May 27, 2023 3:11 PM
خاص

الصراع في السودان.. هل يتحوّل إلى قَبَلي؟

 

يولا هاشم

المركزية – وجّهت وزارة الدفاع في السودان، امس، نداء إلى "كل القادرين على حمل السلاح" إلى الحصول على سلاح من الجيش، بمن في ذلك العسكريون المتقاعدون. ويأتي هذا النداء فيما أسفرت المعارك التي اندلعت في 15 نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن مقتل أكثر من 1800 شخص، ونزوح أكثر من مليون سوداني داخل البلد المصنف من بين الأفقر في العالم، فيما لجأ ما لا يقل عن 300 ألف آخرين إلى دول الجوار التي تشهد بدورها أزمات.

يأتي ذلك في وقت يسود فيه هدوء حذر على معظم جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بعد يوم من الاشتباكات التي وُصفت بأنها الأعنف خلال هدنة الأيام السبعة التي توصل إليها الطرفان بوساطة سعودية وأميركية في 20 أيار الجاري. فإلى أين ستصل المواجهة في السودان؟

مصدر مطلع يؤكد لـ"المركزية" ان الوضع السوداني خطر جداً، فبحسب التقارير هناك معلومات عن تدخّل بعض الفئات الخارجية في هذا الصراع، كما تُتّهم حالياً بعض الجهات الروسية بتزويد قوات الردع السريع بصواريخ مضادة للطائرات، ومن المؤكد ان هناك أطرافا أخرى تحاول أن تُبقي على هذا الصراع.

وتشير المصادر الى ان الصراع خطير جدا. للاسف مباحثات جدة والجهود الاميركية والسعودية لوقف إطلاق النار لم تتكلل بالنجاح بشكل كامل لكنها حسّنت الوضع. إلا ان المطلوب ليس مجرد هدنة لسبعة ايام كما جرى في مباحثات جدة، بل لا بدّ من بداية جهود لوضع الطرفين وجها لوجه في مفاوضات مباشرة لإنهاء النزاع. لأن في حال لم يحصل ذلك، وطال أمد هذا النزاع، فإن المجتمع السوداني، الذي هو بالنتيجة مجتمع قبلي، من الممكن ان يؤدي إطالة النزاع الى نوع من الحرب العرقية بين مختلف القبائل السودانية وعندها لا يمكن الحديث لا عن وحدة تراب السودان ولا وحدة الشعب السوداني.

وتضيف المصادر: هذا هو الخطر الكبير في حال طال هذا النزاع ولم يجلس الطرفان الى طاولة مفاوضات واحدة وان تتحول إلى فعل، لأن قضية السودان ليست مجرد صراع واقتتال بين مكوّنَين عسكريَين والخوف من ان تتحول الى حرب أهلية تشترك فيها القبائل من هنا وهناك. هذا هو الخطر الحقيقي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o