Apr 15, 2023 11:05 AM
خاص

الحزب يتوعّد تل ابيب: محاولة ايرانية لجر واشنطن الى التفاوض.. ولكن!

 

لارا يزبك

المركزية- لليوم الثاني على التوالي، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر الشاشات، متحدثا في مناسبة يوم القدس، ومكررا المواقف ذاتها تقريبا. هو قال الخميس: تداعيات الاتفاق السعودي والإيراني، بدأت تظهر بشكل متسارع، من خلال مسار الدبلوماسية في المنطقة، ما يساعد في مواجهة التمزق في أمتنا، ومسار التلاقي والتفاهم سيؤثر سلبا على الكيان الإسرائيلي. اما امس الجمعة، فجدد التأكيد ان "الاتفاق الإيراني السعودي له تأثيرات كبيرة على المنطقة وسيبطئ مسار التطبيع مع الكيان العبري"، آملا ان تصل مفاعيله الى لبنان.

غير ان نصرالله للمرة الثانية ايضا، تحاشى الخوضَ في هذا الملف، اي في الملف اللبناني، سيما من الزاوية السياسية – الرئاسية، فلم يتطرق الى هذه النقطة لا من قريب ولا من بعيد، ما يدل، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ان لبنان ليس راهنا اولوية على الاجندة الاقليمية عموما واجندة اتفاق بكين خصوصا.

رب قائل ان هذا يعني ان الرياض ايضا غير مهتمة بورقة لبنان، الا ان المعطيات والمواقف التي تصدر وترشح عن الرياض تفيد بأن الاخيرة ليست مع اي مرشح ضد آخر وتدعو الى توافق اللبنانيين وترفض الخوض في لعبة الاسماء، وبالتالي فإن دورها ليس سلبيا لبنانيا.

اما التدقيق في ما جاء في خطاب نصرالله امس، حيث استفاض في الحديث عن وحدة الساحات الممانعة وعن إشعال المنطقة بحرب اذا أخطأت اسرائيل الحساب وهددت ايا من الاذرع الايرانية اينما كانت، وتوعّده بالرد عليها من لبنان في حال استهدفت اي لبناني او غير لبناني مُقاوم موجود على الاراضي اللبنانية، كلّها مؤشرات على ان ايران تريد ابقاء سقفها عاليا لتُفاوض المجتمع الدولي على اساسه، وانها من ضمن هذا التوجّه، تُفهم مَن يعنيهم الامر انها لا تزال تمسك بالورقة الرئاسية خصوصا واللبنانية عموما وستستخدمها للضغط على الولايات المتحدة الاميركية.

فبعد ان أرسى اتفاق بكين تهدئةً بين الجبارين الاقليميين، بات نصرالله، شأنه شأن أذرع الحزب كلّها، يحيّد المملكة والعرب عن سهامهم، ويفضّل التصويب على واشنطن وحليفتها تل ابيب. 

على اي حال، فإن هذا الخيار يفيده شعبيا، ويشد عصب ناسه ويذكّرهم انه مقاومة وان هدفه الاول ردع الاسرائيليين وصدّهم وتحرير القدس، لكن على ارض الواقع ليست تهديداته الا تهديدات لفظية ومن الصعب او شبه المستحيل ان يتوسّع فيها لتصبح فعلا، "حربا" على اسرائيل.. 

غير ان تذكير الحزب، نيابة عن ايران، انه يرابض على الحدود الشمالية للكيان العبري وان امن الاخير في يد طهران، غايته محاولة استجرار واشنطن الى التفاوض معها ومع الحزب. وفي ضوء هذه المفاوضات، قد تقرر الجمهورية الاسلامية الافراجَ عن الرئاسة اللبنانية. لكن بحسب المصادر، هذه اللعبة لن تنفع وايٌ من العواصم الكبرى لن تذهب في هذا الاتجاه. فهي تعلم ان الاتفاق السعودي – الايراني سيُجبر الجمهورية الاسلامية، عاجلا ام آجلا، على تسهيل التسويات في المنطقة، بما ان الاستقرار فيها هو ابرز اهداف تفاهم بكين، وتاليا ستُضظر على خفض سقفها لبنانيا وعلى دفع الحزب الى التخلّي عن مرشحه "الطرف"، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لصالح اسم آخر...

*** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o