Jun 21, 2023 3:45 PM
خاص

بعد انتهاء جلسات انتخاب رئيس إلى فشل... ما الذي يتوقعه "التيار" من زيارة لودريان؟

يولا هاشم

المركزية – على وقع فشل المجلس النيابي للمرة الـ12 في انتخاب رئيس للجمهورية، وصل إلى بيروت بعد ظهر اليوم، الموفد الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان في محاولة لتحريك المياه السياسية الراكدة، خاصة في الملف الرئاسي، ومن المتوقع ان يلتقي عددا من المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية. فما الذي ينتظره "التيار الوطني الحر" من هذه الزيارة وما الرسالة التي سينقلها إليه؟ وهل ما زال التيار متمسكاً بالوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية؟ 

عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شربل مارون يؤكد لـ"المركزية" ان "لودريان يقوم بجولة اتصالات وسيجول على كل الكتل النيابية للاستماع الى آرائهم، بعد أن أدّت جلسة 14 حزيران إلى ارساء "ستاتيكو" كنوع من التعادل، والتي بيّنت صحّة ما كنا نردده سابقاً عن أهمية الحوار لانتاج رئيس جمهورية لإعطاء صدمة ايجابية. كما سيلتقي لودريان الاشخاص الذين ذُكِرت أسماؤهم في جلسة الانتخاب، كالوزراء السابقين زياد بارود وجهاد أزعور وسليمان فرنجية وغيرهم، على ان ينقل هذا الجو الى اجتماع الدول الخمس: فرنسا، قطر، السعودية، الولايات المتحدة ومصر وكذلك ايران، لوضعهم في الصورة". 

أما بالنسبة لـ"التيار"، فيشير مارون الى ان "موقفه سيادي، نستمع الى كل الدول ونشكر الجميع على أي مبادرة يقومون بها تجاه لبنان، لكن بما اننا نعرف وجع الشعب، والدولة القديمة التي يدفع فيها المواطن الضريبة لكنه لا يجد في المقابل أي خدمات من طبابة وتعليم وبنى تحتية... والهجرة مستمرة والتوطين مبطّن ويتم العمل عليه... فإن موقفنا أن نتحد كلبنانيين ونتابع أمور بعضنا البعض ونلتف حول رئيس يعطي دفعا ايجابيا لتكوين السلطة في لبنان مع الاعتراف بأن كل الأمور السابقة سقطت. ونوجّه رسالة بأن قنواتنا مفتوحة لأي حوار وتشاور واتصالات، ونؤكد ان لا شيء سيحل هذه الأزمة إلا أن نكون مجتمعين معاً نتحاور كي نجد تقاطعاً بين بعضنا البعض على اسم يرضي كل مكونات المجتمع اللبناني". 

هل ما زلتم مستمرين بترشيح أزعور، يجيب: "بالطبع متمسكون به لأنه اتفاق حصل على تقاطع من سلّة اسماء استمر العمل عليها أكثر من ستة أشهر، وإنما القنوات والأبواب مفتوحة لأي تلاق وحوار وأي أمر ايجابي يؤدي الى حلحلة الأمور وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة تمسك بزمام الأمور وإطلاق عجلة البلد مجددا". 

وعن زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى قطر يقول: "تدخل ضمن التلاقي ومتابعة الامور اللبنانية خصوصا ملف النزوح ووقوف قطر الى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الصعبة. أما في موضوع الرئاسيات، فنحن نستمع إلى الجميع، لكن موقفنا واضح ولا نبدّله ونعتبره شأناً سيادياً، وان الحوار الداخلي يطغى على الخارجي. نشكر كل مبادرة وكل دولة صديقة تحبّ أن تساعد في هذا الموضوع، لكن وجعنا نعرفه أكثر من غيرنا". 

هل سمع كلاماً في قطر عن ترشيحها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية؟ يجيب: "لم يتمّ التطرق إلى الموضوع الرئاسي بشكل مباشر، بل كان الملف الاقتصادي ومسألة النزوح طاغياً، واستمع باسيل إلى انطباعهم والصورة التي كوّنوها عن الجلسة الانتخابية الأخيرة، والتي بيّنت أكثر من أي وقت مضى، بأن الحوار سيّد الموقف".  

ويستطرد قائلاً: "يجب التنويه بجلسة الانتخاب، والتي لم تحصل بطريقة التحدّي إنما بكل الأطر الديمقراطية. فقد سمعنا كثيراً قبل الجلسة بأن ما يحصل خطير وممكن ان يؤدي إلى مشاكل. لكن أين نحن اليوم من هذا الحديث؟ فقد نزل النواب الى المجلس وانتخبوا وبعد الجلسة أدلى كل فريق برأيه وانتهت الأمور بالطريقة الديمقراطية، وهذا الأمر مهم جداً في ظلّ الظروف التي نمرّ بها. وهذا ما يجب أن نؤسس عليه، بأن الجميع يريد الحوار والتوافق وليس الصدام". 

هل من زيارة مرتقبة لباسيل الى مصر؟ يقول مارون: "لا شيء محدّدا، لكن هذه الأمور، ولعدة ظروف أمنية وغير أمنية تُسرَّب في اللحظات الأخيرة، كما حصل في زيارة قطر، والتي قيل أنها حصلت قبل يوم لكنها حصلت في اليوم الذي أعلن عنها وبسرعة. الزيارات تحصل حسب المستجدات، فإذا كانت هناك من حاجة، وإذا كانت هذه الزيارة تساعد على إنتاج رئيس أمس قبل اليوم، فإنها ستحصل، خاصة إذا كانت تساعد على نقل وجهة نظرنا، لأن لبنان على المجهر الدولي الاقتصادي والمالي والقضائي". 

هل من لقاء مرتقب بين الرئيس السابق ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله قريباً وهل يمكن ترميم العلاقة بين الطرفين مجدداً؟ يجيب: "هذا اللقاء إن حصل فلن يكون مفاجئا. الحوار لم ينقطع أصلاً، وأي زيارة او لقاء ليس أمراً يحصل في الخفاء أو هو سبق صحافي، الحوار مستمر ولم ينقطع على أي مستوى، وفي الوقت نفسه، اي لقاء يساعد خاصة وأن فريقين أجريا اتفاقا مكتوباً وليس تحت الطاولة، وطلبا من كل الكتل النيابية وقتها ان تنضم او تعدّل بهذه الورقة كي تصبح فعلاً وطنية بمكان ما، يتحاور حولها كل الأقطاب، ففي النهاية لن يبني بلدنا إلا اللبنانيون أنفسهم. لكن إذا لم يتحاور اللبنانيون ويتفقوا على بعض الامور أكان في الاستراتيجية الدفاعية أم الأمور الداخلية أم الفساد وعدم تسليم المطلوبين للعدالة، فلن نصل إلى أي مكان. علينا أن نؤمن بأننا نريد أن نبني دولة وألا نخاف من قيامها لأن العيش خارج الدولة كلّف ويكلف الشعب ثمناً باهظاً. آن الأوان ان نطوي صفحة الدولة القديمة وعدم السماح بتغطية اي مطلوب للقضاء بل استدعاؤه واستقصاء المعلومات عنه، ومحاسبة اي سياسي يقوم بتغطيته وحمايته او التواطؤ معه، والاهم مواجهة مشروع التوطين المبطن، وعدم السماح بإعطاء صلاحيات للجمعيات غير الحكومية كي تتصرّف على هواها في لبنان، لأن الجمعيات لا تبني بلدأ بل الموظف "الآدمي" هو من يقوم بذلك. هذا ما نؤمن به ونحارب من أجله. فلنعد الى الحوار والاتفاق على بناء الدولة ونخرج من النكد السياسي والكتل المشرذمة والعمل على القطعة كي نبني معاً وطناً يليق بأبنائه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o