جنون الدولار يلهب الاسعار عشية الميلاد والدولة "خارج الخدمة
القطاع الصحي يلفظ انفاسه واجتماعات وانتقادات حكومية
هبة قطر المالية عيدية للجيش ودعم مصري لشعب لبنان
المركزية- بسرعة تمدد النار بين الهشيم، يحلق سعر صرف الدولار مقابل الليرة حاملا على جناحيه كل الاسعار، ومعها اعصاب المواطنين التالفة عشية عيد الميلاد، وقد انعدمت قدرتهم الشرائية ونهش الدولار الاسود بقفزاته الجنونية جيوبهم ورواتبهم وما اتفق على تسميته بالزيادات من قبل السلطة لموظفي القطاع العام، فيما هي في واقع الحال "نواقص" لم تعد تكفي لتسديد فاتورة كهرباء، او ملء خزان سيارة بالوقود.
واذا كان الاستغناء عن هدايا العيد وموائد الاحتفال ممكنا ولو بغصة، فليس كذلك هو الحال مع الطبابة والادوية ومشتقاتها، وقد ارتفعت اليوم الصرخات محذرة من انقطاعها مع استمرار تحرك الدولار صعودا من دون ان يجد من يفرمله.
ازمة دواء: في ظل الشلل السياسي التام، ووسط غياب رسمي عن معالجة هذا التفلّت، أوضح نقيب الصيادلة جو سلوم في نداء الى المعنيين، أن "الارتفاع المضطرد والسريع للدولار، أدى الى توقف شبه كامل عن تسليم الأدوية والحليب الى الصيدليات، وبالتالي فقدانها تدريجياً، ناهيك عن انعكاساته السلبية على الواقع الصحي والافلاسات التي تنتظر كل قطاعات الدواء وفي مقدمتها الصيدليات، وبالتالي الاقفال". وقال "لا أحد يختلف، أن المواطنين عاجزون عن تحمّل المزيد من الأعباء وارتفاع الأسعار، وكذلك الصيدليات وشركات الأدوية والمصانع الدوائية عاجزة عن الاستمرار، في حين ان وزارة الصحة تقوم بأكثر من واجبها في هذه الظروف الصعبة وضيق الموارد والخيارات، ونقابة صيادلة لبنان لا تألو جهداً في مكافحة كل أشكال المخالفات والتهريب والتلاعب بصحة المواطن". وختم "من هنا أتوجه كنقيب صيادلة لبنان، المؤتمن على القطاع الدوائي وصحة المواطن، الى السياسيين في الداخل والمجتمع الدولي لانقاذ المريض والقطاع الصحي الذي يلفظ أنفاسه الاخيرة ، فالانقاذ يبدأ بانتخاب رئيس للبلاد، لتأمين الحد الأدنى من الاستقرار المالي والاقتصادي، واعادة انتظام الحياة الدستورية والتشريعية لتذهب الأمور في اتجاه التعافي ووضع الخطط التنفيذية، ولا سيما الصحية، والا الانهيار الحتمي والتوقف القسري لكل القطاع الدوائي في غضون أيام".
الهم الصحي: في الموازاة، شهد السراي الحكومي اليوم سلسلة اجتماعات لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أولها خصص للبحث في أوضاع القطاع الصحي والمستشفيات وشارك فيه الوزراء في حكومة تصريف الاعمال المالية يوسف الخليل، الصحة العامة ا فراس الأبيض، والعمل مصطفى بيرم، نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، ومدير مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت جوزف عتيق. وقال الوزير بيرم بعد الاجتماع "عقد اجتماع تم فيه النقاش في الأمور الصحية وفي إعادة النظر بالتعرفات الطبية ومسائل الأدوية ومدى توافرها، وتوفير الأموال والسلف اللازمة للمستشفيات من أجل مساعدة المرضى. وتم الإتفاق على متابعة القضايا، فهناك أمور سيتابعها دولة الرئيس مع حاكم مصرف لبنان تتعلق بتسهيل دفع المستحقات عبر البنوك، وهناك أمور لدى وزير المالية تتعلق بتوفير السلفات والتدوير في الأوقات المناسبة وتسهيل عمليات الدفع، أيضا تم الإتفاق على عقد اجتماع بين وزراء العمل والصحة والمدير العام للضمان والمدير العام لتعاونية موظفي الدولة من أجل إعادة النظر باللائحة الدوائية الواسعة جدا، وسيتم اعتماد الأدوية الاساسية لدعمها، فبدلا من أن يدفع المواطن مبالغ كبيرة على كل الأدوية ويحصل على دعم صغير، سيتم اعادة النظر بهذه اللائحة لتلبية اكثر الأمراض المتداولة، وسيعقد لقاء قريب لبحث هذا الأمر".
المحروقات: حياتيا ايضا، ارتفع اليوم سعر صفيحة البنزين بنَوعيه 95 و98 أوكتان 20 ألف ليرة، وصفيحة المازوت 21 ألفاً، وقارورة الغاز 13 ألفاً.
البنك الدولي: في الغضون، التقى الرئيس ميقاتي المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في حضور المستشارين الوزير السابق نقولا نحاس وزياد ميقاتي وتم خلال اللقاء عرض لمشاريع البنك الدولي في لبنان.
الشامي ينتقد: ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي - المالي، أوضح نائب رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي في بيان، أنه "من مفارقات الأزمة التي يمرّ بها لبنان أنها أنتجت طبقة من "الاقتصاديين الجدد" الذين هم، إمّا دخلاء على علم الإقتصاد وأما اقتصاديون تنكروا لما تعلموه لمآرب شخصية وآنية. هؤلاء ينظّرون في كل شاردة وواردة ويسرحون وَيمرحون على مسارح شاشات التلفزة ويتكلمون بثقة كبيرة وكأنهم ختموا العلم والمعرفة، ويتهجمون على الذين يعملون بصمت ويتسمون بالتواضع الذي هو من سمة الذين يحترمون الرأي الآخر، وهو دليل رقي، وليس كما يظن البعض دليل ضعف. أما تعالي البعض وعجرفتهم فهي، إما دليل جهل أو مصدر رزق. لقد أعمت المصالح الخاصة وتضاربها بصيرة بعض الذين يدعون المعرفة المطلقة بكل شيء، وانحدر مستوى تحليلاتهم إلى ما دون الصفر، إلى حدٍّ يثير الشفقة والحزن الى ما وصلوا إليه. هذا الجنس من "الخبراء" هم الأسوأ لأنهم ربما يدرون ماذا يفعلون". اضاف "الجميع يدركون أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي هو ممر إلزامي للإصلاح حتى يعود لبنان إلى الأسواق العالمية وتأتي المساعدات التي نحن في أشد الحاجة إليها من الدول والمنظمات الدولية الأخرى التي تُجمع كلها على ضرورة الاتفاق مع الصندوق، وإلا فإن فلسأً واحداً لن يأتي إلى لبنان. فالقول إننا لسنا بحاجة إلى الصندوق ينم عن جهل متعمًد للواقع وللظروف التي نعيشها، فالاتفاق مع الصندوق ليس محبة به بل محبة بلبنان". وأضاف: "الوضع صعب وصعب جدًا وًيحتاج إلى مواجهة الواقع بشجاعة واتباع سياسات وتدابير قد تكون صعبة وًمؤلمة للخروج من هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ المعاصر. فهل يعقل أن توجد حلول بهذه البساطة التي يدعيها البعض ويقرر الذين أعدوا برنامج الإصلاح اللجوء إلى حلول صعبة وتدابير قاسية"؟
نقل جندي ايرلندي: على صعيد آخر، لا تطورات امنية – قضائية في ملف حادثة العاقبية بعد. اليوم، نقلت بعثة عسكرية طبية ايرلندية الجندي الإيرلندي الذي أصيب في الحادثة من مستشفى حمود الجامعي الى مطار رفيق الحريري الدولي، بمؤازرة من الجيش اللبناني، وذلك تمهيداً لنقله الى بلاده لمتابعة علاجه هناك.
لوقف تعطيل النصاب: سياسيا، وعلى وقع مواقف فرنسية – سعودية تستعجل الانتخابات الرئاسية، عقدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام اجتماعاً في مقرّها في المركز الكاثوليكي للاعلام برئاسة رئيسها المطران انطوان نبيل العنداري ومشاركة نائبة الرئيس الام ندى طانيوس ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم وأعضاء اللجنة، وتم عرض المستجدات الوطنية والسياسية الاجتماعية . ولاحظت اللجنة الاسقفية أن "الشغور الرئاسي الذي أتمّ يومه الخمسين يتسابق مع اشتداد الازمة الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل غير مألوف في ظل مخاوف من انفلات هذه الازمة. وإن اللجنة التي تأسف شديد الأسف لما آلت إليه جلسات انتخاب رئيس الجمهورية من فشل ومن محاولات تحقير لموقع رئاسة الجمهورية تأمل ألا يطول الشغور في رئاسة الجمهورية وأن يتراجع المعطلون عن لعبة تطيير النصاب القانوني للجلسات وأن يلتزموا نصوص الدستور ويعملوا مع سائر الكتل النيابية لانتخاب رئيس للبلاد في مطلع السنة الجديدة ليعيد انتظام المؤسسات ويساعد على الحد من الانهيار المتفلت". وتابعت اللجنة الاسقفية "بقلق وريبة ألاحداث الجارية في الجنوب بدءاً من الاعتداء الآثم على مركبة لقوات "اليونيفيل" وصولاً إلى ما تتعرّض له أرزاق اهالي بلدة رميش العزيزة والصامدة لانتهاكات وتعديات مرفوضة. إن اللجنة تتقدم بتعازيها الحارة من قيادة قوات "اليونيفيل" التي حضرت إلى الجنوب لنشر السلام وإحلال الاستقرار، وتعلن تضامنها مع اهالي رميش وادانتها محاولات قوى الامر الواقع لوضع اليد على الممتلكات تحت مسمّيات مختلفة، وتدعو الجيش اللبناني إلى التدخل بحزم لمعالجة هذا الوضع الشاذ نظراً لتداعياته السلبية على الاستقرار والعيش المشترك في المنطقة بعيداً عن أي ترهيب أو إستقواء".
لتعزيز الامن العربي: الى ذلك، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي على "تصميم اللبنانيين في الداخل والاغتراب لإعادة بناء لبنان على أسس السيادة والقانون، وعلى مبادئ المساواة والعدالة". واشار خلال لقاء الجالية اللبنانية في جمهورية مصر العربية، في دارة سفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، الى انه "سمع من المسؤولين المصريين الذين التقاهم وقوفهم الى جانب لبنان ودعمهم المستمر له لما فيه مصلحة الشعب اللبناني"، مكرراً أمامهم تأكيده "العمل الجدي والمتواصل لحماية مجتمعاتنا العربية في إطار تعزيز الأمن العربي المشترك واتخاذ الاجراءات الآيلة الى إعادة الثقة وطمأنة الأشقاء العرب والعالم".
الهبة القطرية: من جهة ثانية، تسلّمت قيادة الجيش الدفعة الرابعة من الهبة المالية القطرية التي قدّمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة للجيش اللبناني. تأتي الهبة في سياق المبادرات المشكورة التي تقوم بها دولة قطر خلال هذه المرحلة الاستثنائية القاسية من تاريخ لبنان، دعماً لعناصر المؤسسة العسكرية ومساهمةً في تحسين ظروف حياتهم. وباشرت اليوم قيادة الجيش توزيع الهبة بالتساوي على العسكريين.