Oct 11, 2022 3:23 PM
خاص

مشاركة سوريا في القمة العربية او عدمها...قرار من دمشق ام رفض عربي؟

يولا هاشم

المركزية – تتحضر الجزائر لاستضافة قمة جامعة الدول العربية في دورتها الـ31 يومي 1 و2 تشرين الثاني المقبل، في ظل قرار سوري بعدم المشاركة، مع تأكيد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لنظيره الجزائري رمطان لعمامرة خلال اتصال بينهما أن بلاده لن تشارك في القمة وان سوريا "تفضل عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها بجامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر". وأكد لعمامرة في تصريح أن غياب سوريا هذه المرة يختلف عن سابقاته وهو ليس قرارا من طرف الجامعة وإنما اتخذته القيادة السورية التي رأت أن التريث أفضل لمنح فرصة للعمل العربي المشترك". 

وكانت الخارجية الجزائرية حاولت أخيراً إيجاد توافق عربي على دعوة النظام السوري للقمة المقبلة، تمهيداً لعودته إلى الجامعة العربية، والتي كانت قد علّقت عضويته بعد قرار أصدره وزراء الخارجية العرب في 12 تشرين الثاني 2011، في ذروة الحراك الثوري السلمي في سوريا، عقب رفض النظام السوري مبادرة للحل طرحتها الجامعة. 

وقال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في حديث تلفزيوني أن الأمين العام خلال زيارته للجزائر تحدث طويلا حول الموضوع وحصل تشاور وكانت نتيجته أن الوقت لم يحن بعد لعودة سوريا والأمر يحتاج إلى توافق". فهل تلبي سوريا شروط الدول العربية وتفك ارتباطها بايران، ما يمهد عودتها الى الحضن العربي؟ وهل حُسِم قرار عدم مشاركتها في القمة؟ 

رئيس مركز "الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة"، العميد الركن الدكتور هشام جابر يؤكد لـ"المركزية" أن "الجزائر عادة تصر على وجود سوريا، إلا ان الخلافات على عودتها ما زالت قائمة، ولم تتأكد مشاركتها بعد"، مشيرا الى ان "سوريا حسّنت علاقتها مع الدول العربية، والتي كانت خلافاتها أساسا مع الدول الخليجية وتحديدا المملكة العربية السعودية. إلا ان الأخيرة فتحت قنوات الى سوريا قبل أن تعود القنوات الدبلوماسية بينهما. وهناك لقاءات مستمرة بين الجانبين. وموفدون من الطرفين يعملون على نار هادئة. والامر سيان بالنسبة للامارات التي أعادت علاقاتها مع سوريا، وكذلك قطر. العقدة تكمن في عودة سوريا الى الجامعة العربية، ويعتبر البعض أن كون سوريا لم تعد الى الجامعة العربية فهذا يعني ان لا مكان لها في القمة، والوضع يشبه "الدجاجة قبل البيضة ام البيضة قبل الدجاجة. فهل تعود الى الجامعة من دون اي شروط في القمة ام ان من المفترض ان تحضر القمة ومن ثم يتم البحث في عودتها الى الجامعة العربية"، لافتا الى ان "سوريا ليست دولة هامشية بل اساسية في الدول العربية. ففي السابق كان يقال: "لا حرب من دون مصر ولا صلح من دون سوريا".

وأمل جابر عودة سوريا الى الحضن العربي، مشيرا الى ان "كل تقارب بين الدول العربية ينعكس ايجابا على لبنان وكل خلاف بينها ينعكس سلبا، خاصة وان لبنان بحكم موقعه الجغرافي والديمغرافي والسياسي يتأثر بالصراعات العربية ويدفع ثمنها غالياً. لبنان يدفع ثمن الصراعات الدولية والاقليمية فكيف بالأحرى العربية"، معتبرا ان "التوافق العربي ينعكس ايجابا على لبنان سياسيا وأمنيا وحتى اقتصاديا. لبنان يستفيد من عودة سوريا، لأن ممره الوحيد الى الدول العربية هو عبرها. في السابق كان مرفأ بيروت المرفأ الاساسي لكل الدول العربية، قبل مرفأ اللاذقية كان يشحن البضائع الى كل الدول العربية والخليجية برا عبر سوريا. لذلك فإن عودة سوريا الى الحضن العربي مسألة حيوية بالنسبة الى لبنان". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o