الحزب يرفع السقف في العلن ويعد للنزول عن الشجرة في الكواليس!
لارا يزبك
المركزية- لا يزال حزب الله يرفع السقف رئاسيا. على مدار الساعة، يطلق مسؤولوه مواقف من العيار الثقيل تؤكد التمسك بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وترمي كرة التعطيل في مرمى الفريق الآخر "العاجز عن الاتفاق على مرشّح موحّد ، (علما انه اول من رشح النائب ميشال معوض) والرافض للحوار"، الذي يريده الحزب بطبيعة الحال، لا لشيء الا لإقناع خصومه بفرنجية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
الاثنين، اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ "ما يعيق انتخاب رئيس للجمهورية، هو اختلاف بعض الكتل على تقاسم المغانم، وهم لا يستطيعون الوصول إلى أسماء يمكن أن تكون مطروحة"، قائلا "كفى تحديا بالصراخ، وكفى كلاما في الإعلام، وهذا لا يصد عجز من لا يملك عددا كافيا من النواب لانتخاب الرئيس". وأشار إلى أنّ "أي أحد لا يعجبه خيارنا، فليختر من يريد، لكن أن يصبح هدفه ألّا يدع خيارنا يصل فهذا ضعف. وأي طريقة ستستخدم غير المجلس النيابي، لا مكان لها، وبالتالي نحن قلنا في اليوم الأول تعالوا لننتخب رئيسا بحسب الدستور، ولا تضعوا قواعد خارج الدستور، ولا يمكن لأحد أن ينتخب الرئيس إلا النواب"... بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "نحن دعمنا مرشّحًا لرئاسة الجمهورية، تستطيعون أنتم المكابرون أن تفتحوا معه حوارًا، وأن تأخذوا منه وتعطوه"، مضيفا "لم نرشّح ولن ندعم مرشّحًا يفكّر بالكامل على طريقتنا، وإنّما ارتضينا دعم المرشّح الذي يمكن أن تكون هناك نافذة وصلٍ بينكم وبينه لحفظكم ولإبقاء الحوار قائمًا في هذا البلد، وللتحرّك باتجاه تصويب كلّ ما هدّمتموه في المرحلة الماضية". وشدد رعد على "أنّ الأمر لا يحتاج إلى مكابرة، والوقت يضيق على الجميع ومصلحة البلد أن يأتي رئيس جمهورية يستطيع أن يتحاور مع كل الفرقاء".
واذ تسأل عمّن كان يُمكن ان يدعمه الحزب كي يكون يفكّر بشكل كامل على طريقة حزب الله، كما قال رعد، تشير المصادر الى ان مِن الواضح ان الضاحية لا تزال تتوخى - من خلال اصرارها على دعم فرنجية واشاعتها مناخات تؤكد ان الاجواء الاقليمية والمحلية تعزز حظوظه الرئاسية – التهويل المعنوي على الفريق الآخر علّه يخضع لخيارها. لكن في كواليس الفريق المُمانع، المشهد مختلف تماما.
فالمصادر تكشف ان الثنائي الشيعي بات على شبه يقين بأن وصول فرنجية الى بعبدا بعيد المنال، والدليل على ذلك، انه ورغم القمة العربية وما رافقها من رهانات على انها ستبدّل في الموازين النيابية الداخلية، اي شيء لم يتغيّر. وقد أقرّ الإعلام الممانع بنفسه الثلثاء، بأن فرنجية لم يَجمع بعد الـ65 صوتا. انطلاقا من هنا، فإن الاتصالات بدأت في الكواليس بين اهل 8 آذار، للبحث في كيفية النزول عن الشجرة التي صعدوا عليها. ووفق المصادر قد يكون التشاور النيابي الذي يعدّ له نائب رئيس المجلس النائب الياس بوصعب، مخصصا لمرافقة المرحلة المقبلة التي ستنطلق بعد ان يقتنع الثنائي ويقرّ علما، بأن انتخاب فرنجية رئيسا بات امرا مستحيلا...
***