May 12, 2023 5:56 AM
صحف

مصادر خليجية: السعودية لن تتدخل والرئاسة مسؤولية اللبنانيين

تأكيداً على وقوف السعودية على الحياد في الانتخابات الرئاسية في لبنان، وأنها على مسافة واحدة من الجميع، كشفت مصادر خليجية لـ"السياسة" الكويتية أن اللقاء الذي جمع السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة، يؤكد مجددا على أن المملكة لا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، ولا تسمح لنفسها بالتدخل في الشؤون السيادية للدول، قائلة إن اللقاء رسالة للجميع بأن الرياض ليست مع فئة ضد أخرى، وانتخاب الرئيس مسؤولية القيادات اللبنانية دون غيرها، مشددة على أن السعودية لم تغير موقفها بضرورة أن يكون الرئيس العتيد إصلاحياً وغير متورط بفساد سياسي أو مالي.

وقبل ذلك، التقى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في دارتِه في اليرزة مع رئيسِ تيار المردة سليمان فرنجية، فيما أكدت مصادر ديبلوماسية أنه لم يكن هناك من زيارة مقررة للسفيرِ السعودي إلى بنشعي وكل ما يتمُ تناقلُه عن أن السفير سيزور فرنجية الاسبوع المقبل لنقل دعوة له لزيارةِ المملكة هو كلامٌ عار عن الصحة، وبعد اللقاء غرد فرنجية قائلاً: “شكراً على دعوة سفير السعودية الكريمة، اللقاء كان وديّاً وممتازاً”.

في السياق، دعا مصدر دبلوماسي سعودي الكتل السياسية اللبنانية الى تحمّل مسؤولياتها التاريخية والتلاقي من دون إبطاء على الانجاز الرئاسي، مشددا على أن الحراك السعودي يهدف إلى حض القوى السياسية اللبنانية المعتدلة على الإسراع في التوافق لاختيار رئيس توافقي والمشاركة في الجلسات الانتخابية في الأيام المقبلة.

من جهة أخرى، أشارت "الجمهورية" الى ان الحدث البارز أمس كان زيارة فرنجية للسفير السعودي، وكان لقاء «ودياً وممتازاً» على مأدبة فطور، كما وصفه فرنجية، وحمل كثيراً من الخلفيات والابعاد والرسائل في كل الاتجاهات وقطعَ الشك باليقين في ان «لا فيتو» سعودياً عليه، خلافاً لكل ما أشاعَه الخصوم ولا يزالون يشيعونه منذ اشهر من اجواء سلبية حول موقف المملكة العربية السعودية في هذا الصدد خصوصاً وحول الاستحقاق الرئاسي عموماً. وينتظر ان تكون لهذا اللقاء تفاعلاته السياسية في ضوء تشدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في مهلة أقصاها 15 حزيران المقبل.

من الحياد السلبي الى الدخول المباشر الايجابي انتقلت المملكة العربية السعودية في وقت سريع قياساً على ما كان يعتقد من انها لن تتدخل بالاستحقاق الرئاسي، ولعل ما قاله فرنجية كان خير تعبير عندما وصف اللقاء بينه بين السفير السعودي بالودي والمُثمر والجيد.

وقال مصدر سياسي رفيع لـ»الجمهورية» إنّ ما حصل خلال الساعات القليلة الماضية والحركة التي قام بها البخاري وقادت فرنجية الى لقائه في دارته «هي تحول نوعي كبير لكن هذا لا يعني ان الاستحقاق سينجز غداً، فهناك خطوات يجب ان تحصل والملف اخذ مساره لكنه يحتاج الى وقت لبلورة الصورة وليس كما يعتقد البعض انّ فطور اليرزة سينتهي عشاء رئاسياً».

واضاف المصدر: هناك اجواء ايجابية جداً وجدية واذا بقيت هكذا نحن على مسافة اقل من شهر لإجراء الانتخابات الرئاسية»، وتحدث عن «تطورات سريعة ستؤتي ثمارها قريباً»، متوقّفاً عند شكل اللقاء بين فرنجية والبخاري بما ان البعض قِلّل من أهميته قائلاً: «هل المطلوب ان تقول المملكة انني ارشح سليمان فرنجية للرئاسة، بالتأكيد لا، لكن في السياسة الموقف واضح جدا، فقد انتقلت الرياض من «فيتو» الى الحوار مع مرشح أصبحت قريبة منه».

ورأى المصدر «ان تعقيدات الداخل لم تعد تشكل مطبات كبيرة خصوصا أن المسيحيين عجزوا عن الإتفاق على مرشح، وبالتالي ليس امامهم سوى تحمّل المسؤولية وعدم تعطيل الحل والا نحن ذاهبون الى عواقب لا يستطيع اي طرف تحمّلها»، مؤكداً ان «ما حصل هو نقلة نوعية تحتاج الى استكمال والوقت ليس مفتوحا لأنّ الاستحقاقات بدأت تفرض نفسها وكل شيء يتوقف على ترجمة هذا المعطى الايجابي الذي رفع مستوى الجدية».

الى ذلك أكدت اوساط واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» ان الاجتماع بين فرنجية والبخاري انطوى على كثير من الايجابية وأتى ليكرّس حقيقة يصرّ البعض على تجاهلها، وهي ان الرياض لا تمانع في انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية بل ترحب بذلك.

ولفتت الاوساط الى ان الرياض تحبّذ بالدرجة الأولى التوصل إلى التوافق الداخلي على الرئيس المقبل، في اعتبار ان تاريخ لبنان وتركيبته يستوجبان منح الاولوية لخيار التوافق، ولكن إذا تعذر تحقيقه فإنها تحضّ على خوض المنافسة الديموقراطية عبر النزول الى المجلس النيابي والاحتكام الى صندوق الاقتراع.

واشارت هذه الاوساط الى ان السعودية ليست لديها مشكلة مع شخص أيّ رئيس لأنه لم يعد لديها خصم في لبنان بعد مصالحتها مع إيران وسوريا.

وشددت الاوساط نفسها على أن المملكة تستعجل انتخاب رئيس الجمهورية لأنها تريد أن يكون لبنان جزءا من منظومة الاستقرار والانفراج التي يجري تثبيت دعائمها في المنطقة، واي مساعدة سعودية له ترتبط بعودة الانتظام الى مؤسساته بدءاً من رئاسة الجمهورية، ومن ثم تنفيذ الإصلاحات الضرورية.

من جهة أخرى، أشارت معلومات "اللواء" من مصادر تابعت حراك السفير السعودي الى ان موقف المملكة ما زال على حاله بعدم التدخل وطرح اسم اي مرشح ولا فيتو على اي مرشح، وان الامر متروك للبنانيين، لكن النقاش مع اعضاء التكتل تناول تفاصيل الاستراتيجية السعودية في التعاطي مع لبنان، لا سيما لجهة ان قرار المملكة جاد وواضح بدعم لبنان وإخراجه مما يتخبط به، لكن على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه قضايا كبيرة يجب معالجتها، مثل تثبيت وتكريس اتفاق الطائف لبناء مؤسسات الدولة على اسس سليمة وصحيحة، والاصلاح المالي والاقتصادي ومكافحة الفساد، وتكريس استقلالية القضاء، والاستراتيجية الدفاعية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية والعامة، والعلاقات الطبيعية مع الدول العربية، وكل القضايا التي لها علاقة ببناء الدولة، وعندها يمكن للمملكة الاستثمار في لبنان ومساعدته كما تفعل مع سائر الدول التي بنت معها علاقات تعاون ثابتة ومستقرة ومتكئة على اسس صلبة.

ورأت المصادر، ان توجه المملكة منطقي وسليم في التعاطي مع لبنان وغيره من الدول، لان تجارب الماضي لن تتكرر. ولكنها قالت انه حتى نهاية الشهر الحالي اذا لم تظهر بوادر تجاوب من لبنان مع المطالب العربية والدولية ولم تكن القوى السياسية على قدر المسؤولية في المساهمة بإنقاذ الوضع، فإن التعاطي مع لبنان الشهر المقبل سيفاجىء الكثيرين.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o