Dec 14, 2022 4:36 PM
تحليل سياسي

الرئاسة والحوار الى 2023 ...بري يعد بعمل جدي العام المقبل‏
المطارنة يأملون بانتخاب رئيس نتيجة اتصالات عربية ودولية
المولوي وعون يطمئنان: عيدوا بأمان... ذهب فنزويلا يغطي انشطة ايران

المركزية- كما الجلسات العقيمة لانتخاب رئيس جمهورية، كذلك الحوار المنشود بذريعة ‏تأمين التوافق على هوية صاحب الفخامة العتيد. آفاق مقفلة، وانسداد مُحكم... والى العام ‏المقبل، قد يكتب الله ما لا تعلمون.‏
على هذا المشهد تقفل سنة 2022 وفق المتوقع والمكتوب. فجلسة الغد الرئاسية، لزوم ما لا ‏يلزم، ربطا بنتيجتها المحسومة سلفا وبسقوط حظوظ تحولها حوارية بضربة معلم "قواتية"، ‏ستكون آخر جلسات العام، وعلى ذمة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لا حوار ‏واردا، والعمل الجدي بدءا من الـ 2023. ‏
حتى ذلك الموعد، ومع ارتفاع منسوب التحذيرات الامنية من بوابة فوضى اجتماعية في ‏ضوء الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار مقابل الليرة وقد تخطى اليوم الـ 43 ‏الف ليرة، او جرائم فردية تكثفت في الآونة الاخيرة، انبرى القادة الامنيون اليوم الى بعث ‏رسائل طمأنة في كل الاتجاهات عشية موسم الاعياد، مؤكدين اتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع ‏اي خلل امني.‏
لا حوار: في السياسة، وعشية الجلسة الرئاسية العاشرة غدا في ساحة النجمة، أشار نائب ‏رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة، ‏إلى أنّ "هناك أفرقاء لم يقتنعوا بطريقة عقد طاولة الحوار، وفكرة عقد الحوار قبل نهاية ‏العام لا أعتقد أنها واردة"، مشيرًا إلى "أننا لن نخرج من الأزمة الحالية دون أن يكون هناك ‏حوار، وأتمنى أن نصل إلى قناعة بأن نذهب إليه".وكشف أنّ "ما لمسته من رئيس المجلس ‏أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف ‏يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل"، موضحًا أنّ "جلسة الغد ستكون جلسة ‏انتخابية مثل سابقاتها‎".‎
تحاشي الاجتماع: من جهة ثانية، وعلى وقع تأكيد اميركي بأن انتخاب رئيس للبنان ليس ‏من واجب واشنطن بل مجلس النواب اللبناني، رأى المطارنة الموارنة أن الاتصالات ‏الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول ‏المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية. ودعا الآباء المعنيين في الأحزاب ‏والكتل النيابيّة إلى الإستفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن ‏البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع‎.‎‏ وأسفوا خلال إجتماعهم الشهري في الصرح ‏البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ‏للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير، ورأوا "أنه كان بالإمكان تحاشيه لو ‏أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيدا عن الكيد السياسي، ومع ‏احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحًا . ومعلوم أنّ أمور المواطنين الأساسيّة يمكن ‏معالجتها بأساليب دستوريّة شتّى، من دون إنعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال ‏الشغور الرئاسيّ. وذكّروا بأن الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان يبدأ بالإسراع في ‏انتخاب رئيس للجمهورية يضع إعادة بناء الدولة على السكة الدستورية الصحيحة"‏‎.‎
الحوار لا القطيعة: الى ذلك، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، ‏‏"للشعب المنهك والقيادات السياسية والروحية" بالقول: "البلد يعاني من أسوأ دوامة ‏تاريخية، والكارثة السياسية تتمدد، والغموض يلف مصير لبنان، لذلك رفض الحوار قفز ‏خطير في المجهول، والشيطان يشرب من كأس الفراغ وسط ترسانة منظمات غير حكومية ‏تمتهن اللعب الأمني، وتدير أخطر برامج للفتنة الداخلية وتعيد تكوين البلد للحظة ‏الإنفجار‎".‎‏ أضاف: "وهنا أرفع الصوت مجددا، بأن سارعوا لإنقاذ لبنان لأن البعض نائم ‏فيما الشيطان لا ينام، وأسطول الجمعيات الملونة أخطر قنبلة موقوتة، والأمم المتحدة ‏ترتكب أسوأ مجزرة بالتركيبة السكانية اللبنانية، وعينها على التوطين، والمشروع الدولي ‏يعمل على تأمين انهيار مدروس، وعينه على تفكيك لبنان، فيما اللعب التجاري ومشاريع ‏خنق الناس وترسانة دولار المجاعة موصولة بأوكار داخلية وخارجية تجيد سيناريو القتل ‏الصامت‎".‎وختم: "المطلوب إنقاذ مشروع الدولة لأن طبخة التقسيم والفتن على النار، ‏وسدنة السفارات يجيدون تنفيذ لعبة الخدمة المدفوعة، وما نريده موجة حوار لا موجة ‏قطيعة، لأن مصير البلد على حافة الهاوية في ظل مشاريع تريد دفن لبنان‎". ‎
شريك ملتزم: في الاثناء، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، في بيان، بعنوان "الاتحاد ‏الأوروبي شريك ملتزم دائم للبنان"، أن "الاتحاد الأوروبي يواصل دعم لبنان وشعبه في ‏الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة ويخصص هذا العام 229 مليون يورو لتعزيز ‏الإصلاحات الضرورية والتنمية الاقتصادية. وقد جرى تحديد أولويات عدة لهذه الحزمة ‏المالية الجديدة‎".‎وأشار إلى أن "الأولوية الأولى تتمثل في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم ‏الإصلاحات. وفي هذا السياق، سيساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في تنفيذ الإصلاحات ‏المتعلقة بالإدارة العامة والتي تركز على النزاهة والشفافية والمساءلة، بما يتماشى مع ‏الفرص التي حدّدها الاتفاق الأخير على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي. ‏وستهدف مساعدتنا إلى إصلاح الخدمة المدنية، وإصلاح الإدارة المالية العامة، والوصول ‏إلى المعلومات‎".‎
عيّدوا بأمان: في المقلب الامني، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن ‏المركزي عن وضع خطّة أمنيّة لفترة الأعياد، قائلًا: “سنتشدّد ليلة الميلاد واتُّخذت كل ‏الإجراءات الضروريّة والإستباقيّة." وأضاف: نعمل على تخفيف إطلاق النار ابتهاجاً ‏وسنتشدّد في محيط المطار لمنع إطلاق النار العشوائي"، مشيرًا إلى أن "للقوى الأمنيّة ‏الحقّ بالتحرّك التلقائي أمام الجرم المشهود والموقف الرّسمي ثابت بحماية المطار ومحيطه ‏وسمعته ومنع أيّ عمل غير مقبول يحصل فيه أو عبره وسنتصدّى لتصدير الأذى ‏والتهريب عبر المطار." وأكد أن "الخطّة الأمنيّة في طرابلس نجحت بنسبة مرتفعة و"ما ‏في غطاء فوق رأس أحد" ونُطمئن المواطنين "عَيْدوا بأمان وفرح ومحبّة لأنّ أمانكم ‏مسؤوليّتنا ومسؤوليّة كلّ عنصر أمنيّ وعسكريّ. وتعليقاً على إشكال الأشرفيّة، قال ‏مولوي: "لا نُريد أن يتكرّر والفوضى وزعزعة الإستقرار لا نقبل به ولن نسمح بأن يحصل ‏ونؤكّد جهوزيّتنا وجهوزيّة كلّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة."‏
القائد في السراي: وتوازيا، برزت زيارة مهمة لقائد الجيش العماد جوزف عون الى ‏السراي حيث استقبله الرئيس ميقاتي وعرض معه الوضع الامني في البلاد‎.‎‏ وأكد العماد ‏عون خلال اللقاء "أن الوضع الأمني ممسوك، وليس هناك أي مخاوف من حوادث فردية قد ‏تؤدي الى تفلّت أمني‎".‎وشدّد على "أن الجيش سيكثّف اجراءاته خلال فترة الأعياد ضمن ‏خطة أمنية شاملة‎".‎
تهريب اسلحة:  وليس بعيدا، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، أن المقاتلات ‏الإسرائيلية قصفت قافلة أسلحة على الحدود السورية العراقية قبل عدة أسابيع‎”.‎وقال إن لدى ‏الجيش الإسرائيلي "معلومات استخباراتية كاملة لضرب الشاحنة رقم 8 من أصل 25 ‏شاحنة، لأنه كان يعلم أن هذه الشاحنة كانت تحتوي على أسلحة إيرانية"،وأكد، "أننا عطلنا ‏مشروعا إيرانيا لوضع مئات الصواريخ أرض- جو في سوريا ولبنان".وأشار كوخافي إلى ‏أن "هذه إحدى الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي، وهي لم تكن محكمة وطهران ‏نجحت في بعض الأحيان في تهريب الأسلحة إلى سوريا وحزب الله في لبنان. لكن حلم ‏إيران العام بإنشاء “حزب الله الجديد” من هضبة الجولان السورية قد أُحبط."‏
وثيقة سرية: وفي سياق متصل، كشفت وثيقة سرية لشركة "لويدز مارين" للتأمين ومقرها ‏لندن، عما اعتبرته مخططات إيران غير القانونية لتمويل حزب الله عبر فنزويلا‎.‎‏ ففي ‏تحذير سري لعملائها، قالت: إن (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني و(حزب ‏الله) يرسلان الذهب بشكل غير قانوني من فنزويلا إلى إيران، لتمويل الأنشطة الإرهابية ‏للميليشيات المدعومة من طهران في لبنان، بتجاوز للعقوبات.واشارت  الوثيقة التي اطلع ‏عليها موقع «إيران إنترناشيونال» والصادرة في 28 أكتوبر (تشرين الأول) بعنوان ‏‏«التجارة غير المشروعة ونقل الذهب والنفط الإيراني - (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس ‏الثوري) الإيراني و(حزب الله)»: «الغرض من هذا التنبيه الإلكتروني هو إعلام السوق ‏بالشحن غير المشروع للذهب من قبل (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني ‏و(حزب الله) من فنزويلا إلى إيران، لجمع الأموال للأنشطة الإرهابية، لتسهيل بيع النفط ‏الإيراني، بما يتعارض مع العقوبات‎».‎وحددت «لويدز مارين» أيضاً بعض الأشخاص ‏الذين سهّلوا الشحن غير القانوني للذهب من فنزويلا، نيابة عن «فيلق القدس» التابع ‏لـ«الحرس الثوري» الإيراني‎.‎الشخص الأول هو علي قصير، وهو ممثل لـ«حزب الله» في ‏إيران، وأحد المدرجين في لائحة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (الأميركي) للعقوبات ‏العالمية ضد الإرهاب‎.‎‏ اما الشخص الثاني، فهو محمد جعفر قصير، هو مسؤول كبير في ‏‏«حزب الله» مدرج أيضاً من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، بسبب أنشطته غير ‏القانونية المرتبطة بالجماعة المسلحة"‏‎.‎
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o