Mar 04, 2023 3:56 PM
تحليل سياسي

بري يحصر المعركة الرئاسية بفرنجية و"الثنائي" يهاجم رافضي الحوار!
جعجع "بعد تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية": الاستقامة شيء والغشم شيء آخر
العين على بكركي ونصرالله.. الاشتراكي للحوار.. التعليم الرسمي يعود الاثنين؟

المركزية- انتقلت اللعبة الرئاسية الى مكان جديد في اعقاب المواقف الصحافية الاخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري. "الاستيذ" رمى حجرا ثقيلا في مستنقع الاستحقاق، بإعلانه من جهة ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو مرشح الثنائي الشيعي، ومن جهة ثانية ان تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون مستحيل، في كلامٍ من شأنه قطع الطريق على وصول الاخير الى بعبدا. غير ان تحريك المياه الراكدة الذي توخّاه بري، لم يسهّل إبحارَ السفينة الى بر الامان، بل عقّد مسارها وخلق موجات ردود عالية السقف. فالفريق المعارِض للثنائي الشيعي، والذي واظب على حضور جلسات الانتخاب الى ان قرر بري اقفال ابواب مجلس النواب، رد على "جديد" بري، باعتبار الاخير قرر خوض معركة فرنجية وحصَرَ المرشّحين لخوض المعركة، به فقط، والا فلماذا دعاهم اليوم الى اعلان مرشّحهم فيما هم يقترعون للنائب ميشال معوض منذ 11 جلسة؟ وقد اكد اهل هذا المريق، انهم وفي حال أمّن رئيس المجلس لفرنجية 65 صوتا - وهو امر ليس في الجيب بعد - وقرر بناءً عليه توجيهَ الدعوة الى جلسة انتخاب، فإنهم سيعطّلون النصاب.
موقف الخماسي على حاله: الافق الرئاسي ازداد انسدادا وتلبّدا اذا. وبينما يراهن "الثنائي الشيعي" على تبدّلات في المشهد الاقليمي سوريا ويمنيّا، يمكن ان ترفع عددَ الاصوات التي تذهب لصالح فرنجية بعد ان تُبديَ الرياض مرونة تجاهه، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" ان هذا الرهان في غير مكانه. فالموقف الدولي – العربي من الاستحقاق، ليس موحّدا حتى الساعة إلا على ضرورة انتخاب رئيس سيادي واصلاحي، وقد لمسه رئيسُ اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب وائل ابو فاعور في المملكة، وهذا ما لمسه ايضا المسؤولون الذين التقوا السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الاميركية دوروثي شيا والسفير المصري ياسر علوي في الايام الماضية. فعواصم "خماسيّ باريس"، وإن كان بعضها لا يمانع مقايضة بين رئيس جمهورية لـ"حزب الله" ورئيس حكومة من المعارضة، تتفق على المطالبة برئيس جامع وقادر على الاصلاح والانقاذ.. فهل هناك اجماع اليوم على فرنجية؟! وهل تدل اجواء دول "الخماسي" على انها ستبدّل قريبا موقفها، فترضى برئيس المردة مثلا؟
العصا مجددا: وفيما تحث هذه العواصم القوى السياسية اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها، عادت الى هز العصا في وجه مَن يعيقون حل الازمة الرئاسية. فقد اعلنت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية ان – كلير لوجاندر في الساعات الماضية ان "الحل في لبنان معلوم وبسيط، ومؤلف من ثلاث مراحل اولا انتخاب رئيس يجمع جميع الاطراف ثانيا تشكيل حكومة فاعلة تباشر العمل وثالثا تنفيذ الاصلاحات التي تتيح لصندوق النقد الدولي بالتدخل لدعم الوضع الاقتصادي اللبناني". ولفتت الى ان "الحاجة ملحة اليوم لمنع المسؤولين اللبنانيين من تعطيل هذا الحل الذي هو واضح بالنسبة الى الجميع". واضافت "فرنسا تعمل بجدية مع شركائها، بما في ذلك كعضو في مجموعة الدعم الدولية للبنان، في باريس وبيروت لجعل القادة اللبنانيين يتحملون اخيرا مسؤولياتهم والخروج من المأزق". وحذرت الذين يعيقون ويعطلون الحل فقالت "من الواضح ان جميع اولئك الذين يعيقون او يجعلون انفسهم متواطئين في انهيار الاقتصاد اللبناني يتعرضون لعواقب"، من  دون الدخول في تفصيل هذه العواقب .
"الغشم شيء آخر"!: في المواقف المحلية من الاستحقاق، يتأكّد ان التعقيدات على حالها. فقد أعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن عدم تفاجئه بتبني نبيه بري ترشيح رئيس "تيار المردة"، مؤكدًا أنه "كان على علم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية من ستة أشهر، بأن المرشح الجدي والفعلي لحزب الله وبري وحلفائهما هو سليمان فرنجية". وقال في حديث لـ "الاندبندنت" عربية "انطلاقا من ذلك كانت ردة فعلنا برفض الدعوات الى الحوار المصطنعة، على خلفية أنها ستكون مضيعة للوقت طالما الفريق الآخر متمسك بمرشحه، وأكبر دليل هو ما صدر عن الرئيس بري". وشدد على أن "المعطل الفعلي للاستحقاق الرئاسي هو رفض حزب الله لرئيس فعلي جدي للبنان". وعن موقفه المتقدم في سياق تعطيل جلسات الانتخاب، لفت جعجع الى أن لا علاقة لهذا الموقف بأي تطورات او معطيات جديدة في شأن احتمال وصول رئيس تيار المردة، مذكرا بأنه "حتى الامس القريب كنا لا نزال نطالب بالتقيد في الأصول الدستورية وبعقد جلسات انتخاب مفتوحة، وكنا مستعدين لتقبل نتائجها حتى لو فاز مرشحهم، لكن بعد مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي، وبعدما قرروا تغيير شروط اللعبة الديموقراطية وتعطيل الدستور بانتظار توقيتهم المناسب، فهذا ما نرفضه تماما باعتبار أن "الآدمية شيء والاستقامة شيء أما الغشم فشيء آخر"، ولا ينتظر أحد أن نكون أغبياء فنقبل بأن يعطلوا حينما يشاؤون، ويأتون في غفلة من الزمن، بعد تأمين ظروف نجاح مرشحهم ليطلبوا منا تسهيل وصوله". واذ كشف عن تلقيه عروضا للمضي برئيس "تيار المردة"، لم ينف جعجع مراجعته من قبل أكثر من فريق داخلي وخارجي في محاولة "لإقناعي بالقبول بفرنجية لرئاسة الجمهورية، مقابل رئيس حكومة يكون قريبا من المعارضة، الأمر الذي رفضته".
اجتماع مسيحي؟: الى ذلك، وفي وقت ترصد الاوساط مضامينَ عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غدا، تردد ان بكركي ستوجه الدعوات إلى جميع النواب المسيحيين الى اجتماع، بعد تحضير جدول الأعمال والنقاط التي يمكن أن يتضمنها البيان الصادر عنه. وأضافت المعلومات أن كتلة الجمهورية القوية "ستبت موقفها مطلع الأسبوع بعد اجتماعها وانها تنتظر ان يحدد جدول اعمال الاجتماع ليُبنى على الشيء مقتضاه". وافيد ايضا ان "التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق، أكدا المشاركة في الاجتماع العتيد".
الشرعي الاعلى للتفاهم: ليس بعيدا، اعرب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى "عن قلقه الشديد جراء تعثّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون انتخابه مدخلاً لحلّ وطني شامل، وأساساً لعودة الاستقرار والاطمئنان والثقة في الداخل ومع الخارج وخاصة مع الأشقاء العرب"، مؤكدا "انه لا بديل عن لبنان إلا لبنان. ولا بديل عن الوحدة الوطنية إلا بالوحدة الوطنية. ولا رسالة للبنان إلا رسالة الأخوة الإنسانية والمساواة في المواطنة على قاعدة العيش المشترك". من أجل ذلك، دعا المجلس الشرعي الإسلامي "المجلسَ النيابي والقيادات السياسية والحزبية على اختلافاتها وتعدداتها الى تفاهم وطني يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية يحمي الدستور، ويلتزم بصدق اتفاق الطائف ويحتمي به، ويعمل على تقوية أواصر الوحدة الوطنية ويستقوي بها".
الاشتراكي للحوار: وفي سياق الدعوات الى الحوار ايضا، والتي تسأل مصادر سياسية معارضة عن جدواه بعد ان قرر الثنائي السير بفرنجية قاطعا الطريق على كل خصومه، جدد  "الاشتراكي" الحث على التحوار. فقد اعتبر النائب وائل أبو فاعور أن "كل الصيغ والأسماء والاقتراحات، لا يبدو حتى اللحظة انها تسلك مسارها الصحيح للوصول  الى انتخاب رئيس للجمهورية، واذا كان البعض لا يزال يراهن بأن الخارج سينوب عن الداخل  فهو واهم، واذا لم تأت المبادرة من الداخل من القوى السياسية اللبنانية عبر الحوار المفتوح الذي يبتعد عن كل أشكال المزايدات، فلن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية".
كلمة نصرالله: في المقابل، تتجه الانظار الى الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين في يوم الجريح، علما ان مسؤولي الحزب، ورغم حسم هوية مرشح الضاحية (بعد مواقف بري)، واصلوا دعواتهم الى الحوار والتوافق، حيث اعتبر النائب حسين الحاج حسن ان من يرفض هذه الدعوة "يرهن البلد للإملاءات الخارجية". اما عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق فاعتبر أن "وصول مشروع فريق التحدي والمواجهة الى الفشل والطريق المسدود أصابهم بالإحباط، وهذا الإحباط هو سبب صراخهم وتوترهم وقلة أدبهم في الأيام الأخيرة ووصلت إلى حد الإساءة لديننا وشرائعنا وكراماتنا"، مضيفا "سنبقي أيدينا ممدودة للتلاقي والحوار، وعلى الفريق الآخر أن ييأس من إمكانية حصول ضغوط خارجية تلزمنا وحلفاءنا بالخضوع لمشروع الفتنة". كما ان عضو تكتل التنمية والتحرير النائب علي خريس رأى ان "من يرفض الحوار يتحمل مسؤولية التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية".
فواتير الكهرباء: وسط هذه الاجواء الملبدة، الدولار على تقلباته صعودا وهبوطا، علما ان جمعية المصارف قررت امس تمديد فترة فتح ابوابها حتى 10 آذار. وبينما ادى رفع سعر صيرفة الى 70 الفا الى رفع فواتير الخلوي والكهرباء (...)، اوضحت مؤسسة كهرباء لبنان "تعليقًا على ما يتم تداوله في هذه الآونة عبر بعض مواقع وتطبيقات التواصل الإجتماعي الإلكترونية من دعوات لمقاطعة دفع فواتير الكهرباء التي ستعتمد التسعيرة الجديدة"، أن "الفواتير الحالية التي أصدرتها أو التي يتم إصدارها حاليًا وتتم جبايتها راهنًا هي تشمل إستهلاك الكهرباء في شهرين معًا هما شهرا 11 و12 سنة 2022 على أساس سعر الصرف على منصة صيرفة + 20%  بتاريخ طباعة الإصدار والبالغ /43600/ ل.ل. للدولار الأميركي الواحد (43600 ل.ل. + 20% = 52320 ل.ل.) وليس بالتالي بحسب سعر منصة صيرفة اليوم أو بأي تاريخ آخر، بالرغم من إرتفاعه خلال فترات وجيزة منذ ذلك الحين خلال الأسبوعين الماضيين بشكل مباغت وكبير". وأشارت إلى أن "إعتماد سعر الصرف على منصة صيرفة مضاف إليه نسبة 20 بالمئة جاء إلتزامًا بكتاب مصرف لبنان تاريخ 8/12/2022 الوارد بهذا الخصوص، علمًا أن مؤسسة كهرباء لبنان لا يسعها سوى الإلتزام بقرارات الجهات المختصة التي هي صاحبة الصلاحية بهذا الشأن".
فك الاضراب: في الموازاة، سُجّلت حلحلة تربويا، اذ افيد ان "رابطة أساتذة الملاك في التعليم الأساسي الرسمي تتجه لإعلان العودة إلى التعليم ابتداء من الاثنين ٦ آذار لكنها تتريث في إعلان الخبر إلى حين صدور قرار الروابط كافة بين اليوم والغد".
                                    ***
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o