Apr 13, 2023 6:27 AM
صحف

الرئاسة تنتظر رياح الشرق الجديد

أشارت "اللواء" الى ان مع تسارع الانفراجات العربية والاقليمية العربية والدولية، في ضوء الاتفاق السعودي - الايراني بوساطة صينية، ومع استمرار الاليزيه في اجراء ما يلزم من مشاورات مع الشخصيات الحزبية والنيابية ذات التأثير في مجرى الاستحقاق الرئاسي، بدا المشهد اللبناني على قتامته، بانتظار الفرج الآتي من الشرق.

لم يحصل تطور جديد في الملف الرئاسي وبقيت اتصالات جس النبض والتشاور قائمة في حركة المعنيين، حيث زارت سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو والمستشار السياسي في السفارة كوانتان جانتيه، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان، وتناول البحث التطورات السياسية والاقتصادية في البلاد.​ وأشارت معلومات «اللواء» الى ان غريو لم تحمل جديداً ولامبادرة، بل كان تأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية واستطلاع ما جديد مواقف القوى السياسية في ضوء المشاورات الجارية داخلياً وخارجياً لا سيما مساعي فرنسا وقطر وهل من تبدل فيها، وكان موقف «القوات» ثابتاً لم يتبدل لجهة «رفض الصفقات والتسويات مع الفريق الآخر، وضرورة انتخاب رئيس بالمواصفات التي حددتها لجهة السيادة والاصلاح، لا رئيس بلالون ولاطعم اومن محورالممانعة».

وحسب المعلومات، جرى بحث في امكانية إيجاد افكار جديدة للحل.

وفي باريس، يُعقد لقاء بين النائب سامي الجميّل ومستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل يوم الثلاثاء المقبل. وعلمت «اللواء» ان الجميل موجود اصلا في فرنسا لإلقاء محاضرة يوم الاربعاء في 19 الشهر الحالي في مونتون، حول الاوضاع السياسية اللبنانية بدعوة من مركز العلوم السياسية.

وحسب مصادر الجميل لـ«اللواء»، فإنه سيطرح على دوريل مواقفه الثابتة لجهة رفض «المقايضة فرنجية مقابل نواف سلام»، والتمسك برئيس «سيادي مقبول من اغلب القوى السياسية قادر على استرجاع قرار السلاح الى كنف الدولة، ويملك برنامجاً اصلاحياً شاملاً على المستويات السياسية والاقتصادية والمعيشية، ولديه رؤية لإعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة، وقادر على التحاور مع كل المكونات الداخلية ومع الخارج. وتشكيل حكومة متجانسة متفاهمة مع رئيس الجمهورية تنفذ برنامج الاصلاح واعادة بناء المؤسسات ووقف الفساد، وسيطرح ضرورة اعادة البحث في طبيعة النظام اللبناني لأن منطق المحاصصة اثبت فشله ولا يبني دولة».

وفي السياق، اكد المكتب السياسي لحزب الكتائب «تقديره للمساعي التي يقوم بها أصدقاء لبنان والاهتمام الدائم باللبنانيين»، لكنه قال: في المقابل يعتبر ان بعض الحلول المقترحة تمثل استسلاماً لشروط حزب الله واستمراراً للنهج التسووي الذي طبق في 2016 وأدى إلى تدمير لبنان والإطاحة بما تبقى من قدرات اقتصادية ومالية ومعيشية والى هجرة عشرات آلاف اللبنانيين. ومن هنا يبذل حزب الكتائب ورئيسه أقصى الجهود لشرح تبعات هكذا مغامرات مدمرة لمنطق الدولة لاسيما بعد الأحداث الأمنية جنوباً.

الى ذلك، أشارت مصادر سياسية لـ"الأنباء" الالكترونية الى أن لا جديد رئاسيا فالأمور مستمرة على ما هي عليه وأصبح هناك نوع من ربط نزاع بين ما تريده فرنسا وما تريده السعودية وما يريده السياديين ومن جهة أخرى فريق ٨ آذار، لافتة إلى أنَّ هناك تجاوزاً للدستور، فاختيار الرئيس عمل وطني وسيادي ويتطلب إرادات مخلصة.

وذكّرت المصادر أنَّ الموفد القطري كان يتحدث بنفس المواصفات التي تحدثت بها السعودية من دون الدخول بالأسماء، فهم يريدون رئيسا سياديا ولا يشكل تحدياً لأحد ويحظى بقبول كلّ الفرقاء، وهذا كله يؤكد انه عند كلّ استحقاقٍ دستوري يدخلُ المعنيون دوامة التعطيل أو التأجيل متذرعين بحجج واهية، في حين تتوالى الأزمات على المواطن في ظلّ غياب أي حلحلة على المدى القريب.

من جهة أخرى، وفي غياب اي امل يُرجى من اللاعبين على الحبل الرئاسي، تؤكّد مصادر مطلعة وموثوقة في آن معاً لـ«الجمهورية»، انّ ثمة تسليماً شبه شامل بأنّ المقاربات الداخلية المرتبطة بالملف الرئاسي، لن تتمكن لا الآن ولا في أي وقت آخر، من بناء جسور واصلة بين المسارات المتناقضة، او الوصول إلى قاسم مشترك بينها.

وبحسب معلومات المصادر الموثوقة، فإنّ ثمة طريقة وحيدة لبناء اي مشتركات متعلقة برئاسة الجمهورية، بين قوى الصراع السياسي، تتجلّى في إكراهها على ذلك رغماً عنها، والتاريخ اللبناني يشهد على انّ المكونات السياسية في لبنان التي ورثت نفسها على مدى سنوات طويلة، او استنسخت نفسها وصولاً إلى تركيبة المكونات بصورتها الحالية، لم يسبق ان توافقت على أمر، او اجتمعت على أمر، وحتى على رأي، الاّ تحت الضغط، كما لم يُعتد معها على إنضاج حلول على البارد، ومن هنا، وفي زمن رئاسة الجمهورية المعطّلة، فإنّ إنضاج اي حل رئاسي، اياً كان مصدره من الداخل او من الخارج، سيكون حتماً على الساخن، ومفروضاً بالإكراه وسيأتي بالتأكيد على حساب المعطّلين.

وحتى ذلك الحين، والكلام للمصادر عينها، سيبقى لبنان تحت تأثير المنخفضات السياسية واللااخلاقية واللاانسانية التي تتحكّم به، كما سيبقى منتظراً في المقابل، على رصيف الجهود الدولية لاستيلاد رئيس للجمهورية، المرتكزة على الناصيتين الفرنسية والسعودية، والتطورات الاقليمية المتسارعة في حجمها ونوعيتها، ريثما يصدر القرار بأن تلفح لبنان رياح التحوّلات والتفاهمات في المنطقة، ويقطف الثمار التي ينتظرها من الاتفاق السعودي- الايراني.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o