"من كل وادٍ صدى".. جديد سابا زريق

المركزية - صدر للد. سابا قيصر زريق عن دار البلاد للطباعة والاعلام في الشمال كتاب جديد غير مخصص للبيع، بعنوان : " من كل وادٍ صدى " من منشورات مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية. يقع الكتاب في ٥٥٠ صفحة قياس 27 × 17.5 ، بتجليد فني فاخر. يتوزع الكتاب، بعد الاهداء الى العائلة من الجدّين الى شريكة الحياة والبنات الثلاث والأحفاد فالى الشقيقة، وبعد الشكر والمقدمة، خمسة أبواب، أولها سلسلة مقالات للمؤلف في الصحف بدءاً من العام ١٩٩٩ وصولاً الى ٢٠٢١، أبرزها العلمنة وعقدة الانتماء، الديموقراطية ليست مجرد شعار، الأكثرية الصامتة والخط الثالث، ديموقراطية التزكية، الالغاء الانتخابي وسلاح المقاومة، درب المثالثة جلجلة لبنان؟ وفي هذا الباب أيضاً مجموعة مقالات لم تنشر قبل إصدارها في الكتاب الجديد، أبرز عناوينها الوطن السائب، تصنيف الانتماءات والقاسم المشترك، العولمة، نزع السلاح.

وينشر المؤلف في الباب الثاني مقدمات كتبها لكتب عديدة بدءاً من العام ٢٠١٢ حتى ٢٠١٧، منها الآثار الكاملة لشاعر الفيحاء سابا زريق، هبة لحن يضيء الهواء للنقيب الوزير السابق رشيد درباس، الأدب القصصي في لبنان الشمالي للد. نزيه كبارة، مدينة العلم والفنون- لماذا؟ (طرابلس) للدة. نيللي الحسيني، فاكهة الكلام للد. أحمد الحمصي، من ساحة التل الى الحي اللاتيني للمهندس لامع ميقاتي، مراجعات في الفكر والتاريخ والشريعة والمعتقد للشيخ د. ماجد الدرويش.

ويورد الباب الثالث أبرز المقابلات التي أجراها المؤلف مع مختلف وسائل الاعلام. ويتناول الباب الرابع محاضرات وكلمات ورسائل مختارة ألقاها المؤلف وكتبها في مناسبات مختلفة بين العامين 2013 و2021، أبرزها في مؤتمر أدباء الشمال في كتابات الأدباء، لقاء إطلاق كتاب قصر نوفل في طرابلس، المؤتمر الفلسفي الثامن، محاضرة مكانة العقل في الإسلام، حفل توقيع كتاب طرابلس...أحداث وشخصيات، الدين والدنيا في شعر شاعر الفيحاء سابا زريق (جدّ المؤلف). 
ندوة طرابلس عاصمة ثقافية، حفل توقيع كتاب لقاء الأحد الثقافي، ندوة حول كتاب "شمس مختبئة في صدري... المدن". 

أما الباب الخامس فيخصّصه المؤلف لجدّه شاعر الفيحاء سابا زريق، ( 1886 – 1974) للتعريف بخصائص أدبه بناءً على طلب فعاليات ثقافية طرابلسية المهتمة بابراز أعمال هذا الشاعر ومنزلته الأدبية، فأعدّ المؤلف الحفيد دراسة بهذا الشأن ليصار الى توزيعها مجاناً على طلاب الجامعة اللبنانية وسائر المواقع الثقافية والمدارس الثانوية في لبنان. وقد جمع في دراسته مختارات من أعمال جدّه، أبرز ما تتناوله: الثورة على الظلم وانتقاد المحتل، الفساد في القضاء، الانماء المتوازن، نبذ التعصب الطائفي، تعزيز مقام اللغة العربية، في المغتربين، والطبيعة، الرثاء، الخواطر والحكم، الغزل. وأورد، في سياق إبراز منزلة جدّه الأدبية، شهادات موثقة لأعلام كبار عرفوه منهم بولس سلامة، الشيخ نديم الجسر، شبلي الملاط، مارون عبود، فؤاد افرام البستاني، بالإضافة الى مجموعة مقالات نشرت حول نتاجه الأدبي في عدة صحف ومجلات، وشهادات من باحثين كالد. مصطفى الحلوة، د. جان توما، دة. زهيدة درويش جبور، شفيق حيدر، مدرك القصير ود. أحمد الحمصي.

وفيما يقارب المؤلف مجمل الشؤون الوطنية والثقافية والإجتماعية في التمهيد لكتابه، يختم منتقداً أهل السياسة اللبنانية "... استغلوا الأديان والطوائف والمذاهب مطايا للدوس على الوطن والمواطنين، فأردت ان تكون مقالاتي ألسنة الأحوال، أحوال من لا حول لهم..."

حقاً ان كتاب د. زريق الجديد هو قراءة نقدية علمية لمجموعة من الظواهر الإجتماعية القائمة في بيئته الصغرى  مدينة طرابلس الفيحاء، وفي سواها من المناطق اللبنانية، ومقاربة موضوعية متجردة لمجموعة من القضايا الوطنية ذات الصلة بدور لبنان التاريخي وبرسالته الحضارية في العالم. إن قراءة هذا الكتاب تتيح التعرف على المعالجات الهادئة الرصينة المحكومة بالعقل والحكمة الكفيلة بتعميق اللقاء الانساني البناء في زمن التهور والتفلت واستباحة مقومات هذا اللقاء الذي يمثله لبنان.