May 03, 2023 6:10 AM
صحف

واشنطن تتمايز عن باريس و"حل من الداخل"

لم يكن غريبا ان يثير احدث المواقف الأميركية من الازمة الرئاسية اللبنانية الكثير من الاهتمام والتركيز على قراءة دلالاته، اذ بدا موقفا مدروسا بعناية استثنائية وليس مجرد ترداد لادبيات ومبادئ عامة، وفقا ل"النهار". ذلك ان الخارجية الأميركية اختارت على نحو لافت مناسبة مرور ستة اشهر على بدء الشغور الرئاسي في لبنان، وأصدرت بيانا يمكن القول ان ابرز ما تضمنه لا يتلاقى والكثير من توجهات "المبادرة الفرنسية" بل لعله يبدو اقرب الى ما ينسب الى موقف المملكة العربية السعودية. كما ان الميزة اللافتة للغاية التي تستقطب الاهتمام في البيان الأميركي الجديد تتمثل في الحض بقوة على حل "من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي" لانتخاب رئيس "متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد".


اكتسب البيان أهميته اذن من حض الولايات المتحدة البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور ستة أشهر على شغور المنصب الأول في هذا البلد الغارق في جمود سياسي وأزمة اقتصادية طاحنة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في البيان ان "الولايات المتحدة تدعو القيادات السياسية في لبنان الى التحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته". وأضاف "على قادة لبنان عدم وضع مصالحهم وطموحاتهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم". وأعرب ميلر عن "اعتقاد الولايات المتحدة بأن لبنان يحتاج إلى رئيس متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد (...) وتنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية على رأسها تلك المطلوبة لتأمين اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي". وأكد ميلر أن "الحلول لأزمات لبنان السياسية والاقتصادية يمكن أن تأتي فقط من داخل لبنان وليس من المجتمع الدولي".

المفارقة السلبية التي واكبت صدور الموقف الأميركي الأخير تمثلت في بروز المزيد من تداعيات الازمة التي تتفاقم على مختلف المستويات، وكان من فصولها الديبلوماسية الأخيرة غياب وتغييب لبنان كليا عن الاجتماع الخماسي لوزراء خارجية عرب في عمان خصص للبحث في الازمة السورية وجوهرها ازمة النازحين السوريين في دول الجوار، فيما لم يحظ لبنان باي التفاتة عملية لاشراكه او كلامية للتنويه بانه البلد الأكثر تحملا لاعباء ازمة النازحين السوريين.


ولم تنجح حتما وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أصدره المكتب الاعلامي في الوزارة في تبرير هذا الغياب او التغييب اذ حاولت تمرير "العتب الضمني" ولو انها عمدت الى "الترحيب بالإجتماع وتثمين إتّصال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي بنظيره اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب لوضعه في خلفيات ونتائج الإجتماع الوزاري، حيث سبق أن أعلمه خلال زيارة الوزير بو حبيب مؤخراً إلى عمّان أن الدعوة محصورة بدول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى كل من مصر والأردن والعراق، الذين يجتمعون عادةً بصورة دورية".

وذكرت "بإنّ لبنان الدولة الجارة لسوريا يتحمل، منذ 12 عامًا، عبئًا رئيسيًا في مسألة النزوح وهو جاهز للمشاركة وللمساهمة في الحل بالتنسيق مع الأفرقاء المعنيين، خاصةً الأشقاء العرب. فكما ساهم لبنان في تحمّل أعباء النزوح إنطلاقًا من العلاقات الأخوية بين البلدين، يضع اليوم امكاناته للدفع قدمًا بإتّجاه حل عربي شامل وجامع. فغياب لبنان عن المساهمة في جهود حلّ الأزمة السورية، لا سيّما مسألة النزوح، يعمّق تحدياته بما لا يرغب فيه الأشقاء العرب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o