Mar 10, 2023 4:29 PM
تحليل سياسي

ايران والسعودية تستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية برعاية صينية...بداية الحل؟
احترام سيادة الدول وتعاون امني وتعزيز السلم الاقليمي...واشنطن ترحب
ميقاتي الى بكركي فالفاتيكان...المصارف على اضرابها والدولار يحلِق

المركزية- خطوة تاريخية سجلها يوم 10 اذار 2023 . المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية، القوتان الإقليميتان الابرز في الخليج، وعلى طرفي نقيض في الملفات الاقليمية كافة استانفتا علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 2016 بوساطة صينية . المفاوضات التي تُوجت ببيان مشترك نقلته وسائل اعلام رسمية في البلدين، مهدت لها تسوية ابرمت في اليمن وضعت حدا لنزاع قادت خلاله الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، متهمة طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء...فهل ينسحب الاتفاق "المشرقي" على سائر دول المنطقة التي تسيطر عليها ايران لا سيما سوريا والعراق ولبنان، بعدما لبت طهران، على الارجح، شروط المملكة لاستئناف العلاقات؟ وهل تنفرج ازمة لبنان الرئاسية لتكر سبحة الانفراجات ما دام اتفاق الكبار أبرم، ويبقى على لاعبي الداخل الاحتكام الى اوامرهم؟ وبعد ماذا عن موقف الغرب من الخطوة ، وقد رحب البيت الابيض بأي جهود تساعد في انهاء الحرب في اليمن وخفض التوتر في المنطقة؟ فهل يتمدد التوافق الى الملف النووي ويعود اطراف فيينا قريبا الى طاولة المفاوضات ام يبقى الاجراء موضعيا مقتصرا على الدولتين الجارتين؟
بين المملكة وايران: فيما الجمود الرئاسي على حاله، اتجهت الانظار نجو التقارب السعودي – الايراني الجديد علّه ينعكس ايجابا على الملف اللبناني المراوح سلبا منذ اشهر... فقد أعلن في بيان مشترك اليوم عن اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات الثنائية، بمبادرة من الصين. وجاء في البيان: تعلن الدول الثلاث أنه تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في الموافق 17 / 4 / 2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27 / 5 / 1998م.. وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي. 

منع اي اساءة: وسط هذه الاجواء، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي" أن علاقات لبنان مع الكثير من الدول، لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، تعرضت على مدى السنوات الماضية للاهتزاز بسبب اساءات بالغة الخطورة دفع ثمنها غاليا ولن نسمح بتكرارها". وجدد تأكيد "الالتزام بحماية امننا وامن الدول الشقيقة والصديقة ومنع اي اساءة توجّه الى الاخوة الذين لم يتركوا لبنان يوما ، او تصدير الممنوعات اليهم والاساءة الى مجتمعاتهم، وفي مقدمة هذه الدول المملكة العرببة السعودية". وكان رئيس الحكومة يتحدث من السراي، خلال ترؤسه طاولة مستديرة بشأن تفعيل أمن سلسلة التوريد في لبنان من خلال برنامج الرقابة على الحاويات، وفي إطار خطة الحكومة لمكافحة تهريب المخدرات والممنوعات عبر المرافئ.

الى الفاتيكان: الى ذلك، يغادر الرئيس ميقاتي في 15 الجاري الى الفاتيكان للقاء قداسة البابا فرنسيس في 16 منه، وفق معلومات "المركزية" على ان يزور مطلع الاسبوع بكركي للتشاور مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الملفات التي سيطرحها في الكرسي الرسولي.

اضراب المصارف: في الغضون، عاود الدولار ارتفاعه في اتجاه التسعين الفا، مع قرار جمعية المصارف استئناف اضرابها الثلثاء.  وفي وقت ارتفعت اسعار المحروقات، أكدت جمعية مصارف لبنان على بيانها الصادر يوم أمس بدون أي تعديل. وأعلنت في بيان مُقتضب أصدرته اليوم، أن "جمعية مصارف لبنان تجد نفسها مكرهة بالعودة إلى الاضراب ابتداءً من صباح يوم الثلاثاء 14 آذار".

الحزب للحوار: اما رئاسيا، فالستاتيكو على حاله. في المواقف قال رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "نحن في لبنان ما زلنا نكرر الدعوة للخروج من الفراغ المقيت والمميت، ولا يكون ذلك إلا بالتلاقي والاجتماع والتباحث بجدية بطرح الاسماء على طاولة النقاش للخروج باختيار الشخصية التي يتفق عليها، أو الذهاب إلى المجلس النيابي للإختيار والتصويت بعد التنافس على الاسماء، ولا يحلم أحد بالرهان على رئيس يفرضه الخارج بالقوة، لن يكون ذلك أبدا، وعلى الجميع تحمل المسؤولية من دون التهرب والتهديد بالتعطيل ورمي الكرة في ملعب الآخرين". 

غير مناسب: في المقابل، غرد عضو كتلة "الكتائب" النائب سليم الصايغ عبر حسابه على "تويتر": "ان تجميل الخيار السياسي للوزير سليمان فرنجيه بتغطيته بوعود والتزامات كلامية قد تؤثر على بعضهم. يبقى السؤال: كيف يقبل هذا البعض بموقفه من تفجير المرفأ وحمايته للمطلوبين؟ الثابت ان مصلحة الحزب عنده هي فوق كل اعتبار. غير مناسب!" 

ضد الاصطفافات: بدوره، اعلن النائب ابراهيم منيمنة ان كل المنظومة السياسية اليوم لها مصلحة بافشال تجربة التغييريين، وعبّرنا عدة مرات أننا لسنا مع ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية ولا نؤيد أي مرشّح من داخل الاصطفافات القائمة ولدينا مواصفات نبحث عنها". اما عن قائد الجيش جوزيف عون الذي يُطرح اسمه، قفال في حديث تلفزيوني "من مشاكل النظام ان لا آلية للترشح ونحن ضد تعديل الدستور لشخص في العادة بالرغم من انه ليس لدينا مشكلة مع شخص العماد عون". وكنواب التغيير، اشار الى انهم ملتزمون بالمعايير التي وضعناها ولدينا نفس التوجّه ولكن كلّ منا يعبّر بطريقته.

للمشاركة: من جانبه، رفض النائب ملحم خلف " منطق تعطيل جلسات الانتخاب لقطع الطريق على وصول سليمان فرنجية الى بعبدا، واكد انه والنائبة نجاة عون صليبا ملتزمان بالموجب الدستوري الذي يفرض بأن يكونا داخل المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية"، وقال: "الدستور ليس menu a la carte، ونحن موجودان في المجلس منذ خمسين يوما لنؤكد ضرورة حضور كل النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، وبدل الفعل السلبي ندعو المعارضة الى فعل ايجابي، فلنرشح اي شخصية نريد، ولنبني عليه لنخرج برئيس نتوافق على انتخابه". وعن تلويح المعارضة باستقالات جماعية من المجلس النيابي، قال خلف  "كل التعطيل والتدمير هو خارج اولويات هموم الناس، واذا كانوا يريدون ايضا تعطيل المجلس النيابي لعدم انتخاب رئيس جمهورية، فهذا يفسر تماما،  لماذا يهدمون كل المؤسسات، وبذلك تكون مانشيت الانتحارات تظهّر حقيقة صورة لبنان، حيث هناك من " يتبردخون" بترف الوقت فيما اولوية الاولويات انتخاب رئيس للجمهورية لانتظام العمل الدستوري والمؤسساتي".

عين الحلوة: امنيا، عقد قبل ظهر اليوم لقاء بين المسؤولين عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية في مكتب النائب اسامة سعد في صيدا لبحث مشروع مصالحة ينهي الخلاف بين فتح والتنظيمات الاسلامية بعد مقتل عنصر من فتح على يد الملقب بالخميني. وكان سمع بعيد منتصف الليل دوي انفجار في مخيم عين الحلوة، تبين انه ناجم عن القاء قنبلة عند مفرق بستان القدس الفوقاني حي البراك ولم يفد عن تسجيل إصابات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o