Mar 22, 2023 4:35 PM
خاص

هستيريا الدولار...هل ينقذ الاتفاق الاقليمي ما تمنّع عن معالجته اللبنانيون؟

خاص – المركزية

المركزية- أمام الاندفاعات النارية غير المرتدة للدولار الاميركي واصابة العملة الوطنية في مقتل، يقبع اللبنانيون في حال من الهستيريا عاجزين عن تحليل اسباب خروج العملة الخضراء عن طورها، في ضوء عدم حصول مستجدات خارجة عن المألوف تحتّم اندفاعة كتلك التي تتأرجح صعودا بنحو 20 الف ليرة خلال ساعات ثم هبوطا بالقدر نفسه وما تلبث ان ترتفع مجددا وسط عجز عن اللحاق بسعر الصرف، ومعه كل اسعار السلع المواد الاستهلاكية، ما يرسم علامات استفهام بالغة الخطورة حيال الحاضر والمستقبل القريب في شأن ما ينتظر لبنان وشعبه من تطورات استثنائية غير محمودة، إن لم يجد البلد الذي كان حتى الامس القريب منارة الشرق ومستشفاه ومصرفه وجامعته، من يفرمل انهياره ويضع حدا للمتلاعبين بمصيره، والمصممين على افقاره وتغيير وجهه.

ليس الانهيار مرتبطا فقط بالتلاعب بالدولار على اهميته، وقد بات معلوما ان خلف مساره التصاعدي ضغوطا سياسية تمارسها قوى واطراف لأهداف لم تعد خافية على احد، ترتبط في جزء واسع منها بملف الاستحقاق الرئاسي ورياح التغيير التي تلفح المنطقة، وسط تنامي المخاوف من خطر اهتزاز الامن بعدما وجد كثر من اللبنانيين انفسهم في الشارع يقطعون الطرق احتجاجا على تركهم لاقدارهم وكأن لا دولة ولا من يديرها. اذ تقول اوساط سياسية تتابع تتطور ملف الامن المعيشي وفقدان التوازن المالي لـ"المركزية" ان بات جليا ان من يدير ما تبقى من الجمهورية اللبنانية، يسهم في الدفع عنوة نحو الارتطام الكبير، بدليل ان اي اجراء فعلي لم يتخذ حتى اللحظة للجم التدهور لا بل يمعن القيمون على الشأن العام في المضي بكل خطوة تسهم في النزيف المالي، بدليل ان الاجهزة المعنية وبعدما اوقفت عددا كبيرا من الصرافين غير الشرعيين و"طنطنت" الدنيا بانجازاتها في اطار مطاردتهم وتوقيفهم والتحقيق معهم سرعان ما اطلقتهم وعادوا الى ممارسة اعمالهم في السوق السوداء وكأن شيئا لم يكن ، حتى انهم باتوا ينشطون في سوق "الدليفري" ويحضرون الى المنازل لتصريف العملة الخضراء مقابل عمولات.

اما الاصلاحات المطلوبة دوليا ومن جانب صندوق النقد لاعادة وضع اقتصاد البلاد وماليته على اول سكة التعافي من خلال ابرام الاتفاق النهائي مع الصندوق، خشبة الخلاص الوحيدة المتاحة، فليس من ينفذها ولا حتى يبدو في وارد التنفيذ لانتفاء الرغبة، على رغم موجة التحذيرات المنهمرة من كل صوب دولي وحدب محلي. أمر يبدو دفع ادارة الصندوق الى حراك على مستوى اعلى، وتحديدا من سيمول خطة انقاذ لبنان وتعافيه ، فزار وفد منه اليوم السفير السعودي وليد البخاري في دارته في اليرزة ، وجرى خلال اللقاء التباحث في مجمل المستجدات الحاصلة على الساحة اللبنانية الإقليمية وشروط التعافي التي يحتاجها لبنان ليخرج من الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها بالإضافة إلى القضايا  والموضوعات ذات الإهتمام المشترك.

منذ تمنّع حكومة الرئيس حسّان دياب عن تسديد ديون الدولة "اليوروبوند"، انطلق مسار اسقاط الدولة عبر تفقيرها وتجويع شعبها ويبدو ان مؤامرة القضاء عليها مستمرة ، والعلاج بالمسكنات الموضعية غير مجد، فهل يفعل الاتفاق الايراني- السعودي ما عجز عن فعله اللبنانيون انفسهم، ويأتي الانقاذ عن طريق الاقليم مرة اخرى، تختم الأوساط؟  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o