Dec 19, 2022 4:17 PM
مقالات

كذبة هي "الولاء للوطن"

كذبة كبرى عبارة "الولاء للوطن". اختارها السياسيون والحكّام كي يسيطروا على السلطة ورقاب الناس. الوطن لا يحتاج منّا  لولاء، بقاءه واستمراره يعود للتاريخ والجغرافيا. شعوب وجيوش أتت ورحلت على كثير من البلدان، ذهب ريحها وانتهى حكمها وبقيت تلك البلدان. الولاء يجب أن يكون للقانون وللعدالة ولحقوق الانسان.

الحاكم لا يحكم جدراناً بل يأتي الى الحكم كي يُسيّر أمور البشر. يكون مسؤولاً عن أمنهم واقتصادهم، حارساً لاحلامهم وطموحات أبنائهم.

الحاكم ليس مكرّساً للأرض كونها أرض. بل هو مسؤول عن الارض كون شعبه يقيم عليها ويشيد عليها المصانع والمنازل والجامعات.

في لبنان ضحكوا علينا بمقولة "الولاء للوطن"، فسرقوا الوطن والمواطن. الشباب يسعى خلف الهجرة، والعائلات تُمنّي النفس بلم الشمل مع من سبقها الى خارج الحدود بعيداً حيث يجد الكرامة ولقمة العيش والامان. ربما يرحل كل اللبنانيين ولا يبقى فيها غير الحكّام، وبعد طول سنين سيرحل الحكّام وهنا يكون الشعب قد رحل ومات من بعده الحكّام. لكن ستبقى البلاد أرضاً وبحراً وأنهاراً وحقول. فالولاء للوطن ليس منّة ولا فضلاً هو تحصيل حاصل. أما الاهم الاهم هو الولاء لكرامة الانسان.

أزمتنا في لبنان أنّ لا قيمة للانسان، دمه مباح وماله مستباح. لا أحد ينصره لا قضاء ولا سلطة ولا قانون ولا دستور، وكأننّا نعيش في غابة تحكمها الوحوش المفترسة، حيث القوي يأكل الصغير، والصغير يقضي حياته هارباً خوفاً من القتل أو الذبح او الجوع.

لا "ولاء للوطن" عندما لا يحترم في الوطن انسان.

لا ولاء لوطن لا يحفظ كراماتنا، ولا يجعلنا على رؤوس الاشهاد نفتخر به في كل البلدان.

البروفيسور إيلي الزير - أيوب نيوز

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o