Jun 22, 2023 4:09 PM
خاص

كسر حاجز الحوار المفقود عنوان زيارة لودريان...مهمة غير مضمونة النتائج

نجوى ابي حيدر

المركزية- بجدران الكتمان والسرية تحوط باريس مهمة مبعوثها الرئاسي الى بيروت جان ايف لودريان. ليس مرد ذلك الى ان ثمة ما يحمله وزير الخارجية السابق ويعرضه على المسؤولين اللبنانيين لابقائه بعيدا من الاضواء خشية احراقه، بل كون الرجل يأتي في مهمة استطلاعية تشكل خطوة اولى في اطار مهمته الشاقة غير المضمون نجاحها حتى اللحظة، قبل ان يغوص في التفاصيل في زيارة ثانية الشهر المقبل.

المبادرة الفرنسية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة تجاه لبنان، اذ لطالما ارسلت باريس موفديها الى البلد الصديق إبان فترات الحرب الاهلية وبعدها، وفي كل مرة استعصى حل لأزمة ما. الا ان التعقيد الذي يغلف الملف الرئاسي اليوم يكاد يكون الاشد في ضوء تمترس الثنائي الشيعي خلف ترشيح فرنجية موظِفاً الميل الفرنسي لمرشحه وسعي الاليزيه ودفعها بقوة طوال الحقبة الماضية لايصاله الى بعبدا من دون طائل. شأن ما زال الثنائي يعوّل عليه وسيسعى حتى اللحظة الاخيرة لاستغلاله، ولو انه يدرك ان مبادرة فرنجية- سلام باتت من الماضي وقد طواها الزمن، لكنه مقابل تراجعه خطوة الى الوراء يطالب بثمن يقبضه من الدول المهتمة بلبنان، والقلقة على مصيره، ما يصعّب الى الحد الاقصى مهمة لودريان، الذي يبقى في بيروت حتى بعد غد السبت ويقفل عائدا الى بلاده، فيرفع تقريرا بحصيلة لقاءاته اللبنانية الى رئيسه ايمانويل ماكرون ويقيّمه مع وزيرة الخارجية كاترين كولونا ، لتقدم باريس على الاثر "الزبدة" للجنة الخماسية لاشراكها في طبيعة تحركها، باعتبار ان واشنطن والرياض منهمكتان في شؤونهما وملفاتهما الاهم، الاولى في الملف النووي لبلوغ تفاهم الحد الادنى والثانية في كيفية تطبيق اتفاق بكين ويتكلان على باريس لحل ازمة لبنان. وفي ضوء النقاشات، وبعد التمحيص تُرسم خريطة الطريق، فيحملها لودريان عائدا الى بيروت.

كسر حاجز غياب الحوار والالتقاء على حل، سيشكل العنوان الابرز لزيارة لو دريان الثانية الى لبنان، بعدما استطلع الاجواء وطرح اسئلة على كل فريق سياسي حول الجلسة الانتخابية الاخيرة ورؤية كل طرف لكيفية الخروج من المأزق، واعلن " سأتواصل مع كل الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأزمة وسأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات توفّر الأمل لإخراج لبنان من أزمته، ولا أحمل أي طرح، لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين". واضاف: هي زيارة اولى ستلحقها زيارة اخرى الى لبنان للخروج من المأزق والحل يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائما".

والى القوى السياسية، يجتمع المبعوث الفرنسي الى المرشحين ومن نالوا اصواتا في الجلسة رقم 12،في العلن او في السر، يقيم لبعضهم مآدب عشاء او غداء، لكنّ الاهم انه سيكوّن تصورا معينا عن كل واحد منهم وعن مشاريعهم وبرامجهم الانتخابية وقدرتهم على خوض مهمة الانقاذ التي يحتاجها لبنان بشدة عن طريق تنفيذ الاصلاحات كشرط لمد يد العون دولياً، ليضيف الحصيلة الى تقريره المفترض ان يرفعه لماكرون واللجنة الخماسية

حينما يغادر لودريان ، والى ان ينجز "فرضه" مع ادارته ثم مع الخماسية، سيبقى الملف الرئاسي اللبناني في "كوما" لن يستفيق منها الى ان يعود ، باعتبار ان التعويل على مبادرات الداخل ضرب من الخيال، بعدما اصطدمت كلها بجدران الممانعة بفعل تصلب الثنائي خلف مرشحه من جهة ورفض فريق المعارضة والتيار الوطني الحر الحوار الذي يطرحه الرئيس نبيه بري، باعتبار انه يدعو اليه لاقناعهم بوجوب السير بفرنجية وليس بالبحث عن الخيار الثالث المفترض انه طريق الحل. لكن ثمة من يعتقد بعد بأن الحل لن يكون الا داخليا، ومن هذا المنطلق سيتحرك مطلقا مبادرة جديدة...عسى ولعل!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o