وصدقت التوقعات...الدولار يتخطى الخمسين الف ليرة والسوق يلتهب
الجلسة الـ11 الرئاسية سيناريو مكرر... نواب"تغييريين"يعتصمون داخل المجلس
اهالي ضحايا المرفأ والموقوفين يتحركون قرب البرلمان وامام قصر العدل
المركزية- على وقع ترسانة دولار "نطح" الخمسين الف ليرة، فاتحا المجال على غاربه للتلاعب التجاري ومشاريع خنق الناس تطبيقا لسيناريو القتل الصامت المتواصل فصولا منذ سنوات، عجز نواب الامة للمرة الحادية عشرة عن "نطح" العقم المتحكم بانتخاب رئيس جمهورية للدولة السائرة على "ما يقدر الله". خرق وحيد احدثه بعض نواب التغيير من خلال الاعتصام داخل القاعة العامة إلى حين انتخاب الرئيس، اثر مطالبة بعقد دورات متتالية لم تلق صدى ايجابيا لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حين لوّح نواب اللقاء الديمقراطي بمقاطعة الجلسات في حال عدم التحاور من اجل الاتفاق على تسوية.
هذا في داخل المجلس، اما خارجه، فحضرت بقوة قضية تفجير المرفأ من خلال اعتصام اهالي الضحايا عند مداخل المجلس بمشاركة لنواب المعارضة والتغييريين الذين دخلوا القاعة العامة حاملين صور شهداء المرفأ في خطوة استفزت بعض الزملاء من فريق الرئيس بري، وتسببت بسجال.
المشهد هذا، قابله آخر معاكس امام قصر العدل، حيث نفذ اهالي الموقوفين في ملف المرفأ اعتصاما مطالبين باطلاق ابنائهم في حضور عدد من الشخصيات ونواب الضفة الاخرى من تكتل "لبنان القوي".
الحادية عشرة: انعقدت في المجلس النيابي الجلسة الحادية عشرة لإنتخاب رئيس للجمهورية، في الحادية عشرة من قبل الظهر، الا انها كما سابقاتها لم تفض الى انتخاب رئيس. وتوزعت نتائج الاقتراع كالاتي: 34 صوتاً لميشال معوّض ، 37 ورقة بيضاء ، 2 لزياد بارود ،صوت واحد لصلاح حنين ،7 لعصام خليفة ، 14 صوتاً لـ"لبنان الجديد" و15 ورقة ملغاة، وبرزت ورقة تحمل عبارة "العدالة لضحايا 4 آب" فاعتبرها الرئيس برّي ملغاة، كما برز إسم "بيرني ساندرز" وهو مرشّح سابق عن الحزب الديمقراطي للإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية. كما اقترع أحد النواب لميلاد بوملهب فصرخ الأخير "الله أكبر" فأوعز بري بمنعه من الدخول إلى البرلمان.واثر اعلان النتيجة ، فقد النصاب ،ورفع الرئيس برّي الجلسة، دون تحديد موعد للجلسة الثانية عشرة.
اصوات لبنان القوي: واشارت المعلومات الى ان أصوات نوّاب "لبنان القوي" توزّعت بين الأوراق البيضاء التي وضعها النوّاب هاغوب بقرادونيان، هاغوب ترزيان، جورج بوشكيان ومحمد يحيى، وعبارة "الأولويّات الرئاسيّة" التي وضعها سبعة نوّاب، بالإضافة الى اسم الوزير السابق زياد بارود الذي اقترع له نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.
في بداية الجلسة دخل "نواب التغيير" حاملين لافتات عليها صور ضحايا وشهداء انفجار المرفأ، فقال لهم النائب قاسم هاشم "ما تفعلونه هو استغلال لدم الشهداء". فاندلع سجال بين هاشم ونائب حزب الكتائب الياس حنكش، الذي اعتبر أن الرد سيكون داخل المجلس. وبالفعل جاء الرد على لسان النائب سامي الجميل، الذي طالب بصدور موقف عن المجلس النيابي، وإصدار بيان لدعم القضاة في الاستمرار بالتحقيق وإنهاء ملف تفجير مرفأ بيروت، وذلك دفاعاً عن أهالي الضحايا.
افكار معوض: وبعد الجلسة أكد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض: " ان المعركة التي أخوضها هي معركة سياسية لايصال رئيس جمهورية سيادي اصلاحي يعمل خرقا في حياة اللبنانيين. نخوض معركة سياسية في وجه وصول رئيس للجمهورية يشكل امتدادا لهذه المنظومة. نخوض معركة سياسية في وجه ايصال شعار المحبة والتوافق، رئيس جمهورية صوري لن يغير شيئا في يوميات اللبنانيين. نخوض معركة سياسية لاسترجاع بلدنا لنكون كلنا تحت كنف دولة جامعة سيدة مستقلة، دولة العدالة والحق". واعلن "شخصيا عندي افكار وطروحات، أريد عرضها على القوى السياسية الداعمة لهذا الترشيح وكما سنواجه التعطيل ومحاولات الاخضاع والامساك في البلد نريد حكما ان نواجه التسخيف".
اعتصام اهالي الضحايا: وتزامنا، نفذ اهالي ضحايا انفجار المرفأ تحركا في محيط ساحة النجمة وانضم إليهم عدد من النواب التغييريين، ونواب كتلة الكتائب، وميشال معوض واديب عبد المسيح. كما شارك وفد من تكتل الجمهورية القوية بعد الجلسة .وطالب الاهالي النواب بالتحرك داخل المجلس، وان يترجموا اقوالهم الداعمة لقضيتهم الى أفعال. كما طالبوهم بعد انتهاء الجلسة بالتوقيع على تعهد بالمحاسبة في جريمة 4 آب وتعديل القوانين الكفيلة بمتابعة التحقيق وباستقلالية القضاء.وقد وقع عدد من النواب على التعهد مؤكدين تضامنهم مع الاهالي. واعتبر النائب مروان حمادة "ان تفجيرالمرفأ هو تفجير جماعي، لكن الأجرام بدأ مع تفجير مروان حمادة، وربما يكون الفاعل هو نفسه الذي فجر رفيق الحريري والمرفأ"، داعيا الى "كشف الحقيقة".
...واهالي الموقوفين: من جهتهم، نفّذ أهالي الموقوفين في قضية إنفجار مرفأ بيروت اعتصاماً امام قصر العدل بحضور عدد من الشخصيات ونواب تكتل "لبنان القوي" ومشاركة مجموعة من عائلات ضحايا الإنفجار.واعتبر الأهالي "أننا نتعاطى مع قضاء خائف من الرأي العام وأهالي ضحايا الانفجار، الذين نتعاطف معهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم. ودعوا القضاء إلى أن يكون منصفا مع الجميع والافراج عن أهلهم فورا، معتبرين أنهم أصبحوا هم ايضا ضحايا الملف والتجاذبات السياسية والقضائية. وقالوا : "كفى ظلما بحق أولادنا الذين تركتهم دولتهم ونوابها".وأكد النائب جيمي جبّور ان "الموقوفين من دون قضاء يتحوّلون الى أسرى ونطالب بقاضٍ رديف".ولفت النائب سيزار ابي خليل الى ان "عدم الافراج عن المظلومين في قضية المرفأ سيكون موضوع تصعيد".
مشاورات فرنسية: في المقلب السياسي، استقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفيرة فرنسا آن غريو التي أعلنت بعد اللقاء: "التقيت الرئيس ميقاتي في إطار اللقاءات المعتادة معه، ووضعته في اجواء اللقاءات المشاورات التي عقدتها في باريس حول لبنان مع رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون.وعرضنا في هذا اللقاء أيضا الأوضاع السياسية والمؤسساتية في البلد وشددت على ضرورة سير عمل كل المؤسسات ومن بينها انتخاب رئيس للجمهورية وضرورة وجود حكومة بأمكانها العمل لحل كل المسائل التي يريد اللبنانيون إجابات عليها. وتطرقنا أيضا لموضوع الطاقة والنفط وعرضنا موضوع التنقيب لشركة توتال، وأيضا موضوع تهتم به فرنسا وهو محاولة تسهيل مشروع ربط الطاقة بين مصر والأردن ولبنان بالاشتراك مع البنك الدولي.وردا على سؤال عن المشاورات الفرنسية مع الولايات المتحدة والسعودية من اجل انتخاب رئيس للجمهورية قالت: إن فرنسا تعمل مع كل الشركاء حول هذه المسألة.
الدولار فوق الخمسين: في الغضون، تحقق ما كان متوقعا وبلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة الخمسين الفا وما فوق، اذ سجّل نحو 50050 ليرة للشراء، ونحو 50250 ليرة للمبيع، بعد أن افتتح صباحا، بنحو 49400 ليرة. ومع قفزة الدولار الكارثية قفزت اسعار المحروقات
الافران نحو التوقف: وعلى الخط نفسه، أعلن رئيس نقابة الافران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور أن "الافران تتجه للتوقف عن العمل في صالات العرض والتوزيع على المحلات والسوبرماركت في حال لم يصدر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام تسعيرة تتلاءم مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الذي تجاوز عتبة الخمسين ألف ليرة في السوق السوداء".
وقف البطاقات: وليس بعيدا، أصدرت نقابة اصحاب السوبرماركت في لبنان بياناً اوردت فيه: "تبعاً لقرار وزير المالية رقم 447 بتاريخ 16/1/2023 الذي يقضي بدفع نصف الرسوم الجمركية على السلع المستوردة نقداً بالليرة اللبنانية، فان النقابة تعلن أنها سوف تضطر آسفة لوقف قبول البطاقات المصرفية في حال تطبيق هذا القرار.
هذا القرار سيحول دون تمكن أصحاب السوبرماركت من إستخدام الأموال المقبوضة عبر البطاقات المصرفية في دفع الرسوم وما يترتب عليها للموردين، أي أن هذه الأموال ستبقى محتجزة في المصارف من دون أي قدرة على استخدامها.