Nov 08, 2022 6:23 AM
صحف

جلسة الخميس: هل تخرج الموالاة من خلف الورقة البيضاء وتعلن مرشّحها؟

بقيت اصداء زيارة النائب السابق وليد جنبلاط الى عين التينة، مدار الحديث في الاوساط المعنية، قبل ساعات قليلة من الجلسة الدورية الاسبوعية لمجلس النواب، في اطار جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس المقبل..

وفي المعلومات الخاصة بـ«اللواء» ان اللقاء طغت عليه الاجواء الايجابية، وأن الرئيس نبيه بري وجنبلاط تداولا في المعطيات المحيطة بالانتخابات، واتفقا على ان لا موجب يقضي بحصر المرشحين بإسمين او اكثر، فليعين من يرغب بالترشح، وبالتالي يصار الى البحث بالمرشح الأنسب، وفقاً لمقتضيات المصلحة الوطنية واعادة انتظام عمل المؤسسات.

وبالنسبة لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل، وما تحمله من خيارات مفتوحة امام الكتل النيابية، ما زالت الامور تراوح مكانها والمواقف على حالها، لكن أشارت معلومات «اللواء» من مصادر متابعة الى ان كتلة التيار الوطني الحر ما زالت تدرس فكرة اسم مرشح بدل الورقة البيضاء لكنها لم تحسم قرارها بعد، «لأن المسألة ليست بسيطة» حسبما قالت مصادر المعلومات. واحتمال طرح اسم مرشح في جلسة الخميس ضئيل، فلا يوجد حتى الان اسم لدى الكتلة، مع ان رئيسها جبران باسيل ابدى موافقة على الاتفاق مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على اسم مرشح ثالث غيرهما.

واوضحت المصادر: المشكلة ان الثنائي الشيعي لم يطرح حتى الان غير اسم فرنجية كمرشح رئاسي لديه وهوما رفضه باسيل وكتل اخرى، ولو ان الثنائي ابدى استعداده لمناقشة الاسماء غير «مرشحي التحدي والمواجهة» لكن مرشحه الفعلي ما زال فرنجية.

وفي سياق نفسه، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن سلسلة اجتماعات نيابية تنسيقية تشق طريقها قبيل جلسة الانتخاب المقررة يوم الخميس والتي تترجم فيها الكتل النيابية توجهاتها وسط معطيات تؤشر إلى أن بعض الكتل يحافظ على ثابتة التصويت للنائب ميشال معوض، في الوقت الذي لم يعرف ماهية موقف الثنائي الشيعي وما إذا كان حسم أمره بتبني رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية أم أنه قرر أن يتريث تحت إطار إلتوافق.

وفهم من المصادر أن اتصالات تتم مع فرنجية من أجل اختيار توقيت طرح الترشيح تفاديا لأي نتائج معاكسة، أما موقف تكتل لبنان القوي فقد لا يحسم خياره بطرح اسم أو انه ينتظر إلى جلسة الخميس ليعلن عن قراره.

وأوضحت أن المشهد في الملف الرئاسي غير قابل للتغيير وبالتالي فإن لا نتيجة حتمية من جلسة الخميس.

أما "النهار"، فلفتت الى ان قبيل يومين من الموعد المحدد لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخميس المقبل، تتجه الأنظار النيابية والسياسية لمعرفة أي خيار سيتخذه “تكتل لبنان القوي” بعدما كرر اكثر من نائب في التكتل ان الاخير يتجه الى الإقلاع عن التصويت باوراق بيضاء كما كان درج عليه مع الكتل الأخرى في محور 8 اذار، واطلق هؤلاء النواب تعهدات بانهاء التصويت بالاوراق البيضاء. واذا مضى التكتل العوني في التزام وترجمة هذا الاتجاه، وهو ما يفترض ان يتقرر اليوم مبدئيا، فان ذلك سيشكل تطورا في مسار المشهد الانتخابي ولكنه يقتضي معرفة ما اذا التكتل سيرشح اسما بعينه بعدما تبينت عدم صحة اتجاهه الى تسمية مرشح من أعضائه غير رئيسه جبران باسيل. ولكن أوساط الكتل الأخرى ولا سيما منها الثنائي الشيعي لا تبدو في وارد تبديل تكتيك الورقة البيضاء حاليا بما يعني ان شيئا جوهريا لن يطرأ على المشهد الانتخابي الرئاسي ولا هو قيد التشكل بعد. وتبعا لذلك بدأت تتنامى المخاوف الجدية من شغور طويل المدى ولو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اطلق تحذيرا جادا امس من ان لبنان لا يحتمل سوى أسابيع قليلة على هذه الوتيرة، اذ ان المعطيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية في البلاد تنحو في اتجاهات تدهور تصاعدي على وقع استفحال الانسداد الرئاسي، وليس في الأفق أي معطيات من شأنها ان تدعم صمود اللبنانيين في مواجهة تفاقم الازمات ما دامت الدولة في حال شبه شلل. ولذا اكتسبت الحركة السياسية الداخلية أخيرا طابع العجز المطلق امام “عهد الفراغ” العائد وارتفع منسوب المراوحة الى حدود التخوف من ازمة مفتوحة تتجاوز نهاية السنة الحالية خصوصا ان الظروف الخارجية لا تبدو ملائمة ابدا لتوقع من يدفع بيد القوى اللبنانية لتتحمل مسؤوليتها المصيرية .

بدورها، اعتبرت "الانباء الالكترونية" ان حراكا لافتا تشهده الساحة السياسية وإن كان لا خرق كبير يحصل، إلا ان إعادة تشغيل الرئيس نبيه بري لمحركات عين التينة رغم تفشيل مبادرته لعقد طاولة الحوار، ولقائه الأخير مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، توحي بأن خطوط التواصل قائمة في محاولة لنسج تفاهمات بالحد الادنى قادرة على خلق أرضية تسمح بالوصول الى تسوية رئاسية مقبولة ريثما تنضج الاجواء الاقليمية والدولية.

مصادر سياسية مواكبة لأجواء الاتصالات القائمة أشارت في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية الى أن مرحلة ما بعد لقاء جنبلاط _ بري ليست كما قبلها، وهذا واضح في كل اللقاءات الماضية التي عقدت بينهما، فعندما تصل المواقف بين القوى السياسية الى نقطة اللاعودة كانا يلتقيان لتدوير الزوايا وعدم ذهاب الأمور الى أكثر مما هي عليه بغية الاتفاق على الصيغة التي ترضي جميع الأطراف. هذا ويُستشف من كلام جنبلاط الأخير أن كل العقد قابلة الى الحل.

وفي السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث مع "الأنباء" الالكترونية الى أن آلية التشاور لدى الرئيس بري ما زالت قائمة وهذا التشاور ممكن أن يحصل في أي وقت، ويمكن أن يكون تشاوراً ثنائياً أو مع أكثر من كتلة نيابية وفق الآلية التي يمكن اعتمادها. لكن التشاور برأيه لا يسقط الحوار المباشر بين المجموعات المتكاملة المفترض أن يكون أفضل، لكن هذا الموضوع تمت مواجهته مع الأسف من قبل القوات والتيار الوطني الحر ما أدى الى تجميد الحوار، إلا ان بري لم يقفل الباب أمام التشاور.

وقال هاشم: "هدف الحوار هو التوافق وهذا لا يعني إلغاء مبادرته إطلاقاً، ولا بد من الحوار والتوافق"، متوقعاً أن تكون جلسة الخميس عادية لأن لا شيء في الأفق يؤشر الى تغير ما حتى الساعة.

وعما اذا كان هناك مرشح سيصوّت فريق 8 أذار له في الجلسة، أشار هاشم الى أن الموضوع ما زال قيد الدرس، ولا يوجد أي توجه ولم يتخذ أي قرار بهذا الشأن، وانطلاقاً من يوم الاربعاء وصباح الخميس يمكن أن تتبلور الصورة أكثر بخلال الساعات الـ48 المقبلة.

وحول استمرار التصويت بالورقة البيضاء، أوضح هاشم أنه من الممكن أن يكون هناك ورقة بيضاء لأننا لم نتخذ موقفاً نهائياً بعد، مستبعداً الذهاب الى تسمية أي مرشح في الجلسة لأن موضوع الاسم يجب ان يكون هادفاً للتوصل الى انتخاب الرئيس وليس للمناورات.

وفيما تتجه أصابع الاتهام الى القوات والتيار في عرقلة الحوار، أشار القيادي في القوات النائب السابق جوزف اسحق عبر "الانباء" الالكترونية الى ضرورة استمرارية الحوار وعدم توقفه وأن لا خلاف بيننا وبين الرئيس بري حول هذا النقطة، لكن هناك تباين معه في وجهات النظر، مضيفاً "نحن لدينا أولوية تتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية ونريد الحوار بداخل المجلس وبين الجلسة والجلسة، على أن يكون المجلس بحالة انعقاد دائم وليس بتحديد جلسة واحدة كل أسبوع".

وتابع اسحق "أين المشكلة؟ ففي فرنسا بقي النواب داخل المجلس 6 أيام حتى تمكنوا من انتخاب الرئيس"، معتبراً ان القول بضرورة التوافق أولاً مخالفة دستورية، داعياً بري الى توجيه الدعوة لعقد جلسة عادية يحصل من ضمنها نقاش حول شخص الرئيس حتى ولو اقتضى الأمر لعقد جلسات متتالية يتم خلالها رفع أسماء مشتركة ويصار بعدها الى انتخاب أحدهم رئيساً، فهناك ضرورة أن يشعر اللبنانيين أننا بجلسة انتخاب رئيس جمهورية وليس بجلسة مناورات سياسية، مؤكداً الاستمرار بترشيح النائب ميشال معوض وتأمين نسبة المؤيدين له ليصل العدد الى 65 نائباً نقوم بعدها بمضاعفة الضغط لتأمين إجماع حوله كي يصبح رئيساً للجمهورية.

في هذه الأثناء، من المتوقع أن يحسم التيار الوطني الحر قراره اليوم حول جلسة الخميس، وعمّا اذا كان سيشارك فيها بمرشح او بالبقاء على خيار الورقة البيضاء. وبالتالي لا جديد في الجلسة المقبلة بانتظار ما يمكن ان يتغيّر في الجلسة اللاحقة.

من جهتها، أشارت "القبس" الى ان معطيات سياسية طرأت على المشهد السياسي قد يكون لها تأثير طفيف في صندوق الاقتراع.

اولاً، منتدى دعم الطائف الذي نظمته السفارة السعودية في بيروت، السبت، الذي تعتبره مصادر سياسية «ناخبا» جديدا في الجلسة المقبلة، اذ انه نجح، بحسب المصادر، في دفع «حزب الله» الى تسريع عملية التوافق الداخلي ضمن فريقه على مرشح واحد، او حث الرئيس بري على اطلاق حركة المشاورات مع الاطراف الفاعلة بهدف التوافق.

ثانيا، لقاء الـ27 نائبا الذين اجتمعوا الاسبوع الماضي في مقر حزب الكتائب، ويضم نواب الكتائب وبعض نواب التغيير ومستقلين، ورصد مدى قدرته على التوافق على اسم مرشح في الجلسة المقبلة، بغض النظر عن أن يكون ميشال معوض أو غيره من الأسماء الكثيرة.

وهناك أخيرا، تحرك بدأه نائب رئيس المجلس الياس بوصعب داخل كتلة التيار الوطني الحر، حيث أعلن أنه لن يقترع بورقة بيضاء هذه المرة، من دون ان يحسم الاسم بعد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o