Jun 27, 2023 12:38 PM
خاص

الحزب يراهن على ازدواجية موقفه من تعيينات المجلس العسكري...وجهان لعملة واحدة:الفراغ

جوانا فرحات

المركزية – يدرك قائد الجيش العماد جوزف عون أن موقع قيادة المؤسسة العسكرية سيشغر كحد اقصى في شهر كانون الثاني المقبل مع انتهاء ولايته والسؤال البديهي الذي يطرح من سيخلفه؟

لطالما كانت لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل في تسمية القائد. لكن في ظل الشغور الرئاسي " لا يحق لأحد استلام الجيش إلا رئيس الأركان الذي ينوب عن قائد الجيش. هذا الأمر منصوص عليه بوضوح في قانون الدفاع الوطني. لذا فإن تعيين أعضاء المجلس العسكري ضرورة". قالها العماد عون خلال تقليده الضباط المترقّين شارات رتبة عميد في قاعة العماد نجيم-اليرزة. لكن معلوم أن  منصب رئيس الأركان شاغر ولم يتم تعيين خلف للواء امين العرم.فهل تسمي الحكومة اعضاء المجلس العسكري ؟

هذا ما يجب أن يحصل في دولة القانون، لكن في دويلة تتحكم بمفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية والشرعية الكلمة الفصل لمرجعية الدويلة.

الكاتب والمحلل السياسي المحامي الياس الزغبي يؤكد لـ"المركزية"" أن بات من الواضح أن القوى المتضررة من نهوض المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون تتحرك في أكثر من اتجاه سلباً لإ ايجابا، للتأثير على مسألتين تتعلقان بقيادة الجيش: الأولى سياسية مرتبطة بطرح إسم قائد الجيش للرئاسة والمسألة الثانية عسكرية بحتة من خلال إضعاف المؤسسة العسكرية لئلا يأتي يوم تصبح قادرة على استرجاع القرار الإستراتيجي في حماية لبنان وتحصين سيادته".

ازدواجية الموقف لدى الحزب ليست مستجدة كما أنها ليست عبثية"من الناحية السلبية يمارس الحزب ضغوطاته كي لا يكتمل عقد المجلس العسكري وتتم رغبة قائد الجيش وموقفه القانوني من تسليم رئيس الأركان في حال فراغ سدة القيادة العسكرية وذلك وفقاً لقانون الدفاع. وكمراقب، يضيف الزغبي"لاحظنا كيف أن الحزب كشف عن تدخله المباشر في هذا الموضوع على لسان أكثر من مسؤول فيه بشكل مباشر أو بطريقة المداورة".

وصولا إلى ما يفترض الحزب أنه يحمل صفة الإيجابية من الحملة التي يشنها الحزب على القيادة العسكرية يشير الزغبي " إلى أن الخبر الذي تمّ تسريبه عن اختراق حزب الله لرادار مطار بيروت الدولي والرادارات البحرية يندرج في هذا السياق. إذا ليس بريئا أن يتم توقيت تسريب مثل هذه الأخبار في هذه المرحلة الدقيقة .مما يعني أن هناك محاولة لدقّ الإسفين ما بين القيادة العسكرية والولايات المتحدة. وقد سمعنا أصواتاً في الكونغرس الأميركي تتخذ من هذه التسريبات في لبنان ذريعة للمطالبة بوقف المساعدات المالية والعسكرية واللوجستية للجيش بحجة ارتباطه بحزب الله".

لطالما انتظر حزب الله تلك اللحظة التي يمسك فيها زمام القيادة العسكرية ليجعل من الثنائية العسكرية والأمنية وحدة متكاملة لكنه يدرك حتما أن هناك مطبات كبيرة أبرزها المعارضة السيادية الداخلية في لبنان والتي تظهرت في الجلسة 12 لانتخاب رئيس للجمهورية.

في السياق، يكشف الزغبي عن حبكة يسعى حزب الله إلى جعلها متكاملة.ويشير إلى أن "الحزب توجّس كثيراً من التطور العسكري الأخير في روسيا، ليس فقط لجهة العلاقة عبر إيران بالقيادة السورية وارتداد ما جرى في روسيا في حال تطوره على ميزان القوى في سوريا مما ينعكس سلباً على حزب الله وعلى التشكيلات العسكرية الإيرانية في بعض المدن السورية.

وفي المدى الأعمق توجس حزب الله من خطر التجارب الدولية والعربية الثلاث لجهة وجود جيشين في كل دولة مثل السودان والعراق وسوريا وهذا التوجس يتمدد إلى الساحة اللبنانية من خلال وجود عملي واقعي لجيشين واحد شرعي تمثله القيادة العسكرية في اليرزة وجيش آخر غير شرعي وميليشيا بقيادة حزب الله في الضاحية. لذلك بدأ الحزب يتحسّب لتكرار الصدام بين الثنائيات العسكرية كما حصل في روسيا والسودان واستطرادا في العراق وسوريا.وعليه يضيف الزغبي تعمد قيادة الحزب إلى الترويج سلبا وإيجاباً حول مصير الجيش وقيادته من خلال التحكم بقرار حكومة تصريف الأعمال والفتوى في حقها لتعيينات الفئة الأولى خلافا للدستور أو بعدم حقها في ذلك، بهدف الدفع في اتجاه الشغور".

الواضح أن موقف حزب الله بوجهيه السلبي والإيجابي يعكس تخبط قيادة حزب الله في مواجهة المرحلة المقبلة على مستوى كل الفراغات من رئاسة الجمهورية إلى قيادة الجيش مرورا بالحكومة. ولا يبدو أنه حسم أمره في اي اتجاه سيرسو في انتظار ما ستؤول إليه التوازنات العربية والإقليمية على خلفية الإتفاق السعودي -الإيراني وحاليا على خلفية الوضع الروسي وانتعاش الوضع الأوكراني وتضعضع النظام الروسي والحضانة العربية المتجددة.

هل يحسم الحزب قراره ويعطي الإذن لحكومة تصريف الأعمال في تسمية أعضاء المجلس العسكري قبل انتهاء ولاية قائد الجيش أو يبقى الأمر متوقفا على تبادل الادوار وشد الحبال بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي لا يوفر مناسبة إلا ويصوب فيها على قائد الجيش جوزف عون وبين ثنائية موقف حزب الله؟

"الحزب يلعب الورقتين السياسية والعسكرية ضمن استراتيجية مرجعيته في طهران، للهيمنة والسيطرة على القرار اللبناني على كافة مستوياته الدستورية والسياسية والعسكرية والرسالة وصلت" يختم الزغبي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o