Dec 16, 2022 4:40 PM
تحليل سياسي

جهود رسمية لتبريد حادثة العاقبية ولا توقيفات
ميقاتي وعون في الناقورة: من تثبت ادانته سينال جزاءه
اجتماع السراي التشاوري بنصاب كامل ولقاء مصري- فرنسي

المركزية-  عبر قنوات مختلفة موزعة بين الداخل والخارج، يبدو ان جهوداً سياسية تبذّل ‏لاحتواء مناخ الاضطراب والتوتر الذي برز على خلفية التطورات التي شهدتها بلدة العاقبية ‏بين "اليونيفيل" والاهالي واسفرت عن مقتل جندي ايرلندي وجرح ثلاثة آخرين، وحرف ‏الحادثة الخطيرة نحو منحى تبريدي في ضوء الإتصالات الرسمية اللبنانية والإجتماعات ‏التي عقدت بين الجهات المعنية لضمان عدم الانزلاق نحو ما لن تحمد عقباه على مستوى ‏أمن الساحة اللبنانية.‏
الحادثة بقيت اليوم متصدرة الاهتمام المحلي ولا بد ستحضر في الاجتماع الوزاري ‏التشاوري المنعقد في السراي في ضوء عدم اجتماع مجلس الوزراء، على رغم وجوب ‏اجتماعه لتطويق مضاعفات التطور الجنوبي الذي تنوعت القراءات في شأن خلفياته ‏والابعاد وتضاربت بين من ادرجه في خانة الحادث البريء ومن لا يرى فيه اي علاقة ‏بالبراءة ويعتبره مدبرا ورسالة في اكثر من اتجاه محلي ودولي. ‏
ميقاتي وعون في الناقورة: وفي محاولات لبنان الرسمي المحدودة  لاحتواء الوضع، وفيما ‏لم يتم توقيف احد بعد، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صباحا المقر ‏العام لقيادة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان" اليونيفيل" في بلدة الناقورة، في ‏زيارة تضامن بعد حادثة مقتل عنصر من الكتيبة الايرلندية وجرح ثلاثة آخرين في بلدة ‏العاقبية في الجنوب أمس الاول‎.‎‏ ووصل ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون معا الى ‏الناقورة، وكان في إستقبالهما القائد العام لـ"اليونيفيل"الجنرال أرولدو لاثارو. وعقد إجتماع ‏تم خلاله البحث في الحادثة وملابساتها والوضع في الجنوب، اضافة  إلى شرح حول ‏عمليات اليونيفيل والأنشطة التي تضطلع بها بالتعاون مع الجيش‎.‎‏ وفي خلال الاجتماع قدم ‏الرئيس ميقاتي تعازيه الى قيادة اليونيفيل بالجندي التابع للكتيبة الايرلندية الذي قتل في ‏حادثة العاقبية، وتمنى الشفاء العاجل للجنود الثلاثة الذين اصيبوا في الحادثة ايضا‎.‎وتقدّم ‏قائد الجيش العماد عون من قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو بأحر التعازي بوفاة ‏الجندي الايرلندي متمنّيا الشفاء للجرحى. وثمّن تضحيات عناصر اليونيفيل الشريك ‏الاستراتيجي للجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكّدا استمرار ‏التنسيق والتعاون بينهما‎"‎‏.‏
لبنان ملتزم: وقال رئيس الحكومة "إننا نعرب عن حزننا العميق للحادثة، والتحقيقات ‏اللازمة مستمرة لكشف الملابسات، ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً. وأحيي ذكرى ‏شهداء هذه القوات الذين اختلطت دماؤهم بدماء شهداء الجيش والجنوبيين على مر السنين ‏منذ ان انتدبوا لمهمة حفظ السلام في جنوب لبنان‎"‎‏. أضاف "كما نعرب عن تقديرنا الكبير ‏لمساهمة اليونيفيل في السلام والاستقرار في جنوب لبنان، وأنا هنا لأؤكد مرة أخرى ان ‏الشعب اللبناني، وأنا شخصيا، نقدر عميقا العمل الذي تقومون به، جنبا إلى جنب مع الجيش ‏للحفاظ على السلام والهدوء في الجنوب‎"‎‏. وتابع "إن لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن ‏الدولي 1701، ويحترم القرارات الدولية، ويدعو الامم المتحدة الى الزام اسرائيل بتطبيقه ‏كاملا ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجوا‎"‎‏. وختم ‏‏"البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بيئة طيبة، والتحقيقات متواصلة في مقتل الجندي ‏الإيرلندي ومن تثبت إدانته سينال جزاءه".‏
لتلتزم بعملها: وفي وقت تتجه الانظار الى اداء حزب الله في المرحلة المقبلة وما اذا كان ‏سيتعاون في تسليم الضالعين في الحادثة التي وقعت في منطقة نفوذه، حذر رئيس لقاء ‏علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين من "مخاطر الصدام بين قوات اليونيفل ‏والمواطنين"، مؤكدا "ضرورة إلتزام القوات الدولية بعملها ومنطقتها ومندرجات القرار ‏‏١٧٠١ كي لا يأتي طابور خامس يشعل الفتن"، مشدداً على "ضرورة النظر جنوبا نحو ‏خروقات العدو اليومية".‏
انشطة الحزب: وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أعلن أنّ ‏الاجتماع العاشر لـ “مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” في أوروبا، يوميْ الأربعاء والخميس، ‏ركّز على مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة لحزب الله في إفريقيا‎.‎‏ وأضاف ‏برايس أنّ “الاجتماع تمّ بمشاركة الحكومات والمنظّمات من جميع أنحاء إفريقيا إلى جانب ‏الولايات المتّحدة وإسرائيل واليوروبول‎”.‎‏ وناقش المشاركون كيف يواصل حزب الله جمع ‏الأموال في القارة السمراء، باستخدام كلّ من الوسائل المشروعة وغير المشروعة ‏وبالتهرّب من تطبيق القانون والجهود التنظيمية المالية‎.‎
باسيل يتصل: الى ذلك، أجرى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، اليوم ‏اتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" مقدمًا التعزية. واستنكر ‏باسيل "أي اعتداء على قوات اليونيفيل"، معلنًا رفضه "أي إلتباسات لقتل عناصرهم‎"‎‏. كما ‏أكّد "أهمية الالتزام بمندرجات القرار 1701 كضامن للإستقرار ورادع لأي اعتداء‎"‎‏.‏
الانفلات الميليشيوي: من جانبه، استنكر جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية ‏‏"بشدة، الاعتداء بالقتل الذي تعرضت له قوة حفظ السلام الدولية في بلدة العاقبية جنوب ‏لبنان" مهيبا بالحكومة اللبنانية "الضغط والعمل الجدي لاجراء تحقيق شفاف وسريع ‏ومحاكمة القتلة المعتدين وانزال أشد العقوبات فيهم‎"‎‏. ورأى في بيان "ان الهجوم المسلح ‏على آلية لليونيفيل هو مؤشر خطير، يؤكد المؤكد على تفلت السلاح خارج اطار الشرعية ‏اللبنانية وهو خرق فاضح للقرار الدولي 1701 بما يتناقض مع المصالح الاستراتيجية العليا ‏للبنان، ومس بسيادة الدولة والاستقرار العام"‏‎.‎‏ وطالب "الحكومة اللبنانية والقوى الامنية ‏الشرعية بالتشدد في عملية بسط السيادة والحرص على عدم تفشي وباء اللاشرعية ‏والانفلات الميليشيوي بما يمنع تكرار مثل هذه الحادثة المأسوية‎"‎‏.‏
تشاور وزاري: على صعيد محلي آخر، وحكوميا تحديدا، عقد ميقاتي جلسة تشاورية في ‏السراي شارك فيها جميع الوزراء، بمن فيهم المحسوبون على التيار الوطني الحر والرئيس ‏السابق ميشال عون، تم خلالها البحث في كيفية ادارة البلاد في غياب رئيس للجمهورية ‏وتفادي سيناريو جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي.‏
تشاؤم عوني: اما رئاسيا، فالمراوحة السلبية على حالها وهي ستستمر حتى مطلع العام ‏المقبل على الاقل. ليس بعيدا، وبينما رئيس التيار النائب جبران باسيل في قطر، ‏‎ ‎أعرب ‏عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون عن تشاؤمه في التوصل إلى مخرج في الملف ‏الرئاسي في الوقت الفاصل حتى العام الجديد، مشيرًا إلى أن مسار الفراغ المتبع في هذين ‏الشهرين لن يستطيع تحقيق أي تقدم إذا بقينا على النمط نفسه. ولفت في حديث  اذاعي إلى ‏أن هناك فرقًا كبيرًا بين التعامل مع التدخلات الخارجية من زاوية المصلحة اللبنانية أو ‏انتظار الخارج ليملي علينا قرارته‎.‎‏ وإذ اعتبر أن الخارج هو عامل مساعد من دون فرض، ‏رأى عون أن "زيارات النائب جبران باسيل المتكررة إلى قطر، تأتي في إطار وضع مسار ‏الطريق المقبل قبل إيصال الرئيس العتيد إلى قصر بعبدا‎"‎‏. وقال "أقفلت كل السبل أمامنا ‏في الداخل كتيار ، إذ لم نستطيع التوصل مع الحلفاء وحتى مع من لا نلتقي معهم في ‏السياسة، على قواسم مشتركة لدرجة أننا تنازلنا عن ترشيحنا للوصول إلى حل‎"‎‏. واعتبر ‏عون أنه "ليست مشكلتنا الوحيدة انتخاب رئيس، لأنه من الممكن أن يتغير البرلمان ولكن ‏لن نتقدم خطوة واحدة في تغيير مشاكلنا في حال بقينا في سياسة النكد والانقسامات‎"‎‏.‏
للتحاور والتوافق: في المقابل، وفي وقت سجل اجتماع بين سفيري فرنسا آن غريو ومصر ‏ياسر علوي، سأل الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان، رئيس الهئية ‏الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "ماذا ينتظر؟ لا حوار، ولا انتخاب، فراغ ‏مميت وقاتل، أما يكفي اللبنانيين ما حل بهم؟ وكيف تتم عملية الإنقاذ من الحضيض؟ ومن ‏المسؤول والمطالب؟ وهل التهرب من الجواب وإلقاء المسؤولية على الآخر يحل المشكلة؟ ‏لا، لأن الإلقاء يقابله إلقاء. أما آن الوقت للخروج من دوامة القيل والقال بعد اليقين بأنها لا ‏تصح جوابا لأي مواطن أخرسته همومه المعيشية، ولم يبق لديه ما يقوته"؟ أضاف "هل ‏ضمائر المعنيين يحركها هذا الواقع وهذه الحقيقة، للقاء والتحاور والتوافق، وانتخاب ‏الرئيس العتيد، الذي ينتظره حل كل المشكلات على كافة الصعد، الاجتماعية والسياسية ‏والتربوية والأمنية والسير بالمؤسسات التي بها قوام الدولة ورعاية حقوق المواطنين"؟
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o