Nov 29, 2022 3:35 PM
خاص

ايران المأزومة...أوراق ضغطها قنابل موقوتة!

يولا هاشم

المركزية – أكّد رئيس الوزراء ​العراقي ​محمد شياع السوداني​ بعد لقائه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، "أننا لن نسمح بأن تشن أي تشكيلات سياسية أو عسكرية عمليات ضد إيران انطلاقا من أراضينا"​، لافتا إلى "أننا لن ننسى الدعم الأمني الذي قدمته إيران، لنا في الفترة الماضية"، موضحًا "اننا سنواصل تعاوننا مع الجانب الإيراني في مجال مكافحة الإرهاب"، معلنًا "اننا اتفقنا على تفعيل عمل اللجنة الاقتصادية المشتركة العراقية الإيرانية في أقرب وقت". 

الزيارة هي الاولى للسوداني إلى ايران، الدولة الداعمة لـ"الإطار التنسيقي" الذي شكّل الحكومة العراقية الجديدة. وتأتي بعد أيام على تصريح المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي حول نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة ومن ضمنها لبنان، وربط سياسيون بين هذا الكلام وتعثر انتخاب رئيس جمهورية في لبنان في انتظار نضوج تسوية أميركية – إيرانية بمشاركة فرنسا حيث من المتوقع أن يُطرَح الملف اللبناني في المحادثات التي ستجرى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهل فعلاً أحكمت ايران سيطرتها على المنطقة؟  

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "ايران تحكم قضبتها على جميع الاوراق التي بحوزتها لأن النظام يمرّ بفترة صعبة، وأزمة مشروعية قد تكون الأقسى منذ الثورة. صحيح ان الثورة الخضراء التي اندلعت عام 2009 كانت اكبر حجما من الثورة الحالية لكنها لم تكن أكبر وقعاً، لأن النظام كان لا يزال يتمتع بمقومات قوة ومشروعية اكثر"، لافتا الى ان "ما يحدث اليوم في ايران يشكل تهديداً جدياً للنظام، ثلاثي الأبعاد، الأول لأن الثورة لم تعد ثورة طلاب أو ثورة جيل جديد (generation Z) او ثورة النخب فقط، بل جميعهم انخرطوا فيها. والبعد الثاني، يتجلى من خلال الثورة الطبقية بمعنى طبقات اقتصادية تنتفض على السلطة لأنها فقدت مقومات حياة كريمة وانهارت قدرتها الشرائية حتى الرمق الأخير، والبعد الثالث إتني مناطقي له علاقة بالتركيبة الإتنية لايران، حيث ان كردستان اشتعلت وبلوشستان ايضا، ما يضيف بُعداً آخر يتعلق بالعقد الاجتماعي ما بين المكونات الايرانية. لذلك، يتمحور الهمّ الايراني اليوم  حول كيفية إخماد هذه الثورة، فتقوم ايران بهجوم مضاد معتبرة انها ثورة مُدبَّرة من الخارج وان هناك مؤامرة على ايران، وبالتالي ايران تمسك بكل أوراق الضغط التي في حوزتها. ولهذا لم يتأخر خامنئي بالقول اننا أحبطنا مؤامرة أميركية في العراق ولبنان وسوريا". 

ويضيف نادر: "لكن في كل الاوراق التي تمسكها ايران، نجد  الوضع السياسي والاقتصادي مأزوم الى اقصى الحدود، لبنان يرزح تحت أزمة اقتصادية وانهيار مالي كبير، وسوريا مشلعة ومفتتة الى أجزاء، والعراق في حالة انسداد كامل بالاضافة الى وضع اقتصادي بالغ الصعوبة. هي اذا ليست مرتاحة بل  امام قنابل موقوتة، حتى الاوراق التي تمسكها هي ايضا قنابل موقوتة قد تنفجر في وجهها في اي لحظة". 

وعن انعكاس ذلك على لبنان، يؤكد نادر ان من شأن ذلك ان يفاقم الأزمة ويزيد من المخاطر، ويؤخر عملية الاصلاح، فإذا كان هناك أي إمساك بالورقة اللبنانية لمقايضة اي استحقاق أكان انتخاب رئيس او اي برنامج مع صندوق النقد او اي تعاون مع الغرب، يود لبنان مقايضته من باب المصلحة الايرانية وما الذي ستحصل عليه ايران، يؤخر الاصلاحات ويُسرّع الانهيار الكامل والارتطام. هذا من جهة، من جهة أخرى، يجلب المخاطر لأن إبعاد افق الحل يزيد من مخاطر الانجرار الى مواجهة. فقد تختار ايران مثلا ان تهرب الى الامام او ان تلجأ الى عملية عسكرية للخروج من الانسداد الموجودة فيه، وقد تورط لبنان". 

ماذا عن لقاء بايدن - ماكرون وملفات المنطقة، يقول نادر: "المشكلة ليست لدى باريس او واشنطن، فالقضية تلف وتدور ويبقى الحل والربط بيد ايران، ولو توقف الأمر على بايدن وماكرون لكانا اوصلا النائب ميشال معوض الى الرئاسة او غيره. هما طرف ولكن هناك الطرف الثالث، هذا الطرف مأزوم، فكيف ستتم معالجته؟ كان الطرف الفرنسي يتواصل معه لكنه توقف عن ذلك، بل أكثر من ذلك بدأ الحديث عن عقوبات ضد ايران. من هنا يمكن القول ان الثورة الايرانية قلبت الموازين، لأن الطرف الاوروبي كان الى حد ما، أقله الفرنسي يتواصل مع ايران، مع تسليم بهذا الدور من قبل الاميركيين والى حد معين من قبل العرب إنما ضمن حدود. اليوم لا احد يتواصل مع ايران، الجميع يقول أنها تتعدى على حقوق الانسان وستضع عقوبات اضافية عليها لها علاقة بتصرفات النظام في الداخل مع القاعدة الشعبية". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o