Nov 30, 2022 12:16 PM
اقتصاد

فياض من القاهرة: التهديد الأكبر للأمن المائي العربي يكمن في الأطماع الخارجية

المركزية ألقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض كلمة خلال إفتتاح المؤتمر العربي الرابع للمياه في جامعة الدول العربية في القاهرة قال فيها: "أتوجه اليكم اليوم كرئيس للدورة الثالثة عشرة للمجلس الوزاري العربي للمياه وكوزير الطاقة والمياه في لبنان للحديث في هذا المؤتمر الذي تنظّم فعالياته دولة ​فلسطين​، ومن غير الأخوة الفلسطينيين أكثر معاناةً من أطماع العدوّ الإسرائيلي بمياههم ومن أكثر معرفةً وتقديراً لنقطة المياه والحاجة اليها وكيفية المحافظة عليها وبذل الغالي والنفيس للدفاع عنها وإسترجاعها".  

وذكّر أن "الأمن المائي العربي هو الركيزة الأساسية في سبيل حياة كريمة لشعوبنا وتنمية مستدامة لبلداننا وللسلام بين بلدان وشعوب المنطقة، اللهمّ إذا ما أُحسن استعمالها وإدارتها والدفاع عنها في وجه أطماع الأعداء"، مشيراً إلى أن "وعي حكومات بلداننا لمشكلة ندرة المياه قد دفع بها، بحسب قدرات كلٍ منها المالية والإقتصادية، الى إعتماد برامج وآليات وإرساء استراتيجيات تجهد في سبيل تطبيقها سيما وأن الزيادة السكانية والتطور الإقتصادي قد ضاعف الحاجة الى المياه من جهة وزاد من ضغط التلوث والحاجة الى بناء منشآت معالجة المياه المبتذلة من جهة أخرى" . 

وأوضح أن "الأزمات المتلاحقة أبرزت في السنوات القليلة الماضية، لاسيما ​جائحة كورونا​ وتفشي ​الكوليرا​ والحرب في أوكرانيا وإرتفاع ​أسعار الطاقة​ أوجه النقص الحرجة في خدمات المياه والصرف الصحي في بلداننا وما لها من تداعيات خطيرة على الصحة العامة، لذلك كلّنا ثقة أن هذا المؤتمر بنسخته الرابعة سوف يخرج بتوصيات عملية تكون على مستوى التحديات التي تواجهها بلداننا وشعوبنا سيّما وأن الأهداف الموضوعة له تقارب معظم المشاكل التي منها القطاع وتطرح الحلول العلميّة لها".  

وأكد، أن "التهديد الأكبر للأمن المائي العربي يكمن في الأطماع الخارجية في مياهنا، إن عبر النزاعات القائمة على المياه العابرة للحدود في العراق وسوريا ومصر والسودان ولبنان أو إغتصاب العدو الإسرائيلي للمياه في فلسطين والجولان في سوريا ومزارع شبعا في لبنان، لذلك من الضروري في هذا المجال أن يكون التضامن العربي ونبذ الخلافات البينيّة وتعزيز التكامل والترابط شرطاً لإسترداد الحقوق والحفاظ عليها"، وتابع: "لكن الوقوف في وجه الأطماع الخارجية لا يجدي نفعاً ما لم نول إهتماماً بالحفاظ على ما لدينا من ثروات مائية ولم نعالج الهدر التقني وغير التقني وأهملنا المخططات التوجيهية والإدارة المستدامة لقطاع المياه ولم نجرِ الإصلاحات القانونية والإدارية الضرورية بغية تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة".  

ولفت الى أنّ "تأمين الأمن المائي العربي هو عملية متكاملة تجمع بين الجهود التي تبذلها الحكومات من أجل ردع الأطماع الخارجية من جهة وإرساء الإدارة الرشيدة للثروة في الداخل وهو أيضاً مسؤولية المواطن العربي الذي يجب أن يعي أهمية هذه الثروة وندرة وجودها وأهمية الحفاظ عليها وحسن إستعمالها ليكون مردودها مضاعفاً وسبيلاً لتنمية المجتمع".  

وختم، مهنئاً دولة فلسطين واللجنة المنظمة على "العمل الجدّي في تحضير المؤتمر العربي الرابع للمياه"، وجدّد دعمه "بإسم المجلس الوزاري العربي للمياه للمبادرات التي سيبحثها هذا المؤتمر وتمنى النجاح لفعالياته لما فيه مصلحة شعوبنا العربية".  

احتفال التسليم 

ثمّ ألقى فيّاض كلمة خلال احتفال تسليم المجلس الوزاري العربي للمياه الى نظيره الليبي، فأثنى على "عمل اللجنة التحضيريّة لهذه الدورة بنسختها الرابعة عشر وعلى متابعة اللجنة الفنيّة العلمية الإستشارية والمجلس التنفيذي لمقررات الدورة الثالثة عشر والجهد الإستثنائي الذي بُذل طوال العام المنصرم في سبيل وضعها قيد التنفيذ وأتمنى لزميلي معالي وزير الموازد المائية في الحكومة الليبية المهندس طارق عبد السلام بو فليقة الذي سيتولّى رئاسة الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي للمياه كل التوفيق والنجاح بمهمته". 

وقال: "تسلّم لبنان رئاسة هذا المجلس منذ سنةٍ جرت خلالها تطورات كثيرة ومهمّة إن على الصعيد السياسي والجيوسياسي عامةً أو على صعيد قطاع المياه خاصةً، وكلا المستويين مترابطان الى حدٍّ كبير. فالحرب في أوكرانيا وإنعكاسها على أسعار النفط والطاقة قد أثّرت بشكلٍ كبير على قطاع المياه ورفعت من كلفة تأمينها بنسبٍ متفاوتة بين البلدان، وهذا ما فاقم أزمة الغذاء الى جانب تدهور إمدادات الحبوب والأسمدة القادمة من منطقة التصعيد

وأضاف: "لقد شاركنا منذ عدة أسابيع في أسبوع القاهرة للمياه بنسخته الخامسة حيث لمسنا بشكلٍ واضح هذا الترابط بين الأزمات وبين القطاعات الحيوية والخدمات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية. خلال هذا العام أيضاً استضافت الشقيقة مصر قمّة المناخ بنسختها السابعة والعشرين COP27 حيث خصّص هذا الحدث العالمي يوماً كاملاً لمناقشة قطاع المياه، المتضرّر الأول والأكبر من تغيّر المناخ حيث تنحو مناطق شاسعة في العالم نحو التصحّر وندرة المياه وإستحالة الريّ ما يؤدي الى تضرّر الزراعة وهجرة الناس نحو المدن وتوسّع أحزمة الفقر ونشوء الأزمات الإجتماعية وعدم الإستقرار"

واذ لفت فيّاض الى أن "عدداً كبيراً من النزاعات السياسية أو المسلّحة بين البلدان سببتها ندرة المياه والخلاف على تقاسم الأنهار العابرة للحدود. وبلداننا العربية ليست بمنأى عن هذه الأزمات بل هي في خضمّها بدءاً من العراق ونهري دجلة والفرات مروراً بسوريا مع نهر الفرات أيضاً ومنابع المياه في الجولان المحتلّ ولبنان مع نهر الوزّاني ومزارع شبعا المحتلّة وأطماع العدوّ الإسرائيلي التاريخيّة بنهر الليطاني، ومصر والسودان حيث أزمة سدّ النهضة مع أثيوبيا وصولاً الى فلسطين المحتلّة والغزو الإسرائيلي اليومي للمياه وحرمان الفلسطينيين منها"، أشار الى أنّها "كلّها تشكّل بؤراً لعدم الإستقرار وسبباً للحروب والنزاعات وحلّها الوحيد الركون الى القوانين الدوليّة والوحدة بين الأشقاء العرب والدعم المتبادل بعيداً عن أي تمايزات قد تنشأ بين الحين والآخر"

ولحظ أنّ "إنعقاد الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه يتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع إطلاق فعاليات المؤتمر العربي الرابع للمياه تحت رعاية سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس وحضور دولة رئيس الوزراء محمد أشتيّة تحت عنوان "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، مؤكّدا أنّ "هذا العنوان يختصر فعلاً كل الأهداف والتحديات التي تواجهنا في العالم العربي: فالأمن المائي العربي هو أساسي من أجل الحياة الكريمة لشعوبنا، والمياه هي الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وفي صلب اقتصادياتنا، ولا سلام بين شعوب المنطقة دون حلّ لقضايا المياه العابرة للحدود ودون وضع حدٍّ نهائي لأطماع الإحتلال الإسرائيلي في مياهنا"

وأعلن في الختام "تسليم لبنان اليوم رئاسة الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي بعد تحقيق عدة خطوات بإتجاه تفعيل عمل هذا المجلس ليس أٌقلّها الإنتهاء من تحضير مشروع النظام الأساسي للمركز العربي لدراسات إقتصاديات المياه، وهنا لا بدّ من شكر المملكة العربية السعودية على إعداد التصوّر الأوّلي لهذا المركز الذي نأمل أن يبصر النور خلال رئاستكم لهذه الدورة، متمنّيا "للزميل العزيز، وزير الموارد في الحكومة الليبية محمد عبد الكريم دوام النجاح في عمله وللإخوة المشاركين التوفيق في أعمال هذه الدورة لما فيه مصلحة العالم العربي وشعوبنا".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o