Feb 13, 2023 4:42 PM
تحليل سياسي

الزلزال يحصد 37 الف حياة وانتشال ناجين من بين الانقاض مستمر
غياب الميثاقية يطيح جلسة الخميس التشريعية...التيار لن يشارك
الحريري عاد وسفراء الخماسية يجولون: رئيس وحكومة وصندوق النقد

المركزية- ما دام عدّاد الضحايا يرتفع ونهر الموت يجرف الالوف المؤلفة من القتلى، سيبقى زلزال تركيا وسوريا هو الحدث، وكل ما دونه تفاصيل. الرقم قفز اليوم الى الـ37 الفا من دون ان يرسو عليه، فيما عمليات البحث عن ناجين محتملين لم تتوقف، ولو بعد اسبوع على الكارثة البشرية، في ظل استمرار العثور على بعضهم احياء، وقد تم انتشال اكثر من شخص في الساعات الاخيرة في جنوب شرقي تركيا. اما في سوريا، فالوضع أكثر تعقيدا، حيث ما زال باب الهوى في شمال غربي البلاد، نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا لادخال المساعدات والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

اما داخليا، فتوزعت وجهة الرصد السياسي بين تشريع الضرورة وزيارة دبلوماسيي "لقاء باريس الخماسي" لعين التينة والسراي وعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت لايام قليلة لاحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غدا حيث سيزور الضريح ويعقد اجتماعات مع اعضاء المكتب السياسي في تيار المستقبل ويجتمع مع الرئيس نبيه بري.

لا جلسة الخميس: على الخط الاول، التأمت هيئة مكتب مجلس النواب بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري لتحديد جدول اعمال الجلسة التشريعية العتيدة. الا ان مصير الجلسة، بات اليوم غير واضح، خاصة بعد ان ابلغ عضو لبنان القوى النائب الان عون، الهيئة، ان التكتل لن يحضرها لان المجلس الآن، في ظل الشغور، هيئة ناخبة فقط ولا يشرّع الا عند الضرورة القصوى. فهل سيصرّ بري على عقدها خاصة وانه يريدها لاقرار الكابيتال كونترول والتمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم؟ وهل سيكتفي بتأمين نصابها وبضمان مشاركة نواب مسيحيين مستقلين فيها ميثاقيتها؟ المعلومات الاولية افادت ان لا جلسة تشريعية هذا الخميس وان هيئة مكتب المجلس ستستكمل نقاشاتها الاثنين المقبل، علّ الاتصالات السياسية تفضي الى محاولة تأمين النصاب وبعض  الميثاقية المسيحية، في ظل غياب اكبر كتلتين مسيحيتين في المجلس "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية".

مقاطعة ومشاركة: وفي ظل مقاطعة القوى المسيحية الكبرى الجلسة العتيدة، ومعها النواب المستقلون والتغييريون الذين وقعوا عريضة رفض التشريع في ظل الشغور، وايضا نواب سنّة يرفضون التمديد لابراهيم اذا لم يشمل تمديدا لرؤساء الاجهزة كلّها، اعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب اكرم شهيب من السراي "نحن نواكب ونتابع الامور من خلال حضورنا الدائم لتعزيز المؤسسات الرسمية في مجلس الوزراء، فإذا ما تمت الدعوة الى جلسة تشريعية وهناك مواضيع تخدم الناس في قضاياهم وهمومهم لن نغيب عن الواجب، ولكن يكون لنا رأينا داخل الجلسات".

سفراء "الخماسي": على الصعيد الرئاسي، برزت اليوم جولة سفراء الدول الخمس التي شاركت في لقاء باريس، على المسؤولين، سيما وأن اي بيان لم يصدر عن الاجتماع الدولي المذكور. في السياق، التقى بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، السفيرة الفرنسية آن غريو ، سفير جمهورية مصر العربية ياسر علوي، سفير دولة قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي والمستشار في سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان فارس العامودي ... بعدها انتقل الوفد الدبلوماسي الى السراي، حيث التقوا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. واكدت مصادر عين التينة ان السفراء نقلوا أجواء اللقاء في باريس وأنهم لم يتطرقوا الى الاسماء بل شددوا على بعض الثوابت: مساعدة لبنان عبر الحث على انتخاب رئيس وتشكيل الحكومة والعمل مع صندوق النقد الدولي.

العودة رسالة: في الغضون، تتجه الانظار الى بيت الوسط الذي فتح ابوابه مساء امس امام الجماهير مع عودة الحريري الى بيروت. واذ لن تكون للاخير اية مواقف معلنة في السياسة وسيكتفي بزيارة ضريح والده غدا في 14 شباط في ذكرى اغتياله، اشارت مصادر متابعة الى ان  "عودة الحريري ووجوده في بيت الوسط رسالة سياسيّة بحدّ ذاتها وهو يتلقّى عدداً من الإتصالات منذ لحظة وصوله".

دريان: واذ امت شخصيات الضريح اليوم، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في مناسبة ذكرى استشهاد الرئيس الحريري "أحبتنا وأبناءنا في وطننا الغالي لبنان، الى أن يقتدوا به وأن يتابعوا مسيرته في الخير والبناء والإعمار". وقال في تصريح "لم يكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري مجرد زائد واحد الى رؤساء الحكومات اللبنانية. إنه حي بإنجازاته في إعادة إرساء أسس وقواعد الوحدة الوطنية. وحي بإنجازاته في إعادة بناء الإنسان اللبناني من خلال التعليم والتربية في أرقى جامعات العالم. وهو حي في إعادة بناء بيروت، ولبنان، بعد أن دمره الجهل والتعصب الأعمى. وهو حي في تعزيز الروح العربية في لبنان، وهو حي بمواقفه من قضية فلسطين والقدس العربية المحتلة من العدو الصهيوني". وتابع "لقد بنى جسور المحبة والتعاون مع الدول العربية الشقيقة ومع دول العالم الصديقة، فكان واجهة لبنان في العالم العربي، وكان واجهة العالم العربي في العالم، شرقا وغربا. إننا في ذكرى استشهاده نستذكر مآثره الحميدة ومواقفه الوطنية الشجاعة وتفانيه من أجل وحدة لبنان وعيشه المشترك".

اضراب المصارف: اقتصاديا وفي وقت يتدراس القطاع المصرفي قراره بالاضراب الشامل منتصف الاسبوع، خاصة اذا لم يُقر الكابيتال كونترول ولم يتم ايجاد حل لملاحقة المصارف قضائيا، حلّق الدولار، متخطيا سقف الـ67 الفا في السوق السوداء.

ارتفاع اسعار المحروقات: في الموازاة، صدر عن وزارة الطاقة والمياه صباح اليوم، جدولٌ جديد للمحروقات، وجاءت الأسعار على الشّكل الآتي: البنزين 95 أوكتان: 1238.000 (+28000) البنزين 98 أوكتان: 1266.000 (+28000) المازوت: 1215.000 (+27000) الغاز 794.000 (+18000).

الاضراب التربوي: وفي ظل اضراب موظفي القطاع العام واساتذة التعليم الرسمي، استقبل الرئيس ميقاتي رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط وعضوي اللقاء وائل ابو فاعور واكرم شهيب، الذي قال بعد اللقاء "هدف الاجتماع اولا هو شكر دولة الرئيس ميقاتي على الجهود الذي بُذلت من اجل عودة الطلاب الى المدارس، وإعطاء المعلمين حقوقهم في الموضوع التربوي، وقد اتى هذا الانجاز نتيجة الجولات واللقاءات التي عقدت سابقا، والتي اوصلت هذا الملف الى بر الأمان. الأمل اليوم ان نتمكن مع النقابات والمعلمين ووزارة التربية والوزير بعودة الطلاب الذين يبلغ عددهم حوالي 360 الفا الى المدارس بعدما قضوا فترة زمنية خارج نطاق دروسهم ومدرستهم".  سئل: لكن اساتذة التعليم الرسمي لم يوافقوا على الخطة التي وضعها وزير التربية؟ اجاب "كل الجهود التي بذلت كانت نتيجة الإمكانات المتوافرة، ومن المؤكد ان هناك حقا للمعلم لانه أصبح، إما مهاجرا او مغبونا، ونحن مع المدرسة الرسمية ولكن لا يجوز ان يصبح هناك طبقية في لبنان، حيث ان التعليم الخاص يسير بشكل طبيعي والتعليم الرسمي متوقف، ولكن فهمنا ان اغلب النقابات تسعى الى ان تعود عن الاضراب ضمن الإمكانات لإنهاء العام الدراسي، وما اقره مجلس الوزراء كان بأغلبه ما تمت المطالبة به من قبل النقابات والمعلمين وقد تم تحقيقه، ويبقى موضوع واحد متعلق بسعر الصرف والمصارف، وهذا الامر لا إمكانية لتحقيقه لانه مثل "أحجار الدومينو". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o