May 06, 2023 7:06 AM
صحف

أولوية واشنطن تحيّر الداخل: الرئاسة أم الحاكميّة؟

في الوقت الذي تستمر فيه المراوحة على مستوى الحراك الداخلي المتصل بإنضاج الاستحقاق الرئاسي وسط انقسام واضح بين الفريق المؤيد لترشيح سليمان فرنجية بقيادة "حزب الله"، والفريق المعارض المشتت والعاجز عن التوحّد حول طرح مرشح، في انتظار اتضاح الرؤية الإقليمية والدولية، جاءت المواقف الأميركية والسعودية لتعيد خلط الاوراق لجهة إعادة النظر في القراءة التي تمسكت بها القوى المعارضة لتلك المواقف، لجهة فهمها على أنها رفض لفرنجية باعتباره مرشح الحزب، وفقاً ل"النهار"

ساعد على هذه القراءة تأخر صدور أي موقف علني عن البلدين، كما هي الحال حتى اليوم ، باستثناء الاشارات الاخيرة الواضحة التي وجهتها واشنطن والرياض لجهة عدم الدخول في تسمية مرشح أو دعم أي اسم، كما فعلت باريس عندما أعلنت صراحة رهانها على فرنجية وتسويقها له ضمن رزمة مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. كما أن كليهما لم يضع فيتو على أي شخصية يختارها اللبنانيون. وفي القراءة العميقة لهذين الموقفين، هما لا يعنيان بتاتاً عدم اعتراض على المرشح المتقدم في السباق، بل يعكسان في شكل واضح وصريح عدم اهتمام بالملف اللبناني، إلا من باب عدم التعرض لمصالحهما الوطنية.
ذلك أن أي رئيس لا يحظى بالدعم الأميركي أو السعودي، يعني عملياً أن لبنان لن يحظى بأي رعاية أو دعم، بل سيُترك لحاله.

والوضع يصبح أقسى وأصعب على الضفة الأميركية حيث المجهر مسلط على أي عمليات تمسّ الامن الأميركي المالي والاقتصادي. وهذا ما يدفع واشنطن الى التذكير بشروطها ومسلّماتها من خلال دفعات العقوبات التي تصدر تباعاً وفي شكل تقول فيه الإدارة كلمتها الاخيرة.

وكما الإدارة، كذلك الكونغرس حيث كانت لافتة الرسالة الاخيرة لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مانديز وعضو اللجنة جايمس ريتش الى الرئيس جو بايدن التي دانت الطبقة السياسية وذكرتها بالاسم كجهات معرقلة للحل، مسمّية "حزب الله" وحلفاءه والرئيس نبيه بري، مطالبة برئيس إصلاحي غير فاسد.

واستكمل المناخ الأميركي التصعيدي بما تردد عن تلويح بمهلة أميركية للبنان لانتخاب رئيس جديد قبل نهاية حزيران المقبل، وإلا فإن البلاد ذاهبة الى الفوضى.

وربطت مصادر مهلة حزيران بانتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي، إذ اعتبرت أن لبنان ليس على الرادار الأميركي حالياً، وهذا ما يفسر التباطؤ أو التراجع في إعلان موقف رسمي واضح غير خاضع للتأويل أو الاستنسابية، إلا أن تفعيل المحركات الخارجية اليوم ينطلق من ضغط أميركي لإنجاز الانتخاب بموجب الأجندة الأميركية وعمادها مثلث الأضلاع:

لا رئيس ينفذ أجندة "حزب الله".

الانتخاب قبل نهاية حزيران المقبل، وذلك بسبب الحرص الأميركي الشديد على استحقاق لا يقل أهمية لدى واشنطن وربما يتجاوز الرئاسة، ويتعلق باستحقاق انتهاء ولاية حاكم المصرف المركزي، وضرورة منع الشغور في الموقع، نظراً الى ما يمثله هذا الموضوع من أهمية لدى الإدارة الأميركية. وقلة من المتابعين تدرك أهمية هذا الموقع الحساس والحيوي بالنسبة الى #الولايات المتحدة الأميركية التي ترى فيه معبراً سهلاً وآمناً لعمليات الحزب في الخارج، إن لم يكن ممسوكاً جيداً.

الترجمة العملية لأي موقف أو قرار يزعج الإدارة عبر سياسة العقوبات التي تحمل من خلالها واشنطن العصا الغليظة في وجه كل من يعارض سياستها. وهذا ما يفسّر أيضاً بدء التسويق لتفاهم حصل على تولي الوزير السابق كميل بو سليمان الحاكمية، أو طرح اسم رجل الأعمال جيلبرت شاغوري القريب من فرنجية والمموّل الأساسي له على اللائحة المقبلة للعقوبات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o