Apr 11, 2023 12:54 PM
خاص

الحل اليمني على نار حامية: مقدمة لتسويات المنطقة!

لورا يمين
المركزية
- تطورات كبيرة ولافتة تُسجّل على الساحة اليمنية في شكل متسارع منذ توقيع الاتفاق السعودي – الايراني في بكين. نهاية الاسبوع الماضي، أجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات في العاصمة اليمنية صنعاء مع رئيس المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين مهدي محمد المشاط، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم. وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين الأحد، السفير السعودي وهو يصافح المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفدا عمانيا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.
وذكرت وكالة سبأ التي يديرها الحوثيون أن الوفدين السعودي والعماني وصلا إلى العاصمة اليمنية صنعاء في ساعة متأخرة من مساء السبت، حيث التقيا بالمشاط في القصر الرئاسي في صنعاء. ونقلت الوكالة عن المشاط امتنانه لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان لتقريب وجهات النظر وتحقيق السلام، كما نقلت عن رئيس الوفد السعودي تثمينه لدور سلطنة عُمان وحرصها على دعم السلام والاستقرار في اليمن. 

كل المستجدات التي حصلت على الخط اليمني، منذ اتفاق بكين، تؤشر، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، الى ان طبخة التسوية السياسية للنزاع الذي مزّق البلاد منذ سنوات، وُضعت على نار حامية. واللقاء السعودي – الحوثي المباشر بوساطة عمانية، يُعتبر من ابرز المؤشرات التي تدل على تقّدم قطار الحل. 

وبحسب مصادر حكومية يمنية، فقد وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية، بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عُمانية استمرت شهرين في مسقط. ويقوم التصور السعودي - وفقا للمصادر هذه- على الموافقة على هدنة لمدة 6 أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة 3 أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض على الحل النهائي بين كل الأطراف. وقالت لرويترز إن المحادثات ستركز على معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع رواتب الموظفين العموميين وجهود إعادة البناء، وإطار زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد.

ووفق المصادر الدبلوماسية، فإن إبصار التسوية النور بات وشيكا، ومتى حصل، سيكون انجازا كبيرا للاتفاق السعودي – الايراني قد تحقّق. فالجدير ذكره ان إسكات المدافع على جبهة اليمن يُشكّل أهم الدوافع التي قادت الرياض نحو خيار التعاون مع طهران. وبعد هذا الخرق المتوقّع، من المرتقب ان تكرّ سبحة الحلول للازمات في المنطقة، من سوريا الى العراق الى لبنان، الا انها قد تحتاج بعض الوقت، ذلك ان الاولوية المطلقة في التفاهم كانت لليمن ومن بعدها، سيبحث الجباران الاقليميان، ومعهما طبعا، القوى الدولية الكبرى، في الصيغ المناسبة للتهدئة الشاملة في المنطقة، تختم المصادر.
***
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o