May 05, 2023 2:03 PM
خاص

الرئاسة تنتظر كلمة سر التسوية...دور لبنان لم يحن بعد

يوسف فارس

المركزية – تشي المؤشرات السياسية المحلية والخارجية بان الملف الرئاسي سيشهد نضوجا في الشهرين المقبلين وحركة ضاغطة في اتجاهات مختلفة بعدما بدأ الحراك على خط الدول العاملة على حل الازمة فيه يسجل تبدلا في وتيرته وعلى النحو الذي يجعل اللبنانيين يقتنعون بأن مصلحة بلدهم تتأمن بانتخاب رئيس للجمهورية واعادة تشكيل حكومة جديدة وتفعيل الادارة والمؤسسات العامة، لان لبنان لا يستطيع ان يبقى طويلا معطلا جامدا ومنعزلا عن محيطه والعالم. فالخطورة الكبرى عليه تتجلى عندما يجد نفسه وقد سبقته احداث المنطقة وتطوراتها وخصوصا ايجابياتها ويصبح صعبا عليه ان يجاريها او يلحق بها، علما ان اصدقاء لبنان عولوا وما زالوا يعولون على تجاوب لبناني مع مساعي التوفيق الرئاسي ولكن حتى الان يبدو وكأنهم يسعون الى وهم، لان السياسيين اللبنانيين يعيشون النكد ويتبادلون الاحقاد في ما بينهم وفي سياساتهم الكثير من المبالغات وليست لديهم بدائل عن تلك السياسات. وقد اتضح ذلك بعد محاولات حثيثة جرت للتوفيق في ما بينهم. كان للفرنسيين والقطريين دورهم في هذا السياق. كذلك مصر حاولت الدفع نحو التوافق على انتخاب رئيس للبلاد. ولكن رغم ذلك فان الواقع اللبناني ما زال يتحرك في الاتجاه المعاكس والمحبط لاي جهد ومسعى.  

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية" ان الوضع في لبنان والمنطقة شبيه الى حد كبير بالمرحلة التي سادت في العام 1958 عندما اتفقت الادارة الاميركية مع الرئيس المصري الراحل عبد الناصر واسفر الامر عن انتخاب الرئيس المغفور له ايضا فؤاد شهاب. اليوم الاتفاق السعودي – الايراني سؤدي الى الاتيان برئيس جديد للجمهورية ولكن حتى اللحظة لم يتناول الجانبان الموضوع اللبناني. هناك اولويات تتقدم على الملف الرئاسي كالوضع في اليمن وسوريا، لذا نجد الفرقاء اللبنانيين ثابتين في مواقفهم مع هامش صغير من الحركة. فريق الممانعة طرح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح ويتمسك به، في حين المعارضة التي التقت على المرشح ميشال معوض لم تتفق على بديل وتنتظر، فيما المطلوب لو كان هناك استقلالية وجدية، التوجه نحو الخيار الثالث والاتفاق على رئيس ذي خبرة سياسية يطمئن الفرقاء وقادر على اعادة بناء الدولة. لقد حاول رئيس المجلس النيابي نبيه بري من خلال دعوته الى الحوار تحقيق خرق ما في الملف الرئاسي الجامد، وكذلك كل من البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الحزب التقدمي الوزير وليد جنبلاط  عملا لفتح كوة في الجدار القائم ولكن الجميع لم ينجحوا في مراميهم، لذلك وفي غياب المبادرات والتوافقات المحلية ما علينا سوى انتظار كلمة السر الخارجية المتمثلة بالاتفاق السعودي - الايراني وما ينتج عنه لحل الازمة اللبنانية. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o