Oct 28, 2022 6:03 AM
صحف

عون ينسف "حوار برّي".. وميقاتي يضع "تحريف التأليف" في خانة "التخريف"

مساءً، كانت إطلالة متلفزة لرئيس الجمهورية عبر شاشة "أل بي سي" ضمن سلسلة مقابلات مماثلة ينوي القيام بها في أيام عهده الأخيرة على أن تكون إطلالته اليوم عبر شاشة "المنار"، ففتح عون نيران "تصفية الحسابات" في أكثر من اتجاه رئاسي وسياسي من دون أن يوفّر المؤسسات التشريعية والإجرائية والقضائية، فاعتبر على دارج عادته منذ تبوئه سدة الرئاسة الأولى أنّ الجميع تآمروا عليه في الداخل والخارج لمنعه من "محاربة الفساد"، بحسب "نداء الوطن".

وإذ لم يخرج عن المألوف منه في التهجم على الإعلام اللبناني واصفاً إياه بأنه "كاذب وبشع"، أكد عون على طريقته وجود ضمانات أمنية بموجب اتفاقية الترسيم البحري مع إٍسرائيل من خلال تأكيده أنّ "الساحة الجنوبية أصبحت مستقرة ولن تكون بعد الآن مصدراً للعنف واستحالة أن تندلع الحرب" بعد توقيع هذه الاتفاقية، ليدير بعدها فوهة نيرانه باتجاه الداخل اللبناني فلم يتردد في نسف "حوار عين التينة" الذي يعتزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة إليه للبحث في مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً أن هذا الحوار "سيفشل لأنّ بري لا يحق له الدعوة إلى الحوار وأن يحل مكان رئيس الجمهورية في توجيه مثل هذه الدعوة"، مقابل منحه رئيس المجلس حق "التشاور الثنائي" فقط وليس عقد اجتماع حوار موسع بين الكتل النيابية.

وحكومياً أيضاً، بادر عون إلى التشهير بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي متهماً إياه بأنه "لا يملك النية الجدية في تشكيل حكومة" ومتهكماً عليه بالإشارة إلى أنه بعد اجتماع قصر بعبدا الأخير "ذهب على متن يخته ولم يعد"، لكنه جدد الاستعداد لتأليف حكومة جديدة ولو قبل ساعة من انتهاء ولايته في حال نال رئيس "التيار الوطني الحر" ما يطلبه من حصة وزارية، مهدداً في المقابل بأنه أصبح "على وشك توقيع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال" رغم أنه كان قد نفى قبل أيام عبر مكتبه الإعلامي وجود أي نية لديه لتوقيع مثل هذا المرسوم.

ولاحقاً، أصدر ميقاتي بياناً ردً فيه على تحريف عون لوقائع مشاورات التأليف واضعاً ذلك في خانة التخريف ربطاً بكبر السنّ، وذلك من خلال إشارته إلى أنّه "بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة أو غير صحيحة… فأكتفي بالقول بأسف: أحيانا تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام".

من جهة أخرى، أشارت "الجمهورية" الى ان مرة جديدة تُجهض السلطة السياسية، الغارقة في البحث عن مكاسبها ومصالحها على حساب البلد واللبنانيين، فرصة تاريخية لإعادة الحياة الى وطن مزّقته تسوياتهم حيناً ومحاصصاتهم احياناً وخلافاتهم المستدامة وعجزهم عن وَقف ارتكاب الحماقات ووقف مسلسل الهدر والفساد.

فبدل أن تلتقط السلطة السياسية اللحظة السياسية والاقتصادية التاريخية التي تحققت بجهود أميركية استثنائية ومواكبة فرنسية حثيثة والتزام ايراني بعدم التعطيل، من خلال إنجاز الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، وبدل أن توظّف السلطة السياسية هذه الفرصة التاريخية لجعلها قاعدة انطلاق من الجحيم الى النعيم، عبر احترام الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، أغرقت البلد في فراغَين رئاسي وحكومي، لا بل رَمته في المجهول بلا اي افق أو أمل، وهي جريمة اضافية كبرى في حق البلد والناس.

وكشف مصدر دبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية» أن المسؤولين اللبنانيين يهدرون فرصة نادرة لإخراج بلدهم من المأساة المالية والاقتصادية التي يعانيها منذ ثلاث سنوات، بعدم استفادتهم من الزخم الدولي والاوروبي الذي أكد جهوزيته لمعاودة الاهتمام بالشأن اللبناني ومساعدته للنهوض مجدداً، وذلك من خلال امتناع هؤلاء المسؤولين عن القيام بواجبهم الوطني في انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة للشروع في ورشة اصلاحية شاملة تُعيد وضع لبنان على سكة الدول الطبيعية».

واضاف المصدر: «يبدو انّ المسؤولين اللبنانيين لا يقدّرون حجم الانجاز التاريخي الذي ساهموا في تحقيقه والامكانات الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية الكبيرة التي يوفّرها للبنان في حال عرفوا مواكبته وحمايته والبناء عليه، بدون هدر للوقت والفرص. كما يبدو ان القوى السياسية في لبنان ما زالت منغمسة في زواريب مصالحها الصغيرة وغير مهتمة برفع القهر وازالة الجوع والذل الذي يعانيه اللبنانيون بسبب ارتكابات هذه القوى على مدى سنوات». 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o