Mar 28, 2023 3:20 PM
مقالات

تمام سلام اسم مكتوب بأحرف من ذهب في رئاسة الحكومة

كتب اديب ابي عقل: 

معدن الرجولة نكتشفه عندما يكون اشباه الرجال والاتباع في موقع المسؤولية والقرار. 

معدن الآدمية نعرفه عندما يكون اللصوص والحرامية والفاسدون في مناصب التقرير.

معدن الوطنية نلمسه عندما يكون المرتهنون لاسيادهم في الداخل والخارج في مراتب عليا ومواقفهم وتصرفاتهم ترجمة لهؤلاء الاسياد وتوجيهاتهم. 

معدن الانتماء للوطن نقرأه واضحا على جبين من يتعاطون مع القضايا الوطنية الكبرى والصغرى بمنطق المواطنة وليس بمنطق النسب المئوية للعائلات التي تؤلف خريطة الوطن اللبناني ونسيجه البشري.

معدن الاحساس بالمسؤولية الوطنية نراه في تصرفات المسؤولين ومواقفهم في فترات الغياب او التغييب او الشغور بحيث يكون التعاطي مع كل ما هو قائم على قاعدة احترام المواقع سواء كانت مشغولة او شاغرة.

معدن الاصلاح نفتقد وجوده عندما تكون زمرة من الفاسدين قابضة على زمام الوطن وعلى اعناق ابنائه وترفض السير بمنطق التطهير والتطوير والتحديث خوفا على مصالحها وسقوطها –الحتمي ولو بعد حين- امام اوان قيامة البلد ونهوضه.

هذا المعدن وهذا النوع من الرجال الذين يتحلّون بهذه الصفات هو المقياس المطلوب لبدلة المسؤولين المرتقب وصولهم الى السلطة بكل مكوناتها ومواقعها في المرحلة القريبة المقبلة لبدء انتشال لبنان من قعر الحفرة التي تم وضعه فيها. 

ففي موازة الاخبار والمعلومات التي تتوالى عن اللقاءات والاتصالات والمشاورات الاقليمية والدولية لايجاد حل للوضع اللبناني الذي بداواضحا للجميع مفعول سلبية عدم وجود رئيس جمهورية، تفيد المعلومات الواردة الى ان الاقتناع بدأ يترسخ لدى العاملين على معالجة الشأن اللبناني باهمية فصل مساره عن سائر المسارات التي يجري اعدادها للمنطقة تحت مظلة دولية. والاتجاه بات يميل اكثر نحو الدخول عمليا في الحل –المرتقب قبل فصل الصيف - وعلى قاعدة تسيير امرين اساسيين: الاقتصاد والسياسة بكل تفرعاتها من الامن الى الاوضاع اليومية للبنانيين في شتى المجالات. 

واذ يبدو شبه واضح الاتجاه لدعم شخصية "عليمة" و"فهيمة" ولها خبرتها في كيفية الانقاذ الاقتصادي والنقدي والاسماء كثيرة في هذا المجال، لتتبوأ رئاسة الجمهورية وتكون لها مروحة اتصالات واسعة مع الخارج "شرقا وغربا"، فان الواضح ايضا ان البحث والتشاور يتمحور ايضا حول منصب رئيس الحكومة الذي سيشكل ثنائي الخلاص من الازمة وبداية الخروج من النفق الى كنف دولة لها قرارها وسيادتها في الداخل واحترامها في الخارج.

وما يرشح من معلومات - على قلتها – عن الوضع الحكومي فان اسم الرئيس تمام سلام يبدو مكتوبا باحرف من ذهب على يافطة رئاسة حكومة للانقاذ. ذلك ان الرجل ابن العاصمة بيروت، المتدّرب والمتخرج من بيت الوطنية "والتفهم والتفاهم" و"لبنان واحد لا لبنانان" اثبت في خلال تجربة رئاسته للحكومة زمن سلطات مكتملة، ان التعاونبين المسؤولين على قاعدة الالتزام الشخصي اولا والتفاهم الهاديء حيال الملفات المطروحة، هو حجر الزاوية في ترجمة تناغم المسؤوبين وتفاهمهم من اجل المصلحة الوطنية بعيدا من الصفقات والسمسرات وكل القضايا التي تحمل في خباياها موبقات يندى لها الجبين في غالبية الاحيان.

كذلك اثبت بالبرهان و"الصوت والصورة" بما لا يقبل الشك، انه وفي اثناء الشغور الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان كان يتصرف بما يمليه عليه ضميره الوطني حصرا اولا ومناقبيته في المسؤولية كرئيس لمجلس الوزراء يتولى سلطات رئيس الجمهورية في فترة الشغور الرئاسي، على قاعدة احترام موقع رئاسة الجمهورية وعدم استغلال اي فرصة او مناسبة لاتخاذ خطوات غير محسوبة او غير محمودة العواقب، مع العلم ان حكومته عند انتهاء الولاية كانت "كاملة الاوصاف".

فهو لم يتأثر بضغوط من هنا او هناك ولم يتراجع عن ثوابت وطنية نشأ عليها واصبحت جزءا من ثقافته السياسية والوطنية، وحفظ الوضع وحافظ عليه ولو بالحد الادنى بحكمته وهدوئه صلابة ومسؤولية عالية، على رغم تزاحم الملفات والازمات انذاك في انتظار وصول البلاد الى اعادة اكتمال  تركيبة سلطاتها الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية.

فنموذج تمام سلام، وهو فريد بين اللبنانيين في هذه المواصفات، ومطلوب لفترة النهوض الى جانب رئيس للجمهورية يعرفه ويعرف تاريخه، بحيث يشكل معه الثنائي الوطني المطلوب لقيام الدولة العصرية والحديثة، دولة المواطنة والحق التي يتوق اليها اللبنانيون ليفتخروا حينئذٍ بانتمائهم الى وطن حر سيد مستقل بكل معنى الكلمة اسمه لبنان. 
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o