Nov 07, 2022 6:13 AM
صحف

مشهد "الطائف" غير مكتمل وحزب الله: ملتزمون إيّاه و لا انزعاج من تغييبنا

لم تخرج دعوات واضحة بعد تدعو لتغيير "الطائف" أو إدخال تعديلات جوهرية عليه وإن كانت اسباب التوتر السياسي مرتبطة ببنية النظام غير القابل للاصلاح بحسب التجارب. واذا كانت الحال كذلك فلماذا كان الحضور في المنتدى الذي نظمته السفارة السعودية في قصر الاونيسكو غير مكتمل؟ وماذا تقول مصادر "حزب الله" عن المنتدى ومفاعيله؟

ربما فاق الحضور في منتدى الذكرى الـ 33 لتوقيع اتفاق الطائف توقعات منظميه، فالحشد الذي ملأ قاعة مسرح الاونيسكو كان لافتاً وهذا ما عكسته انطباعات السفير السعودي وليد البخاري . ولكن ما استرعى الانتباه الغياب الرسمي والروحي الشيعي، إذ لم يجلس في الصفوف الامامية رئيس مجلس النواب نبيه بري وانما اوفد ممثلاً عنه، نائب طرابلس كريم كبارة، في اشارة تحمل دلالات عدة، وايضاً لم يحضر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ليكون الى جانب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وممثلي الطوائف الاخرى.

واذا كانت دعوة "حزب الله" متعذرة في ظل الاجواء المتوترة اقليمياً وتبدو بديهية لمنظمي المنتدى، إلا ان غياب المشاركة الشيعية كان لافتا. مع الاشارة الى ان الرئيس حسين الحسيني كان مدعواً لكنه اعتذر لاسباب صحية كما افاد منظمو المنتدى

مصدر في "حزب الله" قال لـ"النهار" ان "الحزب ملتزم الطائف، ولكن هذا لا يمنع بعض القوى السياسية من ان تدعو الى إعادة النظر في بنوده وفق حوار مسبق". اما عن تغييب الحزب عن المنتدى فيقول: "لا انزعاج لدينا اطلاقاً طالما ان اللقاء كان عادياً ولا مفاعيل سياسية له، عدا انه يهدف الى اظهار دور السعودية وهو دور معروف، وكذلك لا نعتبر ان ما جرى هو غير عادي وفي طياته يحمل طابع العلاقات العامة".

الانقسام الحاد في لبنان لا يترك شاردة ولا واردة إلا يستحضرها المنقسمون، ولعل التشكيك المتبادل بمدى الولاء للوطن هو من أمضى "الاسلحة" التي تُستخدم.

مؤسس حركة "امل" الامام المغيّب السيد موسى الصدر كان أول من حسم ذلك الجدل عندما اعلن في العام 1977 ان "لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه سيداً حراً مستقلّاً، عربي الإنتماء والهوية"، وللمفارقة ان تلك العبارة وردت حرفياً في اتفاق الطائف عام 1989.

ثم إن "حزب الله" لم يدعُ الى تغيير الطائف من دون حوار واتفاق بين اللبنانيين، وإن كانت دعوة امينه العام السيد حسن نصرالله الى مؤتمر تأسيسي عام 2012 لقيت مباركة اكثر من طرف لبناني، ولاحقاً تم غضّ الطرف عنها الى ان جاءت دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 6 آب 2020 غداة انفجار مرفأ بيروت، الى عقد اجتماعي جديد، ولم يصدر موقف فرنسي مخالف، علماً ان السفير البخاري اكد ان لا نية فرنسية لتعديل الطائف او تغييره بحسب ما سمع من الفرنسيين بشكل مباشر خلال زيارته الاخيرة لباريس الشهر الفائت.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o