوار يعني أن هناك نية للتوصل إلى حل يرضي الأطراف المتحاورة.

من جهة أخرى يقول المحلل السياسي المقرب من «حزب الله» قاسم قصير لـ«الشرق الأوسط» إن «عودة الحوار بين التيار والحزب تمت من خلال الاتفاق على رؤية جديدة تقضي بطرح مجموعة من الأسماء بينهم فرنجية للبحث بها»، مشيرا إلى أن أهميته تكمن في التخفيف من أجواء التوتر الداخلي والدعوات المتطرفة.

في المقابل، لا تبدو المعارضة متفاجئة من عودة اللقاء بين «الوطني الحر» و«حزب الله»، وهو ما عبّرت عنه مصادر نيابية في «القوات» قالت لـ«الشرق الأوسط»: «منذ اللحظة الأولى أكدنا أن التقاطع بين باسيل والمعارضة يتعلق حصراً حول المرشح أزعور ونعرف أن علاقة باسيل مع الحزب لم تنقطع لذا لم يكن لدينا أي رهانات»، لكنها ترى أن الحوار بينهما لا يزال عند نقطة الخلاف نفسها، بحيث يتمسك الحزب بفرنجية، ولا يتراجع باسيل عن موقفه الرافض له، وتؤكد «ندرك جيدا أنه في اللحظة التي يتخلى فيها الحزب عن فرنجية سيكون التيار على أتم الاستعداد ليتقاطع معه».

من هنا، تشير المصادر إلى أنه لا تأثير لحوار «التيار – حزب الله» على التقاطع بين التيار والمعارضة على ترشيح أزعور، وتعتبر أن الجميع بات يدرك أن الحل لن يكون إلا بالذهاب إلى مرشّح ثالث، لكنها تسأل في الوقت عينه عن موقف حليف الحزب، رئيس البرلمان نبيه بري الذي أعلن مرارا تمسكه بترشيح فرنجية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o