Oct 20, 2022 4:46 PM
خاص

أرباح حقل قانا "الوهمي"..ما دقة الحديث عن حصة ضخمة لاسرائيل؟

المركزية – خاص

فتح الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية المجال أمام التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها ضمن مياههما الإقليمية، وأوّل خطوة متوقعة للبنان بدء عمليات الاستطلاع والحفر في حقل قانا من قبل المجموعة المشغّلة بقيادة "توتال" لمعرفة ما إذا كان يحتوي على الغاز وما هي حصة لبنان منه. وبدأت التكهنات الإعلامية والتخوفات من أن تبدأ "توتال" الحفر من الجهة الجنوبية للبلوك رقم 9 أي جنوب الخط 23 لأسباب جيولوجية، فرجّح بعض الخبراء أن المساحة الأكبر من الحقل قد تمتد داخل المياه الإقيليمة التابعة للجهة الإسرائيلية، بالتالي حصتها من الأرباح ستتخطى نسبة 17 في المئة مع إمكانية أن تصل إلى 80 في المئة من غاز هذا الحقل، علماً أن هذه النسبة ستحسم من حصة لبنان وليس من أرباح "توتال". فما دقة هذه المعطيات؟ وهل الحصة الأكبر من حقل قانا ستكون فعلاً من نصيب إسرائيل؟ 

الخبير النفطي الدكتور ربيع ياغي يوضح عبر "المركزية" أن "الخطّ 23 هو حدود لبنان البحرية ما بين المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة له وشمال فلسطين"، لافتاً إلى أن "حقل قانا وهمي، بمعنى أنه عندما لا يكون هناك اكتشافات نفطية لا يمكن تسمية بقعة جغرافية، سواء أكانت بحرية أم برية، بـ "حقل"، لأن الحقل عملياً هو منطقة تحتوي على آبار نفطية عدّة. بالتالي، وبما أن الحقل افتراضي تبقى حدوده ومساحته غير معروفة". 

ويتابع: "القانون الدولي ينص على أن كلّ المساحات الواقعة شمال الخطّ 23 تكون للبنان أما الواقعة جنوباً فمن ملكية الطرف الآخر. وفي حال وجود أي مكمن reservoir مشترك بين الجهتين، تحدد المساحة منه التابعة لكل طرف حسب عبورها للخط 23 شمالاً أو جنوباً. عملياً، ما من وضوح حتى تاريخه في تحديد حدود حقل قانا ومساحاته جنوباً وشمالاً. من هنا، كلّ كلام يقال عن الموضوع مجرّد تكهنات وافتراضات تخلق بلبلةً وتشويشاً على التنقيب لأن الحقل لا يزال وهمياً".  

وبناءً عليه يؤكد ياغي أن، بما أن حدود الحقل المفترض غير معروفة بعد، لا يمكن الادعاء بأن "توتال" ستبدأ بالتنقيب في الجهة الإسرائيلية. اتفاق إسرائيل ليس مع "توتال"، بل ينص على أن أن إذا تم العثور على غاز جنوب الخط 23 يكون لها حصة من الأرباح، أما الحديث عن أن مساحة الحقل كلّها جنوب الخطّ فمبهم".  

ويرى أن "على شركة "توتال" الالتزام بالعقد الموقع بين الكونسورتيوم بقيادتها ولبنان منذ 3 سنوات، والذي ينص على أن تبدأ عمليات التنقيب من منطقة محددة في البلوك 9 تبعد 25 كيلو متراً عن الخط 23، والأفضل بعد، هو التنقيب مباشرةً عند الخطّ 23 باتجاه الطرف اللبناني (شمالاً)، لأن العقد مع الدولة اللبنانية وليس العبرية. حينها يمكن معرفة ما إذا كان هناك حقل قانا فعلياً وبأي اتجاه تمتد مساحته. هذا أصول العمل التقني والعلمي الذي يوصل إلى نتيجة". 

وعن كيفية تحديد نسبة 17% من الأرباح لإسرائيل في حين أنه لم يتم اكتشاف مساحة الحقل بعد، يجيب ياغي أن "ذلك يزيد من الغموض والإبهام لأنه كلام غير علمي من الناحية التقنية في الأنشطة البترولية. لا يمكن الاتكال على دراسات المسح الجيولوجي لتحديد ما إذا كان هناك من حقل او إن كان يحتوي على غاز، إذ يمكن أن تبين الاكتشافات أن الكميات الموجودة غبر تجارية ولا جدوى اقتصادية لها وفي هذه الحالة تتوقف أعمال التنقيب على غرار ما حصل في البلوك رقم 4". 

ويختم "التحضير للبدء بالحفر يستغرق حوالي 4 أشهر وبعدها عملية الحفر تمتد لشهرين على الأقل، ويفترض أن تكون في أكثر من مكان وليس في مكان واحد، تفادياً لتكرار تجربة البلوك رقم 4. من هنا أهمية مشاركة الدولة اللبنانية في اتخاذ القرارات مع "توتال" وأن يكون لها دور فعّال في تحديد مواقع الحفر لأن العقد بينهما عقد شراكة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o