Oct 18, 2022 7:10 AM
صحف

مسار لبنان في الآتي من الأيام مجهولة وجهته!

الجلي الواضح في هذا المشهد، انّ البلد مرمي في حلبة دجل وتكاذب سياسي، أخضعت البلد لمقولة «الشيء وعكسه»، يستعجلون الاستحقاق قولاً، ويعطّلونه فعلاً. والملف الحكومي على النغمة ذاتها، حيث انّهم يُظهرون استماتة في الاعلام على تأليف حكومة حاجة البلد اليها اكثر من ضرورية وملحّة، ويخوّفون من الفراغ الحكومي ومن دخول البلد في سجال دستوري عقيم في زمن الفراغ الرئاسي الحتمي، حول صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في تولّي صلاحيات رئيس الجمهورية، ولكنهم في المقابل جعلوا من ملف التأليف ملهاة ولادة للشروط التعطيلية، ومحبطة لجهود الوسطاء الرامية إلى انتشال الحكومة من قبضة المعطلين.

وفي جديد هذا الملف، كما يكشف احد الوسطاء لـ»الجمهورية»: «اقتربنا من خط النهاية، وبتنا نسابق الوقت، هناك محاولة جارية لاستيلاد حكومة، لا اقول انّ الامور مقفلة بالكامل، بل الامل ما زال موجوداً في حكومة ربع الساعة الاخير، حيث انني لا اعتقد انّ ولاية رئيس الجمهورية ستنتهي من دون تشكيل حكومة».

ورداً على سؤال تجنّب الوسيط المذكور تحديد الجهة المعطّلة تأليف الحكومة، وقال: «التعقيدات كبيرة، وأهمها العقدة ماثلة بين حكومة بتعديل ببعض وزرائها وحكومة بتعديل واسع يشمل نحو ربع وزراء الحكومة، والمساعي جارية لفك هذه العقدة، وثمة اجتماعات ومشاورات حصلت في الساعات الماضية، وستحصل اليوم وغداً، لعلها تؤدي الى اختراق. وكما قلت رهاننا موجود على حكومة ربع الساعة الاخير، وخصوصاً انّ ثمة نصائح من الاصدقاء وكذلك من الاشقاء، بأن تتشكّل حكومة كاملة المواصفات والصلاحيات، تواكب توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الذي قد يتمّ في مقر قيادة قوات «اليونيفيل» في الناقورة قبل نهاية الشهر الجاري، وربما خلال الاسبوع المقبل».

إلى ذلك، استغرب مرجع روحي كبير ما سمّاه «انعدام المسؤولية الوطنية لدى السياسيين، وإمعانهم في تعميق الأزمة وتجاهلهم المخزي لمعاناة الشعب اللبناني».

وأبدى المرجع عبر «الجمهورية»، قلقه البالغ على الوضع في لبنان ومستقبل هذا البلد، وقال: «امام ما يحصل، فإنّ مسار بلدنا في الآتي من الأيام، مجهولة وجهته. واللبنانيون مخنوقون وخائفون مما يُخبأ لهم بعد من مخاطر ومنزلقات. وقد رفعنا الصوت، واطلقنا الصرخات في وجه السياسيين واكّدنا عليهم ان يتحلّوا بالمسؤولية الوطنية، ويترفعوا عن صغائرهم رأفة بهذا الشعب المسكين».

ودعا المرجع عينه السياسيين إلى الكفّ عن مخالفة الدستور وعن تصديع الهيكل السياسي والاجتماعي للبنان، وقال: «نسمع تباكياً من هنا وهناك على الدستور لا يمت الى الحقيقة بصلة، ونقول لهؤلاء هذا الامر مرفوض، فلا يجوز ابداً الإمعان في مخالفة الدستور، الذي يوجب عليكم التوافق على تشكيل حكومة لم يبق احد في الدنيا الّا واكّد لهم انّ لبنان بحاجة الى حكومة تتخذ القرارات والخطوات الآيلة الى معالجة الأزمة، ويوجب عليكم ايضاً انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية. وكما نرفض الفراغ الحكومي، نرفض ايضاً الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى، فالرئاسة ليست ملكاً لهذا الحزب او ذاك، هي لجميع اللبنانيين، ومن هنا لا يكون مقبولاً ابداً أي تعريض مقام الرئاسة لأي اهانة او انتقاص من هيبتها وجرّها الى الفراغ».

وكشف المرجع «اننا ندين بالشكر لأصدقاء لبنان لوقوفهم الى جانبه، وتأكيدهم على مرجعياته السياسية إعادة تنظيم بيتهم الداخلي عبر تشكيل حكومة، وكذلك عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكانت واضحة الرسالة التي نقلتها وزيرة الخارجية الفرنسية بإسم فرنسا والدول الصديقة للبنان، واكّدت فيها على اللبنانيين ان يسارعوا الى اتمام استحقاقاتهم، والبدء بالعلاجات المطلوبة لأزمته، والّا فإنّ الانهيار سيكون وشيكاً. وقد نُقل الينا شخصياً كلام مباشر من هؤلاء الاصدقاء يعكس الحرص على بلدنا، ويحذّر من انّ لبنان لم يعد يملك ترف تضييع الوقت».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o