May 16, 2023 6:15 AM
صحف

مرشح المعارضة: ربع الساعة الأخير رهن باسيل؟

ساد ترقب شديد، بحسب "النهار"، ما ستؤول اليه اللقاءات السرية والاتصالات المحمومة الايلة الى توصل قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” الى مرشح رئاسي موحد والا ستعود الأمور الى المربع الأول. فقد بلغت الاتصالات والمحاولات الجارية لتوصل القوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” الى الاتفاق الحاسم على اسم مرشح رئاسي جديد ذروتها امس، اذ أفادت معلومات عن عقد اجتماع بعيد من الأضواء بين ممثلين هذه القوى مساء امس. تزامن ذلك مع تصاعد اللغط حول الموقف النهائي الذي يفترض ان يتخذه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل سواء صح ما تردد عن تواصل بينه وبين الرجل الأمني الأول في “حزب الله” وفيق صفا في محاولة متقدمة لاعادة تعويم الاتفاق بين “الحليفين” على الملف الرئاسي بعدما تخلخل تفاهمهما الى اقصى الحدود ام لم يصح. ولعل التطور اللافت في هذا السياق ان الجهود التي تصاعدت بين قوى المعارضة لبت اسم المرشح الذي ستعتمده توقفت عند الربع الساعة الأخير الذي صار رهن الموقف الحاسم الذي يفترض ان يتخذه جبران باسيل، اما لجهة خروجه الحاسم من أي تفاهم مع “حزب الله” والتوافق مع المعارضة على اسم مرشح مشترك، واما محاولته مراعاة الحزب او تجنب الحسم مجددا لعدم قطع شعرة معاوية معه. ومعلوم ان غربلة الأسماء التي جرت بين قوى المعارضة والاتصالات التي جرت بينها وبين “التيار” ثبتت أسماء كل من جهاد ازعور وصلاح حنين وزياد بارود وسط تقدّم لاسم جهاد أزعور. كما ارتفعت في اليومين الأخيرين اسهم النائب نعمة افرام في الكواليس التفاوضية بين هذه القوى.

وإذ رفضت “القوات اللبنانية” كشف الأسماء، قالت مصادر مسؤولة بارزة فيها لـ”النهار: “لا نستطيع أن نقول “فول تيصير بالمكيول”. هناك تقدّم وتواصل ولقاءات وتفاعل، لكن الأمور مرتبطة بخواتيمها. وبانتظار هذه الخواتيم، لا يُمكن الجزم بأيّ شيء. ما يمكن قوله: المعارضة على تواصل مستمر، وهناك سعي مستمر للوصول إلى اتفاق على مرشّح واحد، شرط أن يحوز هذا المرشّح النصف زائد واحداً، وإلا بقينا على ترشيح النائب ميشال معوّض”. ولفتت الى ان “التطور الجديد الذي دخل على الخط هو التواصل بين المعارضة و”التيار الوطني الحر”، وما لم تستطع المعارضة تحقيقه لجهة توحيد صفوفها حول مرشّح واحد تتجاوز معه النصف زائد واحد يمكن أن يتحقق مع “التيار الوطني الحر”؛ وإذا تحقّق ذلك انتقلنا إلى مشهد جديد، وتكون المعارضة و”التيار” قد وضعا معاً الثنائي – الشيعي، “حزب الله” وحركة “أمل”، أمام أمر واقع رئاسيّ جديد، يتحمّل فيه مسؤوليّة عدم فتح البرلمان وعدم وصول المرشّح الذي يحوز على الأصوات التي تؤهّله لأن يُنتخب رئيساً للبلد”. وفي حال لم يتقاطع باسيل مع المعارضة، ستبقى الأمور على ما هي عليه بالنسبة إلى “القوات” فالاستحقاق تحرّك بفعل التقاطع بين المعارضة و”التيار” على مرشّح واحد، وبخلاف ذلك ستعود الأمور إلى المراوحة؛ لذا، ما نأمله هو عقد جلسات متتالية للبرلمان، وهو ما دعا إليه الدكتور سمير جعجع اليوم (امس) “.

من جهتها، أشارت "الاخبار" الى ان الحذر لا يزال يحيط بالمؤشرات الإيجابية التي رُوجت حول نتائج الوساطة التي يقودها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، بين معراب وميرنا الشالوحي، للاتفاق على تسمية مرشح تحمله الكتلتان المسيحيتان الرئيسيتان وخصوم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية متى دعا إليها الرئيس نبيه بري.

ينطلق التفاؤل من «الحشرة» التي وجد معارضو فرنجية أنفسهم فيها، بعد توقيع الاتفاق الإيراني – السعودي وما نتج منه من تطورات أبرزها انفتاح الرياض على دمشق، وموقفها «المحايد» من الأزمة الرئاسية كما نقله السفير وليد البخاري لجهة عدم وجود فيتو على رئيس المردة، ما استوجَب «لمّ شمل المعارضين بمعزل عن الحسابات المتضاربة». أما الحذر فمردّه عدم تسجيل جديد في ما يتعلق بأسماء المرشحين التي «باتت محصورة بينَ اسمين أحدهما الوزير السابق جهاد أزعور»، إضافة إلى أن ما ينغّص جوّ الارتياح للتواصل المفتوح والمباشر هو «القلق وعدم الثقة بجدّية النائب جبران باسيل وإن كانَ حقاً سيذهب إلى الاتفاق مع القوى المعارضة على اسم من دون تنسيق مع حزب الله»، والتأكيد على ضرورة انتظار ما سيسفر عنه لقاؤه مع مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، علماً أن أحداً لم يؤكد انعقاد هذا اللقاء. وكان عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني واضحاً في نقل هذا الجو، إذ أمِل «أن لا يستخدم باسيل تواصله مع المعارضة كورقة تفاوض مع حزب الله»، لافتاً إلى «أننا نعمل بقناعاتنا، وعدم التقاطع مع التيار على اسم لا يعني العجز عن جمع الأكثرية لأن ثمة قوى أخرى قد تسهم في تأمين أكثرية الـ٦٥». وفي هذا الإطار، تقول مصادر في المعارضة أن «الكرة في ملعب باسيل، وعليه أن يقرر ما إذا كان يستطيع السير في اسم المرشح المتفق عليه في حال فشل في إقناع حزب الله به».

في المقابل، وصفت مصادر متابعة حراك المعارضين لفرنجية بأنه «محاولة من هذه القوى لتحصين تموضعها، وسط محاولة طرفي الصراع تسجيل تقدّم بالنقاط، على غرار الارتياح الذي سادَ أوساط الفريق الداعم لفرنجية بعدَ جولة البخاري». وأشارت إلى أن «خصوم فرنجية يقولون إن هناك اتفاقاً على أزعور، لكن أحداً لم يتواصل معه حتى الآن، فهل هم واثقون بأنه سيقبل الترشيح، وهل يرشحونه قبل أن يعرفوا ما هي الشروط التي سيضعها؟». كذلك، لفتت المصادر إلى أنه لا ينبغي اعتبار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «في الجيبة»، إذ إنه لا ينظر بكثير من الرضا إلى الخيارات التي تنجم عن اتفاق القوات والتيار، وهو كان واضحاً عندما قال في لقاء تلفزيوني، ليل أمس، إن «المشكلة هي بين باسيل و(سمير) جعجع فهما من يضعان الفيتوهات على المرشحين… وعندما اتفقا أوصلا ميشال عون إلى سدة الرئاسة»! وكرّر الدعوة إلى «مرشح تسوية».

الى ذلك، نقلت مصادر سياسية متابعة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إصرار النائب ميشال معوض على التمسك  بترشيحه مقابل ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، الى حين اتفاق المعارضة على مرشح آخر، لأنه من غير المنطقي عدم وجود منافس لفرنجية في هذه المرحلة، وفق هذه المصادر التي أشارت إلى تكثيف المعارضة اجتماعاتها لاختيار مرشحها الذي سيكون من بين الأسماء التي تحظى بموافقة بكركي وهم قائد الجيش جوزف عون والوزيران السابقان جهاد ازعور وزياد بارود والنائب نعمة افرام والنائب السابق صلاح حنين. وبحسب المصادر فإن إسمَي ازعور وافرام يتقدمان على المرشحين الآخرين.

 المصادر عزت التأخير بإعلان اسم المرشح الذي يحظى بموافقة الكتل المسيحية المعارضة إلى الاتصالات القائمة بعيدا عن الإعلام مع النائب جبران باسيل بعد ابلاغهم القبول بخيار تبني دعم افرام، لكنه في المقابل يرهن موقفه هذا بمعرفة نوايا حزب الله اذا كان مستعدا لسحب فرنجية أم سيبقى متمسكا به. وفي ضوء ذلك يتحدد موقف باسيل وتكتل لبنان القوي، ما يعني تأخر الإعلان عن مرشح المعارضة الى الاسبوع المقبل على عكس ما جرى التلميح إليه في الساعات الماضية.

 توازيا أكد النائب السابق جوزف اسحق في حديث إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن "القوى المعارضة تعمل على توحيد صفوفها والإعلان عن مرشحها بمواجهة مرشح فريق الممانعة سليمان فرنجية بعد التأكد من رفض الثنائي الشيعي سحبه من التداول، لما قد يؤثر ذلك على سمعتهم كفريق سياسي يمسك بمفاصل الدولة منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك بغياب الضغوط الدولية والاقليمية التي تفرض عليهم الدخول في التسويات التي تشهدها المنطقة".

إسحق أثنى على الموقف السعودي الداعم للبنان وعدم تدخل السعودية في شؤونه الداخلية بعكس القوى الخارجية الأخرى. وقال: السعودية تريد مصلحة لبنان ولا تتدخل بالتسويات، معتبرا في موازاة ذلك أن "انتخاب رئيس الجمهورية ليس بالأمر السهل حتى في حال تمكنت المعارضة من تسمية مرشحها وتأمين فوزه بالأكثرية المطلقة 65 صوتاً، متسائلاً: هل سيدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب الرئيس أم سيعود هذا الفريق الى لعبة تعطيل النصاب واستخدام الورقة البيضاء؟ فهذه المعطيات كفيلة بتحديد مسار المرحلة المقبلة".

اسحق استبعد أي تأثير للقاء الخماسي على الملف الرئاسي رغم اقتناع العديد من السياسيين بأن موضوع انتخاب رئيس الجمهورية يطبخ في الخارج، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماما. وقال اذا لم يكن هناك نية صافية للتوافق داخليا على انتخاب الرئيس فلا اللقاء الخماسي ولا السداسي قادر على حل الأزمة طالما ان حزب الله يمسك بمفاصل الدولة ومصادرة قرارها بقوة السلاح، والحل يبقى بيد ايران، مستبعداً بسبب ذلك حل الأزمة اللبنانية من دون ضغط دولي على إيران.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o