May 13, 2023 3:55 PM
تحليل سياسي

حركة مكثفة في الكواليس.. الانتخاب بين التحليلات والواقع
حظوظ اتفاق المعارضة – التيار ضئيلة: باسيل ينتظر عروض الحزب
جعجع: النزوح السوري تعدّى الاقتصاد والإنسانية وبات مشكلة وجودية سيادية

المركزية- في وقت تكثر المعطيات عن حسم بات وشيكا للملف الرئاسي اللبناني، بدفع عربي – دولي، حيث قد نشهد انتخابات قبل منتصف حزيران المقبل، ليس في المشهد المحلي ما يوحي بأن هذه المعلومات ستنتقل من "النظري" الى "العملي". فحتى الساعة، لا ثابت الا تمسّك الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي جدده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس. اما على الضفة الاخرى، فكل المشاورات لم تثمر بعد تفاهما على اسم موحّد بين معارضي نائب زغرتا سابقا. صحيح ان القوى المعارِضة للمنظومة باتت على مسافة امتار من التلاقي على شخص جديد، الا ان التفاهم "رئاسيا" بين هذه الاطراف من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، لا يبدو ميسّرا حتى الساعة، بما ان "البرتقالي" لا يريد إزعاج حزب الله ويصرّ على نيل رضى الضاحية على اي مرشّح، حتى ان رئيسه جبران باسيل سيفتح مجددا باب التفاوض مع الحزب في قابل الايام. وطالما ان الحال كذلك، وطالما رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد ضمانَ فوز فرنجية ليدعو الى اي جلسة انتخابية، ويريد ان يطمئنّ الى ان اي اتفاق بين معارضي الاخير لن يتمكّن من ايصال مرشّحهم الى القصر، فإن المراوحة مستمرة.. فهل يصيب رهان بري على انتقال المترددين، وابرزهم السنّة في تكتل الاعتدال الوطني الى خندق داعمي رئيس المردة، مستفيدين من حياد السعودية رئاسيا، فيحصل الانتخاب في 15 الشهر المقبل؟
حظوظ ضئيلة؟: في العلن، تُسجّل مواقف سياسية رئاسية لا تحمل جديدا. اما الحركة الحقيقية، فتحصل في الكواليس. واذا كان رصُ صف معارضي فرنجية قادرا على قلب المعادلة، فإنه يتوقّف على موقف التيار الوطني. وهنا، تقلّل مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية" من حظوظ حصول هذا الخرق، وتعتبر ان التيار يتوخى من التواصل مع المعارضين وعلى رأسهم القوات اللبنانية، رفع سقف مفاوضاته مع حزب الله. ذلك انه عندما طُرح على باسيل اسم جهاد أزعور للرئاسة، وهو يطرح اسمَه منذ اشهر، لم يعط جوابا ايجابيا سريعا، بل استمهل لاستمزاج رأي الضاحية. ووفق المصادر، باسيل، اذا ما أُعطي عرضا مغريا اكثر من حزب الله الذي سيفاوضه في قابل الايام، فإنه سيوقف المحادثات مع المعارضين. وهنا، نقطة التباين الاساسية بينه وهذه الاطراف. فهو غير مقتنع بمبادئهم وثوابتهم ولا بالعناوين الكبرى المحلية والدولية، ولا يلتقي معهم الا على معارضة فرنجية لا على معارضة "خطّه" السياسي، ولذا التفاوض بين الجانبين من الصعب ان يوصل الى نتائج ايجابية "إلا اذا".
خلال اسبوعين؟: في الاثناء، وبينما يُعتبر موقف نواب "الاعتدال الوطني" محوريا رئاسيا،  اعلن عضو الكتلة النائب سجيع عطية، ان "حتى اللحظة كتلتنا في نقاش داخلي ويهمها برنامج المرشح ونحن على مسافة وفي حال ترقب تام بانتظار الشخصية التي سيتفق عليها المسيحيون ليبنى على الشيء مقتضاه"، معتبرا في حديث اذاعي ان "مرونة فرنجية جيدة لكنها غير كافية ويتعين على حزب الله ان يقدم لفرنجية ما لم يقدمه لغيره، ويجب ان يكون لديه جدية بالمبادرة اذ لم يعد لديه حرج للحديث عن سلاحه لانه لم يعد هناك من حاجة له في اليمن أو سوريا". وتابع "الجو المسيحي هو بي الصبي في انتقاء الرئيس ونحن على قاب قوسين من اعلان اسم ستتفق عليه المعارضة، وبحسب المعلومات فان الفيتوات سقطت عن الجميع وسنصبح امام مرشَحَين للرئاسة" مضيفا "برأيي لن يبقى ميشال معوض مرشحاً للرئاسة و حزب الله لا يريد فرنجية مرشح تحد". واذ لفت الى اننا سنكون امام رئيس جديد للجمهورية في الأسبوعين المقبلين، قال: صحيح اننا خارج المعارضة الا اننا نشبهها بموضوع السيادة. ورأى ان "هناك استعجالاً سعوديا لانتخاب رئيس لتستقيم المؤسسات" مشيراً الى ان "السفير السعودي وليد بخاري في لقائه الكتلة لم يسم أحداً ولم يضع فيتو على احد حتى على اسم سليمان فرنجية، وكان الحديث متمحوراً حول ان الجميع صديق للمملكة ومن ينجح ستكون المملكة الى جانبه". 
الموقف لم يتغير: ليس بعيدا، وفيما التفسيرات الايجابية للقاء البخاري – فرنجية مستمرة في صفوف 8 آذار، أكدت معلومات صحافية ان "اللقاء بين الرجلين كان وديا، وفرنجية خرج منه مرتاحاً، الا ان ذلك لا يعني ابداً  ان الموقف السعودي قد تغير". وقال مطلعون على الموقف السعودي إن "زيارة فرنجية للبخاري أتت في سياق الاتصالات بين الجانبين السعودي والفرنسي، اذ انها استكمال لوعد المملكة لفرنسا بالاستماع الى فرنجية وتالياً رفع الفيتو عنه وهو ما حصل بالفعل". كما أكد المطلعون على مواقف سفير المملكة ان الزيارة لا تقدم  فعليا ولا تؤخر في مصير الاستحقاق الرئاسي، ورفع الفيتو عن فرنجية لا يعني تبني فرنجية سعوديا أو الموافقة على ترشيحه او ان الطريق باتت معبّدة امامه للوصول الى قصر بعبدا. واضافت المصادر "حتى وان كانت الزيارة تلبية لدعوة من السفارة السعودية، لكن لا يمكن المرور من دون التوقف عند نقطة ان فرنجية هو الذي زار اليرزة وليس العكس".
لبنان في القمة: في الغضون، يحضر لبنان وشؤونه وشجونه، في المحافل العربية والدولية، من الرياض التي تستضيف القمة العربية في 19 الجاري الى باريس خلال زيارة سيقوم بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الاليزيه في حزيران المقبل. وستتطرق هذه اللقاءات الى الملف الرئاسي وايضا الى ملف النزوح السوري الذي بات يثقل كاهل لبنان اقتصاديا واجتماعيا وحتى امنيا.
مشكلة وجودية: في السياق، وعلى وقع رفضه دعوات نصرالله الى التطبيع مع النظام السوري تحت ستار التنسيق لاعادة النازحين، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. وبعد أن بحث المجتمعون في المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية، شدّد جعجع على ان لبنان "تحمّل الكثير في سبيل نجدة وإيواء الشعب السوري، لكن الوضع اليوم لم يعد يحتمل وعلينا العمل سوياً وبشكل سريع، للانتقال من تنظيم بقاء النازحين الى تنظيم عودتهم". واذ أكد "أن لبنان بلد عبور لا لجوء، وفق اتفاقية موّقعة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2003، دعا "رئيس القوات" المجتمعَ الدولي إلى "البناء على التطوّرات الإقليمية الأخيرة بغية انتشال لبنان من هذه الازمة المستفحلة، باعتبار أن المسألة تعدّت وتجاوزت المفهوم الاقتصادي أو الإنساني أو تقدمة المساعدات وتحوّلت الى مشكلة وجودّية سياديّة، وبات حلّها أولى الأولويات، منعاً لتفاقمها وحفاظاً على استقرار البلد من جهة والاقليم من جهة أخرى".
غلاء الاسعار: اقتصاديا، ومع ارتفاع الدولار الجمركي الى 86 الفا ابتداء من اليوم، ينتظر اللبنانيين مزيدٌ من ارتفاع الاسعار الذي سيصيب معظم مشترياتهم، كما ان السماح بالتسعير بالدولار في محطات المحروقات دخل اليوم حيز التنفيذ بعد ان صدر قرار عن وزارة الطاقة في هذا الشأن عصر امس.
***
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o