May 22, 2023 5:18 PM
خاص

مناورة بالذخيرة الحية ولباس البحر المحتشم أولى مظاهر إعلان الدولة الإسلامية...أربطوا الأحزمة

 خاص_المركزية

المركزية – يخطئ من يظن أن ما حصل في الأمس على شاطئ مسبح صيدا الشعبي كان ببساطة مسألة فرض ثقافة جديدة لا تمت إلى هوية لبنان الفكرية والثقافية أو مجرد تعدي على حرية الفرد المكرسة في الدستور، أو قرار صادر عن رئيس بلدية المدينة تنتهي مفاعيله وتتحلل آثاره مع إزالة اليافطة وفض إشكال على طريقة "أبو ملحم".

ما حصل في الأمس من مواجهات بين سيدات "المجتمع المدني" ومتشددات ومتشددين من مدنيين ورجال دين على شاطئ صيدا على خلفية "مايوه" بحر متعارف عليه في كل دساتير الموضة وأزياء البحر،  و"مايوه محتشم" بحسب أعراف بلدية صيدا ليس صدفة، إنما هو نتاج صناعة من يحيك السجاد الإيراني لإرساء قواعد قيام الدولة الإيرانية في لبنان.

وفي ما كانت حركة المد على لباس البحر تأخذ مداها على شاطئ صيدا كانت حركة الجزر في أحد المعسكرات التابعة لحزب الله في جنوب لبنان تحاكي عين الدولة اللبنانية والمنطقة من خلال مناورة بالذخيرة الحية بمشاركة مقاتلين من مختلف الاختصاصات العسكرية، وسط استعراض لأسلحة وصواريخ وآليات.

"ما حصل في الأمس يحمل عنوانا بالخط العريض: الإنتقال من مرحلة إنشاء الدولة الإيرانية التي بدأت العام 1982 إلى الإعلان عنها. وما بين شاطئ صيدا ومناورة الحزب بالذخيرة الحية ليس إلا أحد مظاهر بداية الإعلان عن قيام الدولة الإيرانية في لبنان"، يقول الكاتب فايز قزي إبن منطقة الدامور الساحلية والذي أمضى عمره على شواطئ رمالها الذهبية.

ويضيف لـ"المركزية" " الواضح أننا دخلنا مرحلة جديدة لم يعرفها اللبنانيون من قبل. فبعد مرحلة الإنشاء التي أنجزها حزب الله بمسيرة ملطخة بالإغتيالات وإسقاط المؤسسات والسيطرة على كل مقدرات الدولة،  بدأ بالتأسيس لمرحلة الإعلان عن الدولة الإسلامية على حساب الجمهورية اللبنانية. وتتجلى مظاهر هذه المرحلة بهجرة المثقفين والأطباء والنخبة مرورا بالإنهيار الإقتصادي والمالي المدوّي وإيصال اللبنانيين إلى مرحلة الحضيض القائم وتسطيح كل القامات السياسية والفكرية حتى أصبح لبنان أشبه بمساحة صحراوية في المعنى الدولي".

واستكمالا لخطواته العملانية على أرض المرحلة الجديدة كانت المناورة العسكرية التي تجلت فيها مظاهر إعلان الولاية الإسلامية خصوصا عندما ذكر بأن ما يشاهده اللبنانيون والعالم ليس مقاومة إنما جيش نظامي مدرب . أما في صيدا فكانت الرسالة أيضا واضحة بحيث أراد أن يؤكد للبنانيين بأن مفتاح المدينة ليس في يد البلدية ولا الدولة ولا السلطة الشرعية إنما في يد الحزب الداعم الأساسي بعدما استطاع أن يخرق الصفوف السنية لإنهاء البلد".

مرحلة إعلان الدولة الإسلامية التي بدأت أمس الأحد بمناورة في أحد معسكرات عرمتى و"لباس بحر" شاطئ صيدا لن تقتصر على المساحة التي يبسط فيها الحزب سلطته الشرعية والعسكرية"من هنا مطلوب من اللبنانيين المؤمنين بالسيادة أن يبدأوا منذ اللحظة بربط الأحزمة لمواجهة المرحلة الأخطر قبل وصول غزوة الدويلة الإيرانية إلى ساحة حليفه المسيحي في البترون، هناك قد يتظهرون بلباس عسكري أو مدني لا فرق المهم أنهم يكونون قد أصبحوا هناك".

في قوله "المرحلة الأخطر المقبلة على اللبنانيين" يقصد قزي مرحلة إعلان الدولة الإسلامية في لبنان مرتكزا بذلك إلى وثيقة المستضعفين الصادرة عام 1985  التي يحكي فيها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن الدولة الإسلامية ويقول:"...لكننا نؤكد أننا مقتنعون بالإسلام عقيدة ونظاما وفكرا وحكما، ونرجو الجميع التعرف إليه والإلتزام بشريعته وندعوهم إلى تبنّيه والإلتزام بتعاليمه على المستوى الفردي والإجتماعي والسياسي...وإذا ما أتيح لشعبنا أن يختار بين شكل نظام الحكم فإنه لن يرجِّح عن الإسلام بديلا".

على الجسر الأخير نحو مطار رفيق الحريري الدولي يافطة ممتدة من أوله إلى آخره كُتب عليها "رافقتكم السلامة من وطن المقاومة. التوقيع بلدية الغبيري". هذه اليافطة مرفوعة منذ حوالى 10 أعوام ولم يحرك أحد ساكنا.

وعند مدخل شاطئ صيدا الشعبي يافطة كُتب عليها " حفاظا على شروط السلامة والشرع نمنعكم من النزول إلى شاطئ صيدا بلباس بحر غير محتشم. التوقيع رئيس بلدية صيدا". هذا في الأمس، وغدا سيكون حتما توقيع وربما تواقيع جديدة لمراسم القضاء على لبنان والدولة . تواقيع قد تترجم ما ورد في سؤال حزب الله "من نحن؟" حيث يجيب"نحن في لبنان أبناء أمة حزب الله لا أمة مستقلة ولا حزبا مستقلا بل جزء من الأمة الإسلامية نصرالله طليعتها. باختصار ما حصل يؤشر لانقراض دولة لبنان وولادة خارطة جديدة موقعة بغير قلم البطريرك الياس الحويك . خارطة سيرسمها الرئيس المقبل بالطبشورة. وعلى المؤمنين بسيادة لبنان ربط الأحزمة لمواجهة المرحلة الأخطر"يختم قزي. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o