May 18, 2023 1:13 PM
خاص

روسيا وايران تتحديان اوروبا.. نفطيا ايضا!

لورا يمين

المركزية-  وقّعت سلطات روسيا وإيران امس، اتفاقية للتعاون المشترك تتضمن بناء سكة حديدية تربط ميناء آستارا، بمدينة رشت في شمال إيران، وتُعتبر الخطوة هامة في مجال استكمال مشروع النقل الدولي الاستراتيجي "شمال – جنوب". وشارك في مراسم توقيع الاتفاقية عبر تقنية الفيديو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي. وفي كلمته، اعتبر رئيسي ان "هذه الخطوة الاستراتيجية المهمة تأتي ضمن إطار تعزيز التعاون بين إيران وروسيا"، مشيرا الى ان "خط سكة الحديد سيسهم بتعزيز التجارة بين جميع الدول الواقعة بين آسيا الشرقية والجنوبية إلى دول القوقاز وشمال أوروبا".

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، المسؤول عن ديبلوماسية الطاقة، بدأ زيارة لإيران الثلثاء، لبحث تعزيز التعاون في قطاع النفط والغاز. والتقى نوفاك  بوزير النفط الإيراني، جواد أوجي، وزار أيضاً عدداً من مصنّعي معدّات النفط والغاز وناقش آفاق العمل المشترك في قطاعات الوقود والطاقة والنقل. ونقلت الحكومة الروسية عن نوفاك قوله: صناعة النفط والغاز هي العمود الفقري لاقتصاد بلدينا. وتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال سيزيد بلا شك من الاستدامة الاقتصادية لروسيا وإيران. واشارت في بيان الى ان "الجانبين بحثا التعاون في مجال الطاقة الكهربائية والنووية ومصادر الطاقة المتجددة.
وللتذكير، فقد بدأت روسيا تصدير الوقود إلى إيران عن طريق السكك الحديدية هذا العام للمرة الأولى، بعدما تجنّب المشترون التقليديون التجارة مع موسكو.

بحسب ماتقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، يأتي هذا التطور في التعاون "النفطي" بين الجانبين، في حين تبحث اوروبا - المقاطِعة لروسيا بسبب حربها على اوكرانيا، والغاضِبة ايضا من ايران بسبب مساندتها موسكو "عسكريا" في اوكرانيا وبسبب نكثها بالتزاماتها النووية -  عن بدائل للنفط الروسي.  فقد عقد في باريس مطلع الاسبوع،  اجتماع لتحالف دول أوروبية مؤيدة للطاقة النووية، بهدف تعزيز تعاونها واستقلالية القارة حيال روسيا، على ما أفاد المنظمون. واستضافت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية، أنييس بانييه-روناشر، ممثلين لـ16 دولة، هي بلجيكا وبلغاريا وكرواتيا وتشيكيا وإستونيا وفنلندا وفرنسا والمجر وهولندا وبولندا ورومانيا وسلوفينيا فضلاً عن السويد وسلوفاكيا، وإيطاليا (بصفة مراقب)، والمملكة المتحدة "كضيف خاص"، لتشارك خبرتها في هذا المجال. وأفادت أوساط الوزيرة الفرنسية أيضاً، بأن الوزراء سيبحثون كذلك السبل الممكنة "لتعزيز استقلالية أوروبا حيال روسيا، خصوصاً على صعيد المحروقات وعلى الصعيد الصناعي عموماً".

التخلي عن روسيا، نفطيا وغازيا، بسبب "تجاوزاتها"، بات اذا من اولويات القارة العجوز، لكن في المقابل تُظهر موسكو "لا مبالاة" وتتصرف على أنها لديها شركاء آخرين وبالتالي هي قادرة على التخلّي عن السوق الاوروبية.. كما انها تمضي ومعها طهران، قدما في استفزاز الدول الاوروبية وتحديها.. وهذا التصرف يؤكد، بحسب المصادر، ان لا تهدئة قريبا على جبهة المجتمع الدولي من جهة روسيا – ايران من جهة ثانية، بل مزيد من العقوبات والعزلة والقطيعة...

***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o