Feb 17, 2023 4:51 PM
تحليل سياسي

خلف تصعيد نصرالله مصالح لم تتحقق...منظومة الفساد نهبت لبنان لا واشنطن
‏"الامن المركزي" يوصي بالتشدد امنياً وميقاتي: "فقسة زر" خلف ما حصل‏
فرنجية: الرئيس بـ65 صوتا شرعي...والتيار: لن نشارك في التشريع

المركزية- بين الامن والسياسة وفوضى المال وجنون الاسعار، تنقل الحدث اللبناني، متقاطعا عند نقطة سوداوية تدمغ كل الملفات وموجة قلق عارمة من الاسوأ المقبل على لبنان ،إن لم يفتح المسؤولون اذانهم للنصائح والتحذيرات المنهمرة من كل حدب داخلي وصوب خارجي لتجنيب لبنان كارثة لا مجال للنجاة منها.

ولا يبدو في ضوء رصد مواقف الساعات الاخيرة ان من صموا اذانهم منذ لحظة بدء انهيار لبنان في وارد العودة عن قرارهم. فما نطق به امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس مصعّدا ومهددا يصب في هذا الاتجاه، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" معتبرة ان حديثه عن يد اميركية في انهيار لبنان لا يمت للواقع بصلة ما دام من سرق خزينة الدولة ونهب خيراتها ليس اميركيا ولا اوروبيا انما منظومة سياسية لبنانية حزبه والحلفاء في صلبها، الى جانب تهريب خيرات لبنان الى دول الممانعة ونسف علاقاته مع اشقائه العرب بأمر عمليات "الولي الفقيه" والتسبب بحروب عبثية كلفته مليارات الدولارات. وما حديث رئيس الحكومة عن المسؤولين عما جرى امام المصارف امس ومن يتسببون بالفوضى في الشارع بقوله "كأن هناك "فقسة زر" في مكان ما، متسائلا عما اذا "كان هؤلاء من المودعين أم أن هناك ايعازا ما من مكان ما للقيام بما حصل" سوى المؤشر الى ان جهة ما مستفيدة تسعى الى اغراق لبنان بالفوضى لهدف لم يعد خفيا على احد.

اما التلويح بهز امن المنطقة واستهداف اسرائيل، فترى المصادر ان ربما خلفه مصالح ومكاسب  للحزب لم تتحقق من خلال اتفاق الترسيم، فعمد الى رفع سقف خطابه للضغط على الجهات المعنية لتحصيلها، عشية اطلاق شركة توتال مناقصات لبدء العمل الفعلي في البلوك رقم 9.

مجلس الامن المركزي: وغداة الفوضى التي شهدها الشارع امس وتمثلت في قطع طرق وحرق مصارف، تحرّك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لمحاولة استدراك الوضع قبل انفلاته، فدعا مجلسَ الامن المركزي الى اجتماع طارئ صباح اليوم.

"فقسة زر": وبعد ان عزى "الجيش بالشهداء الثلاثة الذين سقطوا أمس في عملية في البقاع وهذا هو قدر الجيش بأن يكون دائماً في الصدارة دفاعاً عن الوطن وسيادته وحماية أهله وأن يدفع الثمن غالياً من أرواح عسكرييه" قال ميقاتي في مستهل الاجتماع: لفت نظري قول البعض إن اجتماعنا اليوم جاء متأخرا، فيما الحقيقة أن مدماكين أساسيين لا يزالان يشكلان سدا منيعا للدولة وهما رئاسة الحكومة والمؤسسات التي تمثلونها اليوم .نحن نبذل كل جهدنا للحفاظ على سلطة الدولة وهيبة القوانين، خصوصا في ظل الاهتراء الحاصل في كل ادارات الدولة ومؤسساتها.من أبرز ما تحقق هو الامن المضبوط. اضاف: أوحت الاحداث الامنية التي حصلت في اليومين الفائتين وكأن هناك "فقسة زر" في مكان ما ، ومن خلال متابعتي ما حصل من أعمال حرق أمام المصارف سألت نفسي هل فعلا هؤلاء هم من المودعين أم أن هناك ايعازا ما من مكان ما للقيام بما حصل؟ هذا الاجتماع الامني اليوم سبقه بالامس اجتماع مالي بالامس صمن سلسلة اجتماعات ستعقد وستستكمل الاسبوع المقبل في سبيل اتخاذ الاجراءات المطلوبة من مصرف لبنان.

الحل سياسي: من جانبه، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أنّ "التفلت الأمني ليس بمصلحة احد ولا يخدم لبنان واللبنانيين"، مشددا على أنه “يجب فصل الأمن عن السياسة والوضع الأمني يعني كل اللبنانيين". وكشف  بعد الاجتماع أن "طُلب من الأجهزة الأمنية الاستمرار بالمحافظة على الأمن والنظام وعدم التساهل بتهديد السلم الأهلي". واكد أنّ حلّ أزمة المودعين لا يكون بأعمال الشّغب، لافتًا الى أنّنا "نريد الحفاظ على أمن المواطنين والقطاع المصرفي كنظام وقطاع وعملُنا حفظ الأمن وتطبيق القوانين". واضاف "أداء الأجهزة الامنية يدخل ضمن إطار خدمة الشعب اللبناني، ورأينا 90 تحرّكاً منذ بداية الشهر 59 منها سببها الأوضاع المعيشية"، مؤكدًا أننا "نتفهّم وجع المواطنين، إنّما نقول لهم إنّ أعمال الشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة ليس الحل". واوضح مولوي أنّ "الأمن يتعامل مع النتيجة والحلّ ليس لدى القوى الأمنية، إنّما يبدأ بالسياسة وينتقل للاقتصاد".

حورتعلا: امنيا ايضا، اعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه، أنه "استكمالاً لعمليات الدهم التي بدأت امس في بلدة حورتعلا ـــ البقاع، أوقفت وحدة من الجيش بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات 10 مواطنين وسوريَّيْن اثنين، وضبطت كمية من المخدرات وعدداً من السيارات المسروقة، وقاذفَي آربي جي وقنابل يدوية بالإضافة إلى أسلحة وذخائر حربية وأعتدة عسكرية ولوحات سيارات مسروقة وأجهزة إلكترونية وخلوية". واضافت في بيان: كانت عمليات الدهم انطلقت أمس وإستمرت إلى ما بعد منتصف الليل، وتخللها اشتباكات بين الجيش والمطلوبين ما أدّى إلى سقوط 3 شهداء ومقتل المواطنين (ع.أ.م.) و(ع.ح.م.) و(ح.م.) من بين مطلقي النار على العسكريين، وهم ينتمون إلى عصابة شديدة الخطورة تقوم بالإتجار بالمخدرات وترويجها. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، ويجري العمل على توقيف بقية أفراد العصابة.

الاسعار تحلّق: وسط هذه الاجواء، وفي انتظار تحديد المصارف خيارها للاسبوع المقبل حيث تردد ان ثمة احتمالا لفك اضرابها الاثنين، واصل الدولار تحليقه. ومعه، ارتفعت اسعار المحروقات والخبز ايضا.

غريو: سياسيا، الجمود الرئاسي على حاله. اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث تم عرض للاوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما بحث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع غريو، في اجتماع مطوّل، التطورات على الساحتين اللبنانية والاقليمية. وأطلعت غريو جعجع على أجواء اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس.

فرنجية والميثاقية: ليس بعيدا، سجلت مواقف لافتة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال فيها "لا يجوز أن تُستعمل الأزمة الاقتصادية كوسيلة للضغط السياسي من قبل البعض الذي يستغلّ وجع الناس للحصول على مكاسب سياسية"، داعيا "الجميع الى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية باقتراح حلول واتخاذ قرارات تنقذ البلد". ورأى ان "الدستور قد وُضع بطريقة حكيمة فالميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة"، مضيفًا أنّ الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي". وإعتبر فرنجيّة إنّ "حماية المسيحيين تبدأ بتعزيز انتمائهم الى الوطن وليس بإدخالهم في مشاريع تقسيمية عبر تخويفهم من شركائهم في الوطن". أضاف "إنّنا موجودون في السياسة ولدينا كامل الشرعية والكفاءة لخوض كافة الاستحقاقات". وأردف فرنجيّة "بعكس ما يسوّق البعض، إن وجودنا كإسم مطروح للرئاسة لا يعرقل الاستحقاق الرئاسي وأيّ تسوية تحصل لمصلحة لبنان نحن معها ولكن كل تسوية تحتاج الى طرفين يتحاوران من أجل ايجاد قواسم مشتركة".

الشاكون يعطّلون: من جانبه، رأى مفتي الجمهورية  الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الاسراء والمعراج ان "الجميع يشكو اليوم من غياب رئيس الجمهورية لكن نصف الشاكين على الأقل هم الذين منعوا ويمنعون انتخاب الرئيس، لا شيء إلا لأنهم يريدون مرشحيهم وليس غيرهم للرئاسة، وهم مستعدون لهلاك الوطن أو إهلاكه إن لم يلب مطلبهم الفظيع. عرفنا رؤساء من قبل انتهت مدتهم فرفضوا التجديد والتمديد، وأعانوا بكل قواهم وصلاحياتهم على اختيار رئيس جديد. وللأسف أن هذا الأمر لم يعد واردا لأن الناس غير الناس".

"لبنان القوي" يقاطع: على صعيد آخر، دعا تكتل "لبنان القوي" اثر اجتماعه "المزايدين في رفض الجلسة التشريعية الى التعبير لنفس الأهداف عن رفضهم لإنعقاد مجلس الوزراء وصدور قرارات عنه بشكل عادي وغير شرعي بغياب حضور وتواقيع عدد وازن من الوزراء في ظل غياب رئيس للجمهورية ووجود حكومة ناقصة الشرعية وفاقدة للصلاحيات". واعتبر التكتل أن "إنعقاد مجلس النواب في حال وجود سبب قاهر أو استثنائي وضروري وطارئ أو مصلحة وطنية عليا تستدعي التشريع أمر يصبح بديهياً وهذا لا ينطبق على طلب عقد الجلسة او على إختصار جدول أعمالها أو تكبيره". كما حمّل التكتل "حكومة تصريف الأعمال المتأزمة المسؤولية عن التقاعس في القيام بواجباتها وفي ترك الناس يواجهون الأوضاع كأنها قدر محتوم، فيما تتفرّج على غليان الشارع وكأنها غير معنية، ويعقد رئيسها إجتماعات فولكلورية تحت عنوان معالجة الأوضاع المالية والنقدية بحضور حاكم مصرف لبنان المتهم الأول بالتسبب بالفوضى المالية والنقدية وعدم التزامه بقانون النقد والتسليف وهو يتفرج بدوره على إضراب المصارف وكأنه غير معني او مؤثّر بها".

الحقل واعد: من جهة ثانية، وبعد تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اسرائيل بمنعها من تصدير النفط اذا لمس تسويفا ومماطلة ورغبة بمنع لبنان من التنقيب، وصلت اليوم إلى مرفأ بيروت سفينة المسح "جانوس 2" التي تقوم بتشغيلها شركة Keran Liban والتي استقدمتها "توتال إنيرجيز" وشريكتاها "إيني" و"قطر للطاقة" بعد قيامها بمسحٍ بيئيّ في المياه اللبنانيّة في الرّقعة رقم 9. وفي هذا الإطار، نُظّمت زيارة للسفينة بحضور وزير الطاقة والمياه ووزير البيئة ووزير الأشغال العامّة والنّقل والمدير العام لمرفأ بيروت وممثّلين عن هيئة إدارة قطاع البترول إلى جانب مسؤولين من مختلف الإدارات اللبنانيّة. وتختتم السفينة "جانوس 2" مهمّة استغرقت 8 أيام قامت خلالها بجمع صوَر لقاع البحر وأخذ عيّنات من المياه والرواسب، فضلاً عن القيام بمراقبة الكائنات البحريّة في المنطقة. وسيتمّ تحليل المعلومات والبيانات التي تمّ جمعها في إطار التقرير لإعداد دراسة تقييم الأثر البيئي وهو خطوة تسبق عمليّة الحفر، وذلك بالتوافق مع القوانين الدوليّة والمحليّة.  وأعلن فيّاض في المناسبة أن "المعلومات تُظهر أن الحقل واعدٌ جداً".

جثة المحمد: من جهة ثانية، وفي حين فاق عدد ضحايا زلزال تركيا وسوريا الـ 44 الفا، تمكن الفريق اللبناني في تركيا "سيدرز 11" من الوصول الى محمد المحمد الذي فارق الحياة في داخل غرفته بعد حفر انفاق عدة، تحت المبنى واختراقها رغم التحذيرات المتكررة لهم من قبل اجهزة الانقاذ العديدة الا ان اصرارهم وشجاعتهم دفعتهم للمتابعة والوصول اليه".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o