Apr 13, 2023 12:58 PM
خاص

التواصل السعودي- الاميركي ينتعش: "بكين" يلاقي أولويات واشنطن!

لورا يمين

المركزية- في اتصال لافت من حيث التوقيت وايضا المضمون، أفاد البيت الأبيض بأنّ مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أجرى اتصالاً هاتفياً بوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، الثلثاء، ناقشا خلاله مسألة إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن. وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "سوليفان وولي العهد ناقشا أيضاً التوجهات الأوسع نطاقاً لوقف التصعيد في المنطقة، بينما شدّدا على ضرورة الحفاظ على قوة ردع للتهديدات من إيران ومناطق أخرى. كما أعاد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثابت بضمان عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي".

هو التواصل الاميركي – السعودي الارفع من حيث المستوى، والثاني من نوعه بعد توقيع كل من المملكة وايران اتفاقا بينهما برعاية صينية منذ اسابيع. وهو يأتي وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في ظل غياب اي موقف اميركي واضح المعالم حتى الساعة، مِن التفاهم الوليد، وعلى وقع معطيات كثيرة تحدثت عن تريّث البيت الابيض وترقّب نتائج هذا الاتفاق من جهة، وعن عدم تحبيذه الوساطة "الصينية" التي قادت اليه من جهة ثانية، خاصة وانها تؤشر الى توسّع لدور بكين في الشرق الاوسط، فيما واشنطن على علاقة متوترة بالصين. حتى ان بعض الخبراء نظروا إلى الدور الذي لعبته بكين، على أنه إشارة إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة لدى السعودية، وسط توترات بين الحليفتَين القديمتَين، بسبب مجموعة من الموضوعات منها حقوق الإنسان وخفض السعودية لإنتاجها من النفط.

واذ افيد ان واشنطن تنتظر ما اذا كان مسار التفاهم يتلاقى ورؤيتها للشرق الاوسط وللدور الايراني فيه، تلفت المصادر الى ان حتى الساعة، كل المؤشرات تدل على ذلك. فالولايات المتحدة تعتبر ان لا يمكن لايران المضي قدما في تهديد امن الدول العربية وامن "الكيان العبري" حليفها، وقد نص اتفاق بكين على وقف التدخل في شؤون الدول الداخلية. كما ان واشنطن تولي إنهاء الصراع العسكري في اليمن اولوية كبيرة. وعلى الارجح، التسوية لهذا النزاع وُضعت على نار حامية وباتت مسألة ايام او اسابيع. 

اما اي مساعدات واستثمارات سعودية في ايران، فلن تأتي في "المجان"، وفق المصادر، بل هي مرهونة بتقيّد طهران ببنود الاتفاق مع السعودية والتي لم تُكشف بعد، الا ان ابرزها "سياسة حسن الجوار" بما يعنيه هذا المطلب مِن وقف اي تصدير للثورة والسلاح الى المنطقة، ووقف تطوير القنابل والصواريخ... وهذا الامر بدوره، لا يتناقض مع اجندة واشنطن بل على العكس.

هذه المعطيات عموما، واليمنية خصوصا، يبدو سهّلت التواصل السعودي – الاميركي، والذي سيُستكمل تباعا ويعود اليه الدفء تدريجيا كلّما تبيّن للاميركيين ان اتفاق الصين لم يأت ليعوّم ايران او يطلق يدها في المنطقة، تختم المصادر.

                                                   ***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o