إنه وقت التسويات

اليوم، بالتحديد اليوم، أقول إن الوقت قد حان للإشارة إلى مفهوم التسوية ليس كضعف، ولكن كقيمة. تسوية من موقف قوة، مدفوعة بنهج براغماتي.

وصف العالم والفيلسوف والمفكر اليهودي البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش ذات مرة، الثورة النسوية بأنها "أهم ثورة في تاريخ البشرية".

وجادل بأن الثورة النسوية تحرر الرجال والنساء وكل من يقع بينهما من الصور النمطية للجنسين، وتسمح لنا جميعًا بأن نكون من نحن بحرية.
اليوم، اليوم العالمي للمرأة، ما المغزى المعاصر لهذا اليوم؟ وكيف يمكننا الاحتفال به بطريقة لا تقتصر على مجرد استذكار موعد انطلاق الثورة النسوية التي بدأت منذ أكثر من مائتي عام؟

بصرف النظر عن قائمة الحقوق التي حصلت عليها المرأة على مر السنين، أو إحصائيات عدد النساء في البرلمانات حول العالم، أو حتى عدد الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى، ماذا يعني يوم المرأة العالمي لحياتنا اليوم؟

الكلمة التي سأستخدمها هي "التسوية".

إنها كلمة لها أحيانًا دلالات إشكالية، نظرًا لأنها تُفهم غالبًا على أنها "استسلام"، "إذلال"، "تراجع"، وعندما لا يكون هناك خيار آخر، "ضعف".

واليوم، بالتحديد اليوم، أقول إن الوقت قد حان للإشارة إلى مفهوم التسوية ليس كضعف، ولكن كقيمة.

الوصول إلى تسوية كهدف مستحق، كتعبير عن التفكير الإبداعي والذكي، التسوية كخيار أول، من مكان القوة.

النساء، اعتبارا من اليوم الذي وقفن بقواهن الذاتية، يدركن قيمة التسوية: في تربية الأطفال وتعليمهم، في الحياة الزوجية، في العمل.

إنهن لا يساومن لأن لا خيار آخر لديهن، أو لأنهن تخلين عن مبادئهن. على العكس من ذلك: هن يتنازلن من أجل تحقيق أهدافهن، للوصول إلى المكان الذي يطمحن إليه.

نعيش اليوم في عالم مستقطب، أسود أو أبيض، حيث يسود التطرف. لسوء الحظ، هذا هو الحال في جميع أنحاء العالم، وهنا في إسرائيل أيضًا.

تسمع دعوات المتطرفين من جميع الاتجاهات: من المواطنين ولكن أيضًا من المسؤولين المنتخبين، مما يؤدي إلى عنف لفظي قبيح على الشبكات الاجتماعية ودعوات لنبذ قطاعات بأكملها من السكان. لقد وصل الأمر إلى مرحلة تُظهر أنك كلما أوغلت أكثر في التطرف، كلما اعتقدت نفسك أنك أقوى.

أحقًا ذلك؟ ألم يحن الوقت للكلام؟ إلى تسوية؟ تسوية من موقف قوة، مدفوعة بنهج براغماتي.

ربما يساعد وجود نسائي مهيمن على جانبي النقاش في تحقيق ذلك.

يوم مرأة عالمي سعيد.

المصدر: تامي هارئيل - i24NEWs