Nov 10, 2022 5:53 AM
صحف

لا جدية في انهاء الفراغ: رئيس كتلة بارزة يغيب عن الجلسة والورقة البيضاء سيدة الصندوق

دفع الفريق العوني عشية الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم «بقنبلة دخانية» تمثلت بتغريدة للنائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، تطالب فيها بالتحقق من صحة معلومات عن ان شخصيات سياسية كبيرة لديها حسابات بمليارات الدولارات في المصارف السويسرية، في وقت حافظ التيار الوطني الحر على «الورقة البيضاء» ليس لمواجهة خصومه من الكتل المؤيدة للنائب ميشال معوض، والتي كرستها في زيارة قام بها، موفداً من النائب السابق وليد جنبلاط، النائب وائل ابو فاعور، للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث كان الاتفاق معلناً ان المرشح الذي سيصوت له هذا الفريق هو معوض، بل للإعلان المستمر ان لا انتخاب للنائب السابق سليمان فرنجية لموقع الرئاسة، لاعتبارات تخص النائب جبران باسيل، رئيس تكتل لبنان القوي، الذي يغيب عن الجلسة، فهو غادر مساء امس الى دولة قطر.

ولئن كانت «النار العونية» الحارقة عبر القاضية غادة عون التي نشرت «التغريدة» ثم حذفتها، على الرئيس بري، تستهدفه مباشرة، بعد ان اعرض عن الحوار بعد «الفيتو المسيحي» عليه، فهي تستهدف ايضاً برأي اوساط معنية، دكّ معالم النظام العام، لحين يأتي الوقت، والذي يسمح لباسيل وفريقه بتبني ترشيحه للرئاسة الاولى، ضمن «أضفات أحلام» تراوده في السر والعلن.

وهكذا، تبدو الجلسة -5، وربما الجلسات اللاحقة تدور «كحجر الرحى» من دون قمح يؤدي الى طحين، وذلك بين استحالتين من الترشح: فحزب الله ومعه قوى 8 اذار لن تقبل بأي شكل رئاسة معوض للجمهورية، وكذلك الحال بالنسبة لرئاسة فرنجية المرفوضة من التيار العوني، والقوات اللبنانية، وربما نواب وكتل اخرى، فضلاً عن الموقف الذي اعلنه جنبلاط في «منتدى الطائف» السبت الماضي.

ومع ذلك، تتحدث مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن أن التسويق لسلة تتصل برئاستي الجمهورية والحكومة عاد مجددا لكنه لا يزال ضمن الحلقة الضيقة للتشاور، وقد يأخذ مداه متى توافرت الظروف الناجحة له،وأشارت إلى ان هناك هواجس من طرح هذه السلة وابرزها صرف التركيز على ملف انتخاب الرئاسة الأولى الذي يعد اولوية كما أوضح المعنيون.

ولفتت المصادر إلى أن الفكرة كانت مطروحة سابقا لكن تم التراجع عنها ليعود الحديث مجددا إليها في سياق المشاورات المتصلة بانتخابات رئيس الجمهورية، معلنة أن التشاور سيتواصل بعد تعذر إتمام الإستحقاق الرئاسي، ولكن لا شيء يضمن ان موضوع السلة سيحوز على موافقة الأفرقاء السياسيين.

وفي السياق، اعربت مصادر سياسية عن اعتقادها، بان انطلاق ملف الانتخابات الرئاسية بفاعلية، ينتظر اجراء جولة من المشاورات الجانبية بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورؤساء وممثلي الكتل النيابية، لاستمزاج اراءها، وافكارها، بخصوص الشخصية التي تراها مؤهلة لخوض الانتخابات الرئاسية، بعد فشل الدعوة لعقد حوار موسع وقالت: ان رئيس المجلس يحرص على سماع رأي كل مكونات المجلس النيابي من دون استثناء، لجوجلة الاراء، وانتقاء اسماء الشخصيات التي ترشحها هذه المكونات، ثم الانتقال الى المرحلة الثانية، لانتقاء مرشحين اثنين، للتنافس فيما بينهما، ومن يحصل على تأييد غالبية المجلس النيابي، يصبح رئيس الجمهورية الجديد.

 وتوقعت المصادر ان تؤدي جلسات التشاور الضيقة، بين بري والنواب، الى كشف حقيقة المواقف بعيدا عن الضوضاء، تفاديا للاحراج، وبعدها يمكن طرح الشخصية اوالشخصيتين المؤهلتين للتنافس على الرئاسة الاولى، وكشفت ان الاسماء التي تحوز على المواصفات المطلوبة التي حددها الرئيس بري في اكثر من مناسبة، تضم حتى الان خمسة شخصيات من المرشحين المطروحين، من داخل المجلس وخارجه، ومعظمهم يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الاطراف السياسيين.

من ناحية ثانية، اعتبرت المصادر ان سفر رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الى قطر عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يعكس بوضوح استخفافا بالجلسة، وعدم الاهتمام بها، وتناقضا فاضحا، بين ما يدعيه باسيل ظاهريا، بالحرص على انتخاب رئيس للجمهورية، ومنع الفراغ الرئاسي، وبين تعطيل هذا الاستحقاق، اما بالادلاء بورقة بيضاء، او بالتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وقالت: لو كان هناك حرص فعلي على منع الفراغ بالرئاسة الاولى، كما يدعي رئيس التكتل، لكان ابدى اهتماما ملحوظا، بالتعاطي الجدي مع الانتخابات، ترشيحا، او دعما لاي مرشح حليف، ولكن كلا الخيارين غير موجود، والخيار الطاغي هو تعطيل جلسات الانتخاب حتى إشعار آخر.

ووصفت مصادر التيار العوني زيارة باسيل بأنها «زيارة صداقة» كما وصفتها مصادر التيار، كما سبقه عدد من النواب الى خارج البلاد وكأنه تسليم منهم بعدم القدرة على انتخاب رئيس فقرروا الاستفادة من الوقت الضائع لترتيب شؤونهم الخاصة، وعلى هذا يتوقع غياب نحو ستة نواب او اكثر عن الجلسة بينهم حسب معلومات «اللواء» اثنان من التيار واثنان من القوات اللبنانية، ومع ذلك استمرت المشاورت بين بعض الكتل النيابية اما لتنسيق المواقف واما لتقرير موقف جديد.

وعلى ما يبدوان الورقة البيضاء ستبقى سيدة الصندوق اليوم، برغم تمسك بعض الكتل بترشيح النائب ميشال معوض، لكن مع غياب عدد من النواب المؤيدين له قد ينخفض عدد الاصوات التي سبق وحصل عليها، علما ان مصادر المؤيدين لانتخاب معوض قالت ان العمل جار لتوفير بين 44 و50 صوتاً له، بينما مؤيدي انتخاب سليمان فرنجية لن يحرقوا ورقته الآن.

وبالنسبة لنواب التغيير والمستقلين، فالاراء متباينة بينهم، فمنهم من سيصوت بالورقة البيضاء وبعضهم للدكتورعصام خليفة والاخرون لمعوض. وربما ترد بعض الاسماء الاخرى او الاوراق المرمّزة.

وقالت مصادرنيابية مطلعة لـ «اللواء»: ان الامور ما زالت مقفلة، فلا اتصالات ولا حوار ولا من يتحاورون، خاصة بعد موقف القوات بعدم الحوار ولا التعاطي مع «التيار» ولا مع «المردة». كما ان الدول المعنية بلبنان مشغولة بأوضاع اخرى اكثر اهمية من لبنان وتكتفي بإصدار المواقف لا الافعال.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o