May 03, 2023 3:42 PM
خاص

هل يقطف ماكرون ثمار زيارته الى الصين دوليا ولبنانيا؟

سمر الخوري 

المركزية - قرابة الشهر انقضت على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى الصين، واذا ما استثنينا البعد الاقصاديّ للزيارة، فلا نتائج سياسية ايجابية ملموسة حتّى تاريخه على مجمل الصعد.   

فالزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، تعهّد الجانبان في خلالها، في إعلان مشترك، بالعمل معاً بشأن التحديات العالمية، وبالدفع من أجل السلام في أوكرانيا، حيث دعت الصين إلى وقف إطلاق النار هناك، وقالت إنها مستعدة لدعم أي اقتراح سلام من فرنسا من شأنه أن يؤدي إلى حلّ سياسي للأزمة، ولكن حتّى اليوم لا مفاعيل ملموسة في هذا الاتجاه.   

إقليميا، زيارة ماكرون الى الصين، جاءت على بعد أيّام من الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية. توقيت الزيارة يوحي بشكل أو بآخر أنّ ماكرون يتماهى مع اجواء الاتفاق الثلاثي، وبمظهر الشريك فيه، ولكن هل تمكّن من قطف ثماره على أرض الواقع؟!   

في القراءة الدبلوماسية لمدير معهد الشرق الاوسط للشؤون الاستراتيجية الخبير الاقتصادي سامي نادر يتبين برأيه أن لا دور لماكرون في "المصالحة" السعودية – الايرانية، ولكنها حكما تصب لصالحه ولصالح بلاده التي أبقت على نافذة مفتوحة مع الايرانيين، يوم أقفلتها معظم الدول الأوروبية بما فيها ألمانيا، وتاليا فهو له مصلحة بأي انفتاح عربيّ على ايران لأنها تتلاقى مع استراتيجيته، كونه من جهة يريد الالتصاق بدول الخليج لما فيه من مصلحة اقتصادية لبلاده، وبإيران لما له من مصالح اقتصادية معها أيضا".   

أمّا من البوابة اللّبنانية، فيرى نادر في حديثه لـ"المركزية" أنّ "ماكرون مستفيد من الأجواء التي تلاقي مقاربته ولكنها تصطدم بمصالح الفرقاء الآخرين، ومثالا فهو غير قادر على احداث أيّ خرق، وانجاح مبادرته الرئاسية عبر طرح رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، التي اصطدمت بأكثر من رفض على المستوى الدولي فكان أوّلها عدم حماسة أميركية معطوفة على "لا" حماسة خليجية وتحديدا سعودية، مشيرا الى أن من عرقل المبادرة الفرنسية ليس اللاعبون في الداخل بل في الخارج".   

وبالعودة الى مفاعيل الزيارة دوليا، يشير نادر الى أنه "حتى الآن لا مفاعيل أو نتائج ملموسة لزيارة ماكرون الى بكين، فالصين أعلنت عن زيارة لوزير خارجيتها الى أوكرانيا، وهي وإن حصلت، يمكن لماكرون أن يضعها في سلّة الأمور التي طالب بها وهي محاولة تقريب الصين الى وجهة نظر الأوكرانيين، أو بمعنى آخر الموازنة بين روسيا وأوكرانيا".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o