Apr 07, 2023 11:02 AM
خاص

اتفاق بكين لم يوضع للتبادل الدبلوماسي..العبرة في التسويات

لورا يمين

المركزية- تقدُّم جديد أحرزه "اتفاق بكين" في الساعات الماضية. فقد قال بيان مشترك وقّعته السعودية وإيران، امس، إن البلدين سيعيدان فتح الممثليّات الديبلوماسية خلال فترة الشهرين المنصوص عليهما في اتفاق تمّ بوساطة الصين في آذار. وذكر البيان أن البلدين ناقشا استئناف الرحلات الجوية والزيارات الثنائية للوفود الرسمية ووفود القطاع الخاص، بالإضافة إلى تسهيل تأشيرات الدخول للمواطنين.
أتى هذا التوقيع بعد عقد اجتماعٍ بين وزيرَي خارجيتي السعودية وإيران في الصين امس، هو أول لقاء رسمي بين أرفع مسؤولين ديبلوماسيين في البلدين منذ أكثر من سبعة أعوام، وذلك بعد أن توصّلت الرياض وطهران إلى اتفاق بوساطة بكين لاستعادة العلاقات بينهما. وفي مقطع مصور قصير بثّه التلفزيون الإيراني الخميس، تبادل وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التحية قبل أن يجلسا متجاورين.

وافيد أن لقاء بكين سبقته 3 اتصالات بين وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني، تضمنت الخطوات المقبلة لتنفيذ الاتفاق وإجراءات إعادة افتتاح البعثات وتفعيل الاتفاقيات السابقة. وعلم ان اختيار الصين مكانا لعقد اللقاء "يأتي امتدادا لدور بكين الإيجابي في الوصول للاتفاق وتسهيل التواصل بين البلدين".

عشية هذا التطور اللافت، أعلنت إيران الاربعاء، أنّها عيّنت سفيراً لدى الإمارات لأول مرة منذ عام 2016، وذلك في ظل إعادة تنظيم للعلاقات بين الدول الخليجية والجمهورية الإسلامية. وتأتي الخطوة بعد تحرّك الإمارات، في آب، لرفع مستوى العلاقات مع إيران، إذ قالت إنها ستُعيد سفيرها إلى طهران. وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن السفير المعيّن حديثاً في الإمارات، رضا عامري، كان شغل في السابق منصب المدير العام لمكتب المغتربين الإيرانيين في وزارة الخارجية.

كل شيء اذا، يسير كما يجب على خط الاتفاق السعودي – الايراني وهو بدأ ينعكس ايجابا في المنطقة أقلّه على صعيد تبريد الاجواء وتبادل العلاقات الدبلوماسية. لكن هذه التفاصيل كلّها، "شكلية" وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ويبقى الاهم ما يجري في الكواليس لوضع قطار التسوية لازمات المنطقة، على السكة الصحيحة. فالكل يدرك وفق المصادر، ان الهدف الجوهري مِن توقيع هذا التفاهم هو ارساء الاستقرار في الاقليم وتدعيم اسسه، الامر الذي يحتاج الى وضع حدٍ للنزاعات التي يشهدها. فهل سنشهد  حلحلة قريبة في الصراع اليمني او العراقي او السوري؟ هذا الخرق اساسيٌ ومطلوب بقوة كي يصمد التفاهم، وهو على الارجح سيبدأ في اليمن الذي وُضع الحلّ السياسي لأزمته، على نارٍ حامية وأكثر.. والاكيد ان اتفاق الصين سيتداعى اذا لم يبدّل الصورة في المنطقة، بما انه لم يولد فقط لاعادة العلاقات الدبلوماسية الى سابق عهدها، بل لوقف المدافع وإسكاتها، تختم المصادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o