Jun 12, 2023 5:03 PM
خاص

لا 7 أيار جديد ولا رئيس يؤثر على مشروع الهيمنة...هل يريد الحزب مؤتمرا تأسيسيا؟

جوانا فرحات

المركزية - كأن عجلات الزمان في لبنان تأبى إلاّ أن تعود إلى الوراء، وهي في الحد الأقصى تراوح مكانها. فاللبنانيون عموما والسنة تحديداً لم يخرجوا بعد من مشهدية 7 أيار الدموية 2008 يوم استفاق اهل بيروت على احتلال جديد للمدينة على يد حزب الله وجماعاته الحزبية الممانعة. صور ومشاهد أعادت إلى الأذهان تاريخ ومحطات من الحرب الأهلية. أما الجيل الجديد الذي لم يعش سوداويتها فكانت 7 أيار بدايةً للذاكرة الحربية التي رسمت خطوط تماسٍ جغرافية وطائفية جديدة. فهل يكون 14 حزيران 2023 أو الساعات التي تسبق هذا التاريخ موعد انعقاد جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية أشبه بأمس السابع من أيار؟ أم يبقى مجرد يوم عادي، هذا إذا انعقدت الجلسة بعدما بدأت ترتفع أصوات تطالب بتأجيلها لا سيما من قبل الفريق الداعم لمرشح المعارضة جهاد أزعور، وذلك على خلفية التوتر الذي بدأ يأخذ أبعاداً حادة.

رغبة مرشح المعارضة التي نقلها وليد جنبلاط في تأجيل الجلسة لفترة من الوقت لم يلتقطها الثنائي الشيعي وأبلغ حامليها بأن الجلسة قائمة في موعدها وأن الثنائي وحلفاءه سيصوتون لمرشحهم سليمان فرنجية، وأن تعاملهم مع الدورة الثانية محكوم بسقف الدستور.

بدوره لن يسمح بري لنفسه بالرضوخ لهذه "الرغبة" لأن سيف العقوبات مسلط فوق رأسه .فهل ثمة رغبة أخرى لدى حزب الله في تحريك الأرض بهدف إيصال مرشحه إلى بعبدا على أرض معبدة بالنار؟

رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان  طوني نيسي ينفي أي احتمال بحصول "خربطة أمنية" ما على الأرض. ويؤكد لـ"المركزية" أن أي كلام عن 7 أيار جديدة هو من باب التهويل للأسباب التالية:

 أولا الظروف التي أحاطت ب 7 أيار 2008 تختلف تماما عما هي عليه اليوم. يومها كان الأسطول السادس على بعد أمتار من مرفأ بيروت وكان المجتمع الدولي يدعم فريق 14 آذار وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية حيث كان رئيسها جورج بوش يقول لأقطابه"إنتو انتخبوا ونحنا معكن وكان المجتمع الدولي مع انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم بتطبيق القرارات الدولية.

اليوم الداخل اللبناني متروك، وحزب الله يسيطر على لبنان من خلال الترسيم البحري الذي وقعه مع إسرائيل بضمانة أميركية ومباركتها وكذلك الحال من خلال الإتفاق السعودي-الإيراني. وبالتالي ليس الحزب بحاجة إلى 7 أيار جديد لرسم خارطة أمنية وإعادة نبش ملف اغتيالات قادة ورموز 14 آذار.

النقطة الثانية التي يثيرها نيسي هي عدم وجود تأثير أو هيمنة لدى مطلق أي رئيس على سلاح حزب الله الذي يصرّ على توصيفه بسلاح المقاومة، وكذلك على قراره السياسي.وعليه فهو لا يحتاج للقيام بخطوة أمنية تضعه تحت المجهر من جديد.

النقطة الثالثة تتعلق بمرشح المعارضة جهاد أزعور الذي كان زار أولا حزب الله والتقى بالنائب محمد رعد. وفي أول تصريح له في الأمس قال "لست مرشح مواجهة ولا مرشح معارضة .انا مرشح لكل لبنان". ثم انتقل للكلام عن إنقاذ الوضع الإقتصادي والمالي، وعن إعادة لبنان إلى الحضن العربي. باختصار يقول نيسي لم ينطق بكلمة تزعج حزب الله. إلا أن الأخير يهوِّل ليربح المعركة".

ليس الكلام عن 7 آيار جديد هو وحده التهويلي، إنما أيضا إصرار فريق المعارضة على أن حزب الله في أكثر مرحلة من التوتر والضياع.

"فالحزب مرتاح أكثر مما يتوقع كثر بدليل أنه أقام عرضا عسكريا بريا في الجنوب منذ حوالى الأسبوعين، وأمس أقام عرضا عسكريا جويا بطائرات مسيرة ولم يتكلم عنه أحد. ويضيف نيسي"إن أي رئيس يُنتخب اليوم سواء كان جهاد أزعور أم سليمان فرنجية أم جوزف عون أم زياد بارود فهو لم ولن يزعج حزب الله .والسؤال الذي يجب أن يطرح: هل يريد حزب الله رئيسا في بعبدا ؟ ولمَ يريده طالما أنه يعرقل مشروع هيمنته على لبنان ووضع اليد كاملة وصولا إلى مؤتمر تأسيسي؟ وإذا كان يصر على الوصول إلى مؤتمر تأسيسي فهذا يعني أنه لا يريد رئيساً".

"أي رئيس لن يؤثر لا سلبا ولا إيجابا على مشروع حزب الله والتمديد سيخدمه حتما". الكل مقتنع بهذه المعادلة حتى المعارضة والمستقلون. لكن هل سيكون هناك مطلق أي رئيس في بعبدا ولو بعد فراغ؟" تتغير الأسماء والممارسة واحدة. وأي رئيس لن يؤثر على مشروع حزب الله إلا إذا كان يحمل معه مشروع مواجهة وهذا يفترض أن يكون مدعوما من المجتمع الدولي وأن يكون لديه حلفاء في الداخل. وهذا مؤجل في المرحلة الحاضرة في ظل الإصطفافات الدولية والتسويات في المنطقة.

أما على مستوى الداخل، الأكيد أن لا 7 أيار ولا بروسيناريو مشابه قبل أو بعد جلسة الأربعاء 14 حزيران طالما أن الحزب تمكن أن يفرض نفسه عسكريا بواسطة السلاح، وخدماتيا وماليا من خلال نظام مصرفي جديد هو القرض الحسن"يختم نيسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o