Jun 21, 2023 3:51 PM
خاص

مؤتمر بروكسل يكشف شوائب الدبلوماسية اللبنانية...عودة النازحين حتمية على المدى البعيد!

جوانا فرحات

المركزية- شوائب وتناقضات كبيرة كشفتها الورقة التي حملها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب خلال ترؤسه الوفد الذي شارك في مؤتمر بروكسل السابع تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" على مدى يومي 14و15 حزيران الجاري.

في كلفة الاعباء المترتبة، عبّر ممثلون عن الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من أن تكون الخطة التي طرحها بوحبيب بموافقة الحكومة مجرد ورقة ابتزاز لرفع قيمة المساعدات الدولية للبنان، بحيث أن الأرقام التي وردت فيها لا تقارب الواقع، لا سيما أن قيمة تلك المساعدات مدروسة بشكل دقيق إلا أن سوء إدارة الدولة قد يكون السبب في الهوة التي تتحدث عنها أرقام الحكومة.

وصولا إلى أعداد النازحين، وهنا تبرز المشكلة وغياب الشفافية. فالأرقام الواردة في التقارير "الرسمية" في لبنان تراوح بين المليون ونصف المليون ، والمليونين ونصف. أما أرقام مفوضية اللاجئين فلا تتعدى الـ800 ألف نازح. قد تصح أرقام المفوضية إذا افترضنا أو تخيلنا أن هناك رقابة وضبطا على الحدود ولكن...مجرد تخيلات!.

بحسب الخطة تم تقسيم اللاجئين السوريين إلى أربع فئات، الأولى تشمل طالبي اللجوء السياسي بين عامي 2011 و2015، وتشمل الفئة الثانية الوافدين السوريين بعد العام 2015، والثالثة الوافدين الذين يعبرون الحدود اللبنانية - السورية ذهاباً وإياباً، في حين تشمل الفئة الرابعة الوافدين الذين دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة بعد 24 نيسان 2019. وثمة اقتراح يتضمن إعادة 180 ألف نازح في الدفعة الأولى، أي خلال أول ستة أشهر من بدء العودة، تليها دفعات من 15 ألف نازح شهرياً إضافة إلى تجهيز 480 مركز إيواء على الأراضي السورية.

ما بين المديين القريب والمتوسط يبدو أن المدى الأبعد لعودة النازحين هو الأقرب إلى الواقع ويتظهّر ذلك في كلام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي أعلنها صراحة بأن " الاتحاد لن يدعم عودة النازحين السوريين إلى سوريا، ما لم تكن عودة طوعية وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية، مؤكداً الإبقاء على العقوبات الأوروبية على سوريا.

ومجرد كشف المسؤول الأوروبي بشكل مباشر للمرة الأولى  على "إن الاتحاد لن يبدأ إعادة الإعمار حتى تبدأ عملية الانتقال السياسي الحقيقية والكاملة،وأن الظروف غير مواتية ليغيّر الاتحاد الأوروبي سياسته بشأن سوريا،  فهذا تأكيد على رفض الغرب عودة النازحين السوريين من لبنان.

مصادر مطّلعة على كواليس مؤتمر بروكسل تشير عبر "المركزية" الى أن لبنان مرهق ولم يعد قادرا على تحمّل أعباء النزوح السوري التي أضيفت إليها تداعيات الإنهيار المالي -الإقتصادي- الإجتماعي، وسوء الحوكمة ،واستباحة السيادة. إلى ذلك فشل المجتمع الدولي في إيجاد حلٍّ سياسي في سوريا، ما يعطل عودة النازحين، لا سيما مع إصرار الأمم المتحدة والدول المانحة على أن تكون العودة آمنة وطوعية".

في ظل استحالتين، أي عدم قدرة لبنان على التحمّل، وغياب أفق الحلّ السياسي في سوريا على رغم مسار التطبيع الذي سلكته جامعة الدول العربية مع النظام السوري، ثمة ما يغيب عن بال الرأي العام وهو أن "فريقاً لبنانياً مسلحاً ومرتبطا بأجندة غير لبنانية، تورّط في الحرب في سوريا، وساهم في تهجير أعداد هائلة من اللاجئين السوريين ، ويرتبط مع قوى أمر واقع أخرى يُعرقل عودتهم، وهذا يضاف إلى الدمار وغياب الحل السياسي".

مجموعة أسئلة يطرحها المصدر المطلع حول مسألة عجز الإتحاد الأوروبي عن الضغط باتجاه عودة النازحين أو تورّطه في الدفع باتجاه دمجهم في المجتمعات المضيفة  "هل يحتلّ الإتحاد الأوروبي أجزاء من سوريا؟ هل يكون المسؤول المباشر عن عملية التغيير الديمغرافي المذهبي الطائفي؟ ". ويضيف "مأساة الإتحاد الأوروبي أنه حاضنة إنسانية، وهو عاجز سياسيا.ويا ليته ينتقل من حال رد الفعل إلى الفعل، خصوصا أن لديه إمكانات هائلة على كل المستويات. وهنا لا أتكلم عن التمويل، بل يجب إنجاز رؤية أورو-متوسطية حول حلّ النزاعات ومعالجة مسبباتها بدل الإكتفاء بالإضاءة على الأعراض".

ليس خافيا ما تشهده العلاقة بين الحكومة اللبنانية ومفوضية اللاجئين من توترات نتيجة تباين المواقف والأرقام سواء في الدعم المالي المطلوب وأعداد النازحين. من هنا كان التركيز في الخطة التي طرحها بوحبيب خلال المؤتمر على الطلب من المشاركين في مؤتمر بروكسل دعم المجتمع اللبناني المضيف في قطاعات حيوية أساسية، كالتربية والصحة والطاقة، لكي يتمكن لبنان من الاستمرار بتحمل تبعات النزوح السوري. وكان حدد البنك الدولي الكلفة بـ 3 مليار دولار عام 2013، وعلى رغم عدم صدور تقريره لسنة 2023 إلّا أنّ التوقعات تشير إلى أن الرقم يصل إلى نحو 5 مليار دولار.

على وقع هذه التباينات تشير المصادر المطلعة إلى حال الإرباك في أوساط الديبلوماسية اللبنانية وعدم الوضوح والديماغوجية والسلوكيات الهجينة والإنفصال عن المقاربات العلمية ." والمؤسف أنها لم تحمل إلى بروكسل سوى خطاباً خشبياً وأداءاً هشاً". وتختم " عودة النازحين إلى سوريا حتمية لكن الأهم ديبلوماسية مبادرة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o