Mar 06, 2023 3:36 PM
خاص

مأزومية "الممانعة تدفع لتبني فرنجية...احراجه لاخراجه؟ ‏

نجوى ابي حيدر

المركزية- من مربع الجمود والمراوحة الى مساحة المواجهة المباشرة، خرج الاستحقاق الرئاسي، بعد المواقف المنقولة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري واعلانه للملأ عن مرشح الثنائي، زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه، بعدما بقي حتى الامس القريب "ضميرا مستترا" على رغم معرفته من الجميع.التكهنات في شأن خطوة بري وابعادها اكثر من ان تحصى، تبدأ من عدم جواز استمرار الصمت بعد اكثر من اربعة اشهر على الشغور الرئاسي ولا تنتهي بوجوب المجاهرة به، وقد حشرت المعارضة "الثنائي" في زاوية التستر خلف الورقة البيضاء في تحد للممارسة الديموقراطية، وتاليا فتح اللعبة على مرحلة جديدة عنوانها "مرشحنا ضد مرشحكم" ، علّ بري يستدرج الفريق الآخر الى المجلس لتأمين النصاب، بعدما أمّن على ما ينقل، اكثرية الـ65 صوتا لفرنجية ولا ينقصه سوى النصاب الثمانيني.

واذا كان غني عن القول ان بري الداعم الاول لفرنجية منذ ما قبل استحقاق 2016 حينما تمنّع وكتلته عن انتخاب الرئيس ميشال عون ، يريد وصول رئيس من محوره تحديدا، سوري الهوى، ويسوّق له في الداخل والخارج سياسيا واعلاميا مراهنا على المملكة العربية السعودية التي تعلن عدم ممانعتها اي اسم لان ما يهمها هو مشروع الرئيس وليس هويته، فإن التزام حزب الله المبدئي بفرنجية على حساب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يشكل فرصة ثمينة لرئيس المجلس توجب الافادة منها، ما دام البديل من فرنجية بالنسبة للحزب هو باسيل لا غير، وما من ظرف افضل من السائد راهنا في ظل الخلاف المستشرس بين الحزب وباسيل وبلوغ تحالفهما نقطة اللاعودة.

غير ان مصادر سياسية معارضة تعتبر ان الفريق الممانع يمر راهنا بمأزومية مثلثة الاضلع هي الاشدّ في عمقة الاستراتيجي الخارجي في ضوء اشتداد الخناق على ايران اميركيا في الملف النووي واوروبيا في الحرب الاوكرانية وداخليا في موجات الاحتجاجات التي تغزو البلاد كل فترة. حتى محاولات التطبيع مع النظام السوري من باب المساعدات الانسانية بفعل الزلزال بقيت مبتورة ولم تؤد الغرض المنشود سياسيا، في حين يبقى الموقف السعودي صارما ازاء عدم القبول بأي رئيس يخضع لمحور الممانعة، استنادا الى تجربة الرئيس عون.

اما في الداخل، فليس الوضع افضل حالا، اذ ان المعارضة وعلى رغم عدم اتفاقها على مرشح، تجمع على رفض مرشح الممانعة لإدراكها انه سيقود البلاد كما سلفه نحو العزلة والفشل واعماق الهاوية، كما انها نجحت في مقاربة موحدة لرفض التشريع في ظل الشغور، والاهم منع تأمين نصاب اي جلسة من شأنها ايصال مرشحهم الذي وخلافا لما يروجون، بالكاد يحظى بخمسين صوتا.

ازاء الانسداد هذا، تقول المصادر لـ"المركزية" ان الثنائي ذهب في اتجاهين، تصعيدي هدفه وضع الجميع امام خيار ، مرشحنا او الفوضى، علما ان ظروف ايصال مرشحهم استنادا الى هذه المعادلة قبل انتخاب الرئيس عون لم تعد سارية اليوم، لان الفوضى هذه المرة لن تؤدي الى انتخاب مرشحهم انما الى البحث في الدور الجوهري الذي اداه محورهم في ايصال البلاد الى الانهيار، وتاليا كف يدهم عن السلطة. اما الاتجاه الثاني فيكمن على الارجح في احراج فرنجية لاخراجه، بمعنى ان شأنه شأن سائر المرشحين الذين لا حظوظ لوصولهم الى بعبدا، وسيتحمل تاليا مسؤولية في استمرار الشغور ويصبح عقبة في درب انهائه، ان لم يسحب ترشيحه، علما ان اكثر من مصدر في 8 اذار اكد ان المحور لن يتخلى عن فرنجية ان لم يسحب هو ترشيحه.

في الحالتين، تختم المصادر يسعى الثنائي امل- حزب الله لتحصيل القدر الاكبر من المكاسب مقابل تنازله عن مرشحه لمصلحة من لا يزال اسمه طي الكتمان، او انه معلوم مجهول، الى حين تدّق الساعة لتبدأ حقبة البحث الجدي في الانتخابات الرئاسية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o