Apr 14, 2023 7:07 AM
صحف

قحط سياسي يمنع إنجاز الإستحقاقات.. ولبنان ينتظر اليمن وسوريا

عبرت أمس ذكرى 13 نيسان المشؤومة، وسارَع الجميع كالعادة الى تذكّرها متمنين «ان لا تنعاد»، فيما البعض يدفع في مواقفه وتصرفاته وكيدياته والمشاحنات الى ما يمكن ان يتسبب بعودتها على أشلاء وطن متهالك بانهيار على كل المستويات جعلَ اللبنانيين كأنهم غرباء فيه ينتظرون على رصيف عالم متغيّر حتى يلتمسوا المصير. لكن وسط هذه الغربة ثمة مؤشرات الى اقتراب أوان الخروج من المأزق بعد انقضاء عطلة الاعياد المجيدة والسعيدة، حيت ان تداعيات الاتفاق السعودي ـ الايراني آخذة في التوسّع والتفاعل ايجاباً على ساحة المنطقة وقد اقتربت من لبنان، ومن المتوقع ان يعكس اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة اليوم جانباً من هذه التداعيات، فيما تشير التوقعات الى اقتراب موعد زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي للسعودية تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي ستدشّن الصفحة الجديدة التي فتحت في العلاقات بين البلدين بعد اتفاق بكين على تطبيع العلاقات بينهما.

إختار لبنان العاجز ان يبقى معلّقاً وعالقاً على رصيف الانتظار، فيما تُعيد القوى النافذة في الإقليم ترتيب علاقاتها وأوراقها، كما يحصل بين المملكة العربية السعودية من جهة وايران وسوريا من جهة أخرى، وذلك تدشيناً لمرحلة جديدة من التقارب دخلت فيها المنطقة بعد سنوات من النزاعات المكلفة.

وأبلغت أوساط سياسية الى «الجمهورية» انه، وفي مقابل الدينامية الديبلوماسية التي تسود المنطقة وتكسر الحواجز بين الدول التي كانت تباعد بينها الخصومات، يعاني لبنان قحطاً سياسياً يُترجم عجزاً عن إجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية، وذلك في انعكاس لعبثية القوى السياسية التي تمعن في الحفر داخل الهاوية بدل التقاط فرصة التفاهمات الإقليمية.

ولفتت هذه الاوساط الى «ان الواضح هو أنّ الزخم الخارجي المُستجد لا يضع في طليعة الاولويات لبنان الذي يسبقه الملف اليمني والملف السوري في انتظار ان تصبح «الأرض الجرداء» جاهزة في الداخل لتلقّف اي تسوية محتملة.

وانطلاقاً من انّ هذه المرحلة مخصّصة على المستوى اللبناني لتقطيع الوقت ليس إلا، أكدت الاوساط انّ النصاب العددي والميثاقي للجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري مُؤمّن، متوقعة ان يشارك فيها نحو 70 نائباً او أقل بقليل.

موقف قطري: في غضون ذلك، وفي أول موقف قطري يتناول نتائج زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي الاخيرة للبنان، أكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة ماجد الأنصاري أنّ قطر ليس لديها مرشّح للرئاسة في لبنان.

وقال: «ليس لدى قطر مرشح مفضّل في لبنان». وشدد على أن زيارة الخليفي للبنان ولقاءاته مع مختلف الأطراف اللبنانية «كانت استكشافية»، مضيفاً أنّ «الموقف القطري يتلخّص في دعم التوصل إلى اتفاق بين اللبنانيين أنفسهم». وأضاف: «من غير المناسب الحديث عن وجود طرف خارجي يكون لديه مرشح مفضل في انتخابات الرئاسة اللبنانية، وما يمكن أن تقدمه قطر والدول العربية في شأن الأزمة اللبنانية هو دعم اللبنانيين للوصول إلى توافق يُخرِج لبنان من أزمته الحالية».

إجتماع جدة: من جهة ثانية، كشف المتحدث القطري عن أنّ اجتماعاً لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم من الأردن ومصر والعراق سيُعقد اليوم في مدينة جدة السعودية، للبحث في الموقف من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. وأضاف أنّ هذا الاجتماع التشاوري الذي جاء بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، سيُناقش وجهة النظر العربية تجاه عودة سوريا إلى الجامعة العربية، موضحاً أنّ دعوة الأردن ومصر والعراق للمشاركة في الاجتماع جاءت «لأنّ هذه الدول معنية بالأساس في هذه القضية».

وفي الوقت الذي جدّد الأنصاري تأكيد «الموقف القطري الثابت» من النظام السوري، والذي يعتبر أن «الأسباب التي دعت إلى تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لا تزال قائمة»، قال إنه من المُبكر الحديث عن مخرجات لهذا الاجتماع التشاوري.

وذكر أنه سيجري خلاله تبادل وجهات النظر حول تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، وإمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وموقف كل دولة في هذا الشأن، لافتاً إلى أنّ «الموقف من سوريا مرتبط أساساً بتحقيق الإجماع العربي، والتغيير الميداني على الأرض الذي يحقق تطلعات الشعب السوري».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o