Jun 23, 2023 12:59 PM
خاص

ايران تنتهك بنود "بكين" وبيانَ جدة: هل تصمد المصالحة الاقليمية؟

لورا يمين

المركزية- في زيارة لافتة توقيتا وشكلا ومضمونا، حط رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ووفد مرافق من قيادة الحركة، في طهران، في الساعات الماضية، وقد استقبل الوفدَ اليوم مرشدُ الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي.

الاخير اكد على "استمرار الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته العادلة، معتبراً أنه "واجب شرعي لا يمكن التراجع عنه". وثمّن الخامنئي خلال اللقاء، الروح القتالية التي يحملها الشباب الفلسطيني، مشيراً إلى "الدور الريادي لحركات المقاومة وخاصة حركة حماس في رعاية المقاومة". وإذ بحث الجانبان تطورات الأحداث الجارية في فلسطين وخاصة الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بحسب بيان للحركة، ثمّن هنية "دور الجمهورية الإسلامية في إيران التي تقف في الخندق المتقدم في دعم شعبنا ومقاومته في معركته ضد الاحتلال الصهيوني"، مشيداً بـ"تضافر الجهود على مستوى حركات المقاومة ووحدتها في مقاومة ومواجهة الاحتلال وإنهائه". واستعرض هنية "التحديات التي تمثلها الحكومة الصهيونية خاصة في القدس والضفة وعربدة المستوطنين ضد أهلنا في مناطق مختلفة من الضفة"، مؤكّداً أنه "مع ذلك فإن جيش العدو يتحرك بين السيئ والأسوأ، وكل خياراته لن تدفع شعبنا إلا لمزيد من الصمود والمقاومة".  وتطرّق هنية إلى الوضع الإنساني القائم في فلسطين، مطالباً بذل وتضافر الجهود لتثبيت ودعم صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء حصار أهلنا في غزة.

كانت الزيارة لتكون طبيعية جدا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، لو انها لا تأتي غداة توقيع الاتفاق السعودي – الايراني وكل التغيّرات التي خلقها في المشهد الاقليمي لمحاولة تثبيت الهدوء والاستقرار فيها عبر خيار "الدبلوماسية والتواصل والحوار"، بعد ان اعتمدت المملكة والدول العربية والخليجية على مر السنوات الماضية، سياسة القطيعة والعزل، لدفع خصومها في محور الممانعة، الى تبديل خياراتهم العسكرية والحربية ومشاريعَهم "الثورية" في المنطقة. لكن رغم هذا التبدّل "النوعي"، تقول المصادر، ان محور الممانعة لا يزال يصر على التمسك بـ"وحدة الساحات" وربطِ الدول التي لايران أذرع عسكرية فيها، بعضها ببعض، مِن طهران الى دمشق فبيروت وصولا الى غزة، لترفد بعضها بالدعم اللوجستي وبالسلاح والعتاد... واسطع دليل على ذلك، طرق هنية باب ايران طالبا دعمها في المواجهة التي يخوضها اليوم مع الكيان العبري (الذي يستمر في تجاوز كل الحدود العسكرية والانسانية مستفزا حتى حلفاءه الدوليين بمشاريعه الاستيطانية وانتهاكه حقوق الانسان).

غير ان اتفاق بكين نص على وقف التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، كما ان بيان القمة العربية الاخيرة في جدة تضمن في الفقرة الرقم 6 منه على "وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة".    

طهران وبلا خجل او قفازات، مستمرة في ادارة ظهرها لهذه الاولويات السعودية والعربية.. فهل يصمد النهج التوافقي الجديد الذي قرر العرب اعتماده معها؟

                                      *** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o