رفع سعر صيرفة يبلبل سوق المحروقات...انخفاض اسعار واقفال محطات
تحذير من ازمة عشية الاعياد و"الطاقة" راجعوا "المركزي" والمصارف
الراعي يخشى تحول لبنان دولة دينية وميقاتي يزور عودة
المركزية- الى نيران الدولار التي تلتهم القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، احتلت المحروقات مجددا اليوم مرتبة خاصة بها في سوق البلبلة اللبنانية الشعبية محدثة موجة من الهلع خشية انقطاع البنزين مجددا بعدما شهدت اسعار المحروقات انخفاضا كبيرا وعمد اصحابها الى اقفالها بحجة عدم تمكنهم من الحصول على دولار صيرفة المرفوع الى 38 الف ليرة .
وبين تمنّع المصارف وقرارات تجار الهيكل، تُرك اللبنانيون مرة اخرى فريسة سهلة لمن نهبوا البلاد، يواجهون سوء الحال والفقر عشية انتهاء العام 2022 بويلاته ومآسيه ونيران جهنمه اللامتناهية.
ازمة محروقات؟: مفاعيل تعميم المركزي الصادر امس والقاضي برفع سعرصيرفة الى 38 الف ليرة، بقيت في الواجهة اليوم، وقد تسببت ببلبلة في سوق المحروقات حيث عادت الطوابير لتصطف امام المحطات. فبعد هبوط سعر صرف الدولار في السوق الموازية أمس، تراجع اليوم سعر البنزين 95 أوكتان 137000 ليرة، والبنزين 98 أوكتان 141000 ليرة، والمازوت 152000 ليرة، والغاز 90 ألفاً. على الاثر، بدأت محطّات عدة بإقفال أبوابها أمام المواطنين، بحجة عدم منح المصارف دولارات على سعر صيرفة. في حين حذّر عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس من "التوجّه قسراً إلى أزمة غير مستحبة ليلة الأعياد. وفي السياق، أكد ممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا أنّ "السبب يعود إلى أنّ المصارف لم تحصل بعد على دولارات على سعر الـ 38 ألفاً وبالتالي المصارف لا تُعطينا الدولار على هذا السعر". وأضاف: لسنا ضدّ انخفاض أسعار المحروقات ولكنّنا نطلب من المصارف تأمين الدولارت بأسرع وقت ممكن لموزّعي المحروقات وأصحاب المحطات لتدخل آلية التسعير على المحطات حيّز التنفيذ. يهمّنا أن تبدأ المصارف بالدفع على سعر صيرفة الـ 38 ألفاً وأن تكون آلية الدفع سريعة ليتمكّن أصحاب المحطات من تقاضي أموالهم من المصارف. وكشف عن اجتماع عقد في وزارة الطاقة والمياه للبحث في الموضوع.
موزّعو الغاز: وليس بعيداً، أعلن أمين سرّ نقابة موزّعي الغاز جان حاتم وقف توزيع الغاز وتعبئته في كلّ لبنان"، لافتاً إلى أنّ "هذا القرار جاء نتيجة صدور جدول أسعار المحروقات على أساس سعر صيرفة 38 ألف ليرة". وقال: نحاول التواصل مع الوزير وليد فياض لكن لم يصلنا أيّ ردّ، وقيل لنا من قبل بعض الإداريين "دبروا حالكن جيبوا من صيرفة"، مضيفاً: لا أحد يمكنه تحمّل فرق الـ 90 ألف ليرة للقارورة الواحدة.
لا ازمة: الا ان رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون اعلن في بيان، أن" لا أزمة غاز في السوق اطلاقاَ"، منتقداَ "بعض النقابيين الذين اشاعوا بأن هناك ازمة وان موزعي الغاز يخسرون وانهم يتجهون الى الاضراب"، معتبراً ان "هذا التهويل على مصالح الناس غير مقبول، لان الحقيقة ان موزّعي الغاز يشترون بالدولار من شركات التعبئة ويبيعونها لمحلات تجارية و السمانة بالدولار، وبالتالي لسنا معنيين بأزمة ارتفاع او هبوط العملة اللبنانية، علما ان هذه الالية مرخصة وموافق عليها من قبل وزارتي الطاقة والاقتصاد".وأمل "من بعض النقابيين عدم إدخال سوق التوزيع بالاشاعات للعب أدوار وهميّة لأهداف وغايات خاصة معروفة".
بيان الطاقة: وكان صدر بيان عن وزارة الطاقة والمياه جاء فيه : أصدرت وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط بياناً أعلنت فيه أنه "صدر اليوم جدول تركيب أسعار جديد للمحروقات سَجَّلَ إنخفاضاً كبيراً في سعر المشتقات النفطية مما يُتوقّع أن يُحقّق وفراً مادياً لكافة الشعب اللبناني. وقد جاء هذا التدبير نتيجة تحديد مصرف لبنان سعر صرف الدولار بــ38 الف حسب منصة صيرفة للشركات وللمواطنين. إن نجاح هذه المبادرة مرتبط كلياً بإلتزام مصرف لبنان من جهة، والمصارف من جهة ثانية بتنفيذ التدبير لناحية تأمين الدولارات للشركات والأفراد بسعر الصرف هذا. وإذ تشيد وزارة الطاقة بالانعكاس الإيجابي لهذا التدبير على الشعب اللبناني بالنسبة الى انخفاض اسعار المحروقات، تعيد التأكيد والتنبيه الى أن لا علاقة لها بتحديد سعر الصرف الذي يتكلّفه مشغّلو المحطات وموزّعو المحروقات، فهو مرتبط بسياسة مصرف لبنان النقدية وتقيّد المصارف بتنفيذها.
الى الموارد: في الموازاة، واصل مصرف لبنان الضغوط لفرض تنفيذ تعميمه من قبل المصارف. في السياق، اصدر اليوم بيانا جاء فيه "إلحاقًا بالبيان الصادر عن حاكم مصرف لبنان يوم أمس تاريخ ٢٧ كانون الاول ٢٠٢٢. والذي نصّ على شراء مصرف لبنان لكل الليرات اللبنانية مقابل الدولار الاميركي على سعر Sayrafa وهو ٣٨٠٠٠ ل. ل وبناءً على المادتين ٧٥ و ٨٣ من قانون النقد والتسليف التي أصدر من خلالهما التعاميم المذكورة. وتحديدًا وتطبيقًا للبند "ب"، يمكن لجميع المواطنين التوجّه إلى بنك الموارد AMBank في كل فروعه لإجراء هذه العمليات فورًا إذ أن المصرف المذكور وافق على تنفيذ هذه العمليات.
فعلى كل مواطن لم يتجاوب معه مصرفه المعتاد أن يتّجه فورًا إلى بنك الموارد.
كما ندعو المصارف المستعدة لأخذ خطوة مماثلة، إلى التفضّل من مصرف لبنان بالطلب كي يوافق عليها".
تهريب الدواء: واذا كان تهريب الدولارات الى الخارج احد مسببات ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء، فإن التهريب يتهدد الواقع الصحي ايضا. فقد اصدرت منظمة الصحة العالمية، تنبيها بشأن وجود دفعة ملوثة من منتج ميتوتريكسات بعيار 50 ملغ (METHOTREX 50mg) في إقليم المنظمة لشرق المتوسط. وقالت المنظمة في بيان، نشرته على موقعها الرسمي أمس الثلثاء، إنه “تم العثور على الدفعة الملوثة في اليمن ولبنان، بعد ظهور آثار ضارة على أطفال مرضى يتلقون الدواء". بدوره جدّد نقيب صيادلة لبنان جو سلوم مطالبته التشدد في منع دخول الدواء المهرب الى لبنان باعتباره "قتل متعمد للمرضى". واشار سلوم، في بيان الى "التحذير الصادر عن منظمة الصحة العالمية عن وجود دواء methotrexate ملوث في لبنان، والمضاعفات الخطيرة على الاطفال المصابين بالسرطان الذين تناولو هذا الدواء في لبنان"، مؤكدا "مرة أخرى، مطالبة المسؤولين التشدد في منع دخول الدواء المهرب الى لبنان تحت أي سبب او ظرف، فتشريع دخول الدواء المهرب ، وغير المسجل في وزارة الصحة، والذي يفتقد الى معايير الجودة العالمية، هو قتل متعمد للمرضى". على الاثر، أصدرت وزارة الصحة العامة قرارا بسحب الطبخة المزورة من المستحضر الطبي METHOTREX 50 mg ( Methotrexate) الخاص بعلاج السرطان، من الاسواق اللبنانية، ومنع تداوله، استنادا الى كتاب التحذير الصادر عن منظمة الصحة العالمية .
المساعدة الاجتماعية: معيشيا ايضا، وبعد الاخذ والرد حول كيفية توقيع مراسيم مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، صدر عن رئاسة مجلس الوزراء المرسوم رقم 10958، القاضي بإعطاء مساعدة اجتماعية اضافية للاسلاك العسكرية في الخدمة الفعلية والمتقاعدين. ووقع المرسوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير المالية يوسف الخليل. ينشر المرسوم ويعمل فيه اعتبارا من 1/10 2022، ويستمر العمل فيه الى حين انجاز الحكومة مشروعا متكاملا لتعديل الرواتب والاجور. وصدر هذا المرسوم بعد توقيع مشروع المرسوم من وزير الدفاع الوطني بعد انتظار أكثر من أسبوعبن.
الوطن في خطر: سياسيا، اكد البطريرك الماروني الكاردينال ماربشاره بطرس الراعي امام وفد كتائبي زاره في بكركي مهنئا "ان البطريركية، تلتقي تماما مع "الكتائب اللبنانية"، في مواقفها، لأن ما يعنيها لبنان"، محذرا من "ان الوطن في خطر، لأن الدستور في مكان ونحن ذاهبون الى مكان آخر"، مبديا أسفه "لأن الشعب يتلقى الضربات ولا يحق للكتل النيابية ان تستمر بما تقوم به في موضوع رئاسة الجمهورية". اضاف:" نحن نتكلم كبطريركية، نتكلم نفس لغة الكتائب، ولا نريد ان تطغى المصالح الشخصية على المبادئ الوطنية وان يكون الولاء للبنان"، مؤكدا "ان الوطن في خطر والشعب يتلقى الضربات ولا يمكن للكتل النيابية ان تستمر في الأخذ والرد والطريقة التي تجري فيها عملية انتخاب الرئيس خطأ". واعتبر البطريرك الراعي "ان الاعتداءات على الاراضي في رميش غير مقبولة"، مذكرا بما حصل في لاسا، ومشيرا الى "ان السلطات المعنية، أبلغتهم انها غير قادرة على القيام بشيء".
اضاف "عندما سألنا: ألا يوجد قانون؟ اجابوا يوجد، ولكن لا نستطيع تطبيقه".
الحزب وحلفاؤه: من جانبه، أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "ما هو حاصل اليوم ليس بسبب "جبروت محور الممانعة" وإنما بسبب ضعف من كان يجب عليهم تحمل مسؤولياتهم ويرفضون القيام بذلك". ولفت خلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقيّة عاليه في المقر العام للحزب في معراب إلى أنه "حتى اللحظة مرّ شهران من المهلة الدستوريّة وشهران إضافيان من الفراغ ولم يتم انتخاب رئيس للجمهوريّة لأن محور الممانعة لم يتمكن من إيصال المرشح الذي يريده وبالتالي يعمد إلى تعطيل الإنتخابات، وهذا بصراحة ليس عملاً ديمقراطيّاً ولا عملاً سياسياً ولا عملاً شريفاً ولا عملاً وطنياً بل عملاً في غاية الحقارة يضرب الديمقراطيّة والوطنيّة ولبنان". وشدد على ان "الأزمة تشتد يوماً بعد يوم، ومن يتحمّل تبعاتها هو "حزب الله" وحلفاؤه أي "محور الممانعة" لأنهم يقومون بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة"، مشيراً إلى أن "الإنقاذ في" مطال اليد"ولا يعتقدن أحد أن هناك "برمبو القرن 21" لأنه لم يعد هناك "برمبويات" على الإطلاق، جل ما في الأمر اننا بحاجة لأشخاص يتحملون مسؤوليتهم وفي هذا الإطار على المواطنين اللبنانيين الذين يلذعون يومياً من نار الأزمة أن يطلبوا من النائب الذي اقترعوا له بصفته صاحب الوكالة النيابيّة التصويت في الانتخابات الرئاسيّة لرئيس جدي يعيد الحق الطبيعي لموقع رئاسة الجمهوريّة".
لا بديل عن الدولة: وسط هذه الاجواء، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده في دار المطرانية. بعد الزيارة قال ميقاتي: خلال اللقاء تحدثنا عن مواضيع عديدة، واثار سيادته نقاطا معينة وعبّر عن الهواجس التي يشعر بها كل لبناني مخلص. في الموضوع السياسي فان سيادته مع انتخاب رئيس جمهورية باسرع وقت ممكن ضمن النظام الديموقراطي الحقيقي. في الموضوع الامني يقول صاحب السيادة إن الامن لا يلزّم والدولة مسؤولة عن أمن المواطن بكل ما للكلمة من معنى، ويجب ان يكون الامن صارما ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يحل مكان الدولة". اضاف"تطرقنا بالبحث الى موضوع آثار انفجار مرفأ بيروت الذي لا يزال يدمي كل القلوب، وبخاصة في هذه المنطقة المنكوبة بالذات والتي اصيبت جراء هذا الانفجار. طرح صاحب السيادة اسئلة عديدة في هذا الموضوع تتعلق بالتحقيق في الملف او بموضوع المساعدات للمتضررين. كل هذه الامور انا اعيها تماما وصاحب السيادة نقل هواجس اللبنانيين باخلاص".